facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




نأمل بطريق جديد للحكومة الجديدة ..


بهاء الدين المعايطة
16-09-2024 02:49 PM

رغم المعرفة الشخصية التي تربطني بأحد المغادرين اليوم لمنصبه الوزاري، لم أستطيع مجاملة نفسي لا أكتب له أي حرف ،حتى لو كلمة شكر على ما تقلده من منصب، حقا أصبحنا اليوم بحالة يرثى لها، ولا يستحق أن نستنزف كلماتنا لأجل أحد،لم يقدم لنا أدنى ما كان مطلوباً منه.

المجاملة أصبحت لا تجدي أي نفع، أصبحت منافع لمن يبحث عن مصالحه على حساب خيانة كلماته ووضعها بمكانها الخاطئ ، لم يعد لدينا الطاقة الكافية التي تجبرنا أن نكتب كلمات المدح بأحد بعد ما عشناه وما سنعيشه بالمستقبل القريب.

الأمل أصبح أمراً محدوداً ، لم يعد أحد قادرا أن يعيد الأمل الذي افتقده الجميع منذ سنوات طويلة، سنوات كانت بداية لتلك المعارك النفسية التي أسقطت كل ما بداخلنا ، أسقطت تلك الرسائل التي كانت تحثنا أن القادم أجمل، لم نر شيئاً مما كان يتحدثون به، إلا أنها كانت قنبلة أكسجين تبث يومياً عبر الهواء الطلق لاستنشاقها، محاولين إعادة الحياة لذلك الجسد المنهك بالأوجاع والجوع، وأن تعيد روح التفاؤل ، بأن القادم أجمل، لكن ذهبت وذهب معها كل ما وعدوا به...

كان وداع الحکومة السابقة مؤلماً على الشعب بأكمله، كان وداعاً لا يتوقعه أحد منا، إلا أنها استطاعت أن تنفذه خلال ساعات قليلة، واستطاعت أن تزرع بنا القناعة الكافية أن كل ذلك ليس إلا خوفا عليكم، هل حقا وجدنا من يخاف علينا من ضرر السجائر، وهل حقا أصبحنا بنظر الحكومة أشخاص مهمين، أم أن كل ذلك كان رسائل ختام وهمية أن الماضي حقا كان أجمل، لم أر يوما أن السجائر كانت أكبر ضررا من واقع الحياة الصعب، ولم أر أن السجائر كانت أصعب من أن يذهب أحد الأطفال إلى مدرسته بلا مصروف، حقا أصبحنا نعاني الكثير، ولم نعد نأمل بالأيام القادمة، إلا أننا سنبقى ننتظر أن يأتي اليوم الذي كانوا يحدثوننا به منذ أن كنا أطفال...

كم تمنيت يوماً أن نرى تلك الإنجازات التي كانوا يتحدثون عنها، وأن نرى فرص العمل التي تغنوا بها، والاستثمارات التي جُلِبَت ، أين كل ذلك، هل حقا جميعها لدينا، لكن أين تقع، أنا ابن الكرك لم أر إلا مصنعاً اُفْتُتِح الشهر الماضي بقرية الجديدة شمال قصبة الكرك، ومصنعين داخل مدينة الأمير الحسين بن عبدالله الثاني الصناعية والعديد من المحلات التي أصبحت تغلق أبوابها عند بداية ساعات المساء لعدم توفر القدرة الشرائية لدى المواطنين،

استوقفني أحد الأشخاص مساء هذه اليوم، بالتحديد في مدينة الثنية بمحافظة الكرك، وكان شخص يبلغ من العمر ما يقارب الستون عاماً، توقف أمامي بدأ يتحدث معي أنه بحاجة إلى مبلغ بسيط من المال لكي يستطيع أن يشتري الخبز لأبنائه، حينها أدركت أن ذلك ليس ذلك الشخص الذي يدعون به دائما، بأن التسول أصبح مهنة، هل المهنة ستجبر شخصاً بهذا العمر أن يفتح يديه لكل من يراه، حينها رأيت الحزن يملى عيناه، ونبرة صوته كانت قادرة أن تثبت حقيقة حاجته إلى تلك المساعدة، أدركت أن الحياة حقا أصبحت قاسية بما فيها الكفاية، حياة لم تعد قادرة أن تقدم التنازلات الحقيقة والقادرة أن تعيد الحياة لمن انقطعت بهم السبل.

اليوم جميعنا رأينا رسالة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين الموجهة لدولة الدكتور جعفر حسان رئيس الوزراء المكلف، رسالة حملت بمضمونها العديد من المعاني التي أصبحت واجب على الحكومة تطبيقها على أرض الواقع، رسالة كانت تفسر نفسها من نفسها، رسالة كانت الكتاب الذي سيستطيع أن يقدم للحكومة المكلفة الحلول الجذرية التي ربما قادرة أن تعيد الحياة لنا، إذا طُبِّقَت بكل بصدق، اليوم لماذا لا يكون كل منا على حجم الثقة التي مُنِح إياها، وأن نرسخ مبدأ عملنا لأجل الوطن، الوطن بحاجة أن يزدهر، وواجبنا جميعا أن نقدم له ما نستطيع أن نقدمه ،، اليوم وصل بنا الحال إلى أن لا نتأمل بالحكومات الجديدة أي خير، أفكار رسخت بعقولنا أن نتوقع النتائج قبل أن تبدأ علمها، ومن الذي أوصلنا إلى هذه الحالة من عدم الثقة، هل تستطيع الحكومة الجديدة أن تعيد هيبتها مجددا لتكسب ثقة الشعب بها، أم ستبقى كالحكومات السابقة التي افتقدت ثقتها الشعبوية من أولى جلساتها الوزارية.

نأمل أن تكون الحكومة المكلفة الطريق الجديد، لحياة جديدة ، بوجود مجلس نواب جديد قادر على مساندتها بالقرارات التي تخدم الوطن والمواطن، وأن تكون بجانب القيادة بكل صدق بعيدا عن الظهور الإعلامي الفارغ الذي اعتاد أبناء الوطن عليه...

حفظ الله الأردن. ودام شامخا بالعز والخير والسلام.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :