facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التنمية الحضرية: أولوية حكومية لتحسين سبل العيش وزيادة الرقعة الخضراء


أ.د تركي الفواز
16-09-2024 10:40 PM

تعتبر التنمية الحضرية واحدة من أهم أولويات الحكومات الحديثة، خاصة في الدول التي تشهد نمواً سكانياً سريعاً وتوسعاً عمرانياً مضطرداً، في هذا السياق تسعى الحكومات إلى تعزيز التنمية الحضرية كوسيلة لتحسين سبل العيش للمواطنين في مدنهم، مع التركيز على توفير خيارات أفضل من الخدمات الأساسية، مثل الصحة والتعليم والمواصلات العامة، بالإضافة إلى تحقيق التوازن البيئي عبر زيادة الرقعة الخضراء وانتشار الحدائق العامة، وأحد أهم أهداف التنمية الحضرية هو تحسين جودة الحياة لسكان المدن،ويتمثل ذلك في توفير بيئة معيشية تتسم بالتنظيم والنظافة وتلبية احتياجات السكان المتزايدة،من خلال التخطيط الحضري الجيد، حيث تعمل الحكومة على تحسين البنية التحتية، بما في ذلك الطرق والجسور وشبكات الصرف الصحي والمياه، الأمر الذي يساهم في رفع مستوى الراحة اليومية للسكان، وكما تركز التنمية الحضرية على تحسين قطاع الإسكان لضمان توفير مساكن ملائمة للجميع، تسعى الحكومة إلى بناء وحدات سكنية جديدة وتحديث الأحياء القديمة لتلبية احتياجات الطبقات المختلفة من المجتمع، ويأتي ذلك ضمن خطة شاملة لمواجهة التحديات التي تواجه المدن المزدحمة، مثل الاكتظاظ السكاني والضغط على الخدمات العامة.


تشهد الاردن مرحلة هامة من التطور العمراني والاقتصادي ويتطلب ذلك انشاء مدينة جديدة، حيث انها تمثل خطوة استراتيجية تهدف إلى تخفيف الضغط عن مدينتي عمان والزرقاء، اللتين تشهدان تزايداً سكانياً وازدحاماً عمرانياً كبيراً،هذا المشروع يُعتبر ركيزة أساسية في جهود الدولة لتحسين جودة الحياة للمواطنين من خلال توزيع أكثر توازناً للتنمية، وتحقيق أبعاد اقتصادية، استثمارية، واجتماعية بالتعاون مع القطاع الخاص، وكما هو معروف فان مدينتا عمان والزرقاء تعاني من اكتظاظ سكاني وزيادة في الطلب على الخدمات والبنية التحتية، مما يضع ضغوطًا كبيرة على الموارد والإمكانيات،ويهدف مشروع انشاء المدينة الجديدة إلى تخفيف هذا الضغط عبر توفير فضاء جديد للسكن والعمل، بما يسهم في تقليل الازدحام المروري وتحسين توزيع الخدمات، ستساهم المدينة الجديدة في تخفيف الأعباء عن المرافق العامة في المدينتين الرئيسيتين، مثل المدارس والمستشفيات، كما أنها ستقلل من الكثافة السكانية، ما يُسهم في رفع مستوى الراحة والجودة الحياتية لسكان المدن الكبرى، كما ستحقق المدينة الجديدة تكاملاً حضرياً من خلال تعزيز الترابط بين المناطق، مما يسمح بنقل سهل للأشخاص والبضائع بين المدن.

ان أحد المحاور الرئيسية في إنشاء المدينة الجديدة هو التعاون الوثيق مع القطاع الخاص، واجب على الحكومة الجديدة ان تدرك أهمية إشراك المستثمرين المحليين والأجانب لتحقيق أقصى استفادة من هذا المشروع، والذي يتطلب تمويلات كبيرة وتقنيات متطورة لتنفيذه، ان الشراكة مع القطاع الخاص تتيح للحكومة التخفيف من الأعباء المالية المباشرة، وتوفر الفرصة لخلق بيئة استثمارية مناسبة، بالاضافة الى ان القطاع الخاص سيكون شريكاً في تطوير المرافق والبنية التحتية للمدينة، بما في ذلك بناء الأحياء السكنية والمناطق التجارية والصناعية، مما يخلق فرص عمل ويُسهم في تحفيز النمو الاقتصادي الوطني، فالابعاد الاقتصادية والاستثمارية بانشاء المدينة الجديدة يحمل في طياته فرصاً استثمارية كبيرة، حيث ستتيح المدينة بيئة جاذبة لجذب الاستثمارات المحلية والاجنبية، ستوفرهذه المدينة مناطق صناعية وتجارية حديثة، بالإضافة إلى بنية تحتية متطورة تشمل الطرق والمواصلات والطاقة، هذه العوامل ستجعل من المدينة الجديدة مركزاً اقتصادياً جديداً يساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني، كما أن المدينة ستفتح فرصاً جديدة لرواد الأعمال والمستثمرين، حيث ستتوفر مناطق مخصصة للأعمال الحرة، الصناعات الخفيفة، والابتكار التكنولوجي، هذه الأنشطة الاقتصادية ستسهم في خلق المزيد من الوظائف وتحفيز الابتكار، ما يجعل المدينة الجديدة ليس فقط مكاناً للسكن، بل أيضاً مركزاً للنشاط الاقتصادي، إلى جانب الابعاد الاقتصادية والاستثمارية، سيكون لإنشاء المدينة الجديدة أثر اجتماعي كبير على سكان المنطقة، ستوفر المدينة بيئة معيشية متطورة مع مرافق وخدمات حديثة، بما في ذلك المدارس، المستشفيات، والمراكز الثقافية والترفيهية، مما سيُسهم في تحسين جودة الحياة لسكان المدينة.

من خلال التخطيط الحضري الذكي، ستتمكن المدينة الجديدة من تقديم خدمات متكاملة ومتطورة لسكانها، مع التركيز على الاستدامة البيئية وجودة المعيشة،ستكون المدينة خضراء وصديقة للبيئة، مع مساحات خضراء واسعة وحدائق عامة تلبي احتياجات العائلات والأفراد، مما يجعلها وجهة مثالية للعيش والعمل، وهذا يأتي من خلال قيام الحكومة بوضع رؤية حكومية طويلة الأمد تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة،ويتمثل ذلك في استخدام الموارد الطبيعية بكفاءة، وتوفير بنية تحتية قادرة على التكيف مع التغيرات المستقبلية، المدينة الجديدة ستكون نموذجاً للتخطيط الحضري الذكي، مع التركيز على استخدام التكنولوجيا المتقدمة لتقديم الخدمات، وتقليل التأثير البيئي، إن مشروع إنشاء المدينة الجديدة يمثل خطوة حاسمة نحو تحقيق تنمية متوازنة ومستدامة في الأردن،عبر تخفيف الضغط عن عمان والزرقاء، وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، وتحقيق أبعاد اقتصادية واجتماعية مهمة، ستُسهم المدينة الجديدة في رسم ملامح مستقبل مشرق للأردن، حيث تسير التنمية جنباً إلى جنب مع تحسين جودة الحياة وخلق فرص جديدة للمستقبل، وواجب على الحكومة تحسين نوعية الحياة في المدن من خلال التركيز على التنمية الحضرية،عبر توفير بنية تحتية وخدمات حديثة تراعي احتياجات المواطنين، والاهتمام بالبيئة وزيادة الرقعة الخضراء يمثلان جانباً أساسياً من هذه الاستراتيجية، مما يسهم في خلق بيئة معيشية متوازنة ومستدامة، يمكن للجميع التمتع بها الآن وفي المستقبل.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :