اليوم الاثنين يوم مبارك فيه ذكرى مولد سيد الخلق وهادي البشرية محمد صلى الله عليه وسلم
سيكتب الكثيرون عن الذكرى العطرة التي حملت مليارات الناس على مر التاريخ من ظلمة الكفر إلى نور الإيمان .
وعليه سأتوقف عند حادثة عظمى في سيرة الحبيب المصطفى وهي وعده لسراقة بسواري كسرى عظيم الفرس في ذلك الزمان.
فبينما كان الرسول مهاجرا متخفيا وصاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه ودليل الطريق عبر الصحراء بين مكة والمدينة، لحق بهم رجل من قريش يدعى سراقة قاصدا قتل الرسول للحصول على جائزة قررها كفار قريش لمن يأتيهم بمحمد حيا أو ميتا قوامها مائة ناقة .
إقترب سراقة من رسول الله وصاحبيه في سفره فغاصت قدما فرسه في الرمال مرات عدة .
إلتفت الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه، وخاطبه قائلا .. يا سراقة عد إلى قومك ولك سوارا كسرى .
رجل مطارد في صحراء مقفرة لا يملك من متاع الدنيا إلا راحلته ورأسه مطلوب حيا أو ميتا يعد شخصا بسواري كسرى !! .
وتمر السنون ويفتح سعد إبن أبي وقاص المدائن في زمن الخليفة عمر إبن الخطاب رضي الله عنه، ويأتيه سعد بسواري كسرى فيلبسها عمر لسراقة إنفاذا لوعد محمد صلى الله عليه وسلم.
كان الرسول يعلم أن هذا الدين القويم دين الرحمة والتكافل والنور سيعم البلاد والعباد ، ومن هنا جاء وعده لسراقة الطامع بمائة ناقة لقاء قتله .
في هذا اليوم المبارك نتذكر قول أمير الشعراء احمد شوقي ... ولد الهدى فالكائنات ضياء
... وفم الزمان تبسم وثناء .
وفيه نبتهل إلى الله تعالى أن يحفظ بلدنا وسائر بلاد العرب والمسلمين من كل سوء وأن يعم السلام القائم على العدل سائر أرجاء المعمورة . الله من أمام قصدي