بعد انتهاء عملية الانتخابات النيابية وفوز عدد من الأحزاب، يكون التحدي الأكبر أمام هذه الأحزاب هو الانتقال من مرحلة الوعود الانتخابية إلى مرحلة تطبيق برامجها على أرض الواقع ويعتبر هذا التطبيق العملي اختباراً حقيقياً لقدرة الأحزاب على تلبية تطلعات الناخبين وتحقيق التغيير المأمول في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية فالثقة في الأحزاب لا تأتي فقط من الخطابات الانتخابية، بل من الإنجازات الواقعية التي تلامس احتياجات المواطنين وتحسن من جودة حياتهم

فإذا نجحت الأحزاب في تنفيذ برامجها بفعالية وشفافية، ستساهم في تعزيز الانخراط الشعبي في العملية السياسية، مما يرفع من مستوى المشاركة الديمقراطية ويعمق الثقة في جدوى العمل الحزبي وهذا النجاح يمكن أن يؤدي إلى ترسيخ ثقافة سياسية إيجابية، حيث يدرك المواطنون أهمية انخراطهم في الأحزاب كأداة للتغيير الحقيقي والمستدام ولكن على الجانب الآخر، إذا فشلت الأحزاب في الوفاء بوعودها، فإن التجربة الديمقراطية قد تتعرض لضربة كبيرة إذ سيتعزز الشعور بالإحباط واليأس بين المواطنين، مما قد يؤدي إلى عزوفهم عن المشاركة السياسية مستقبلاً، وقد يعمق الهوة بين الشعب والمؤسسات السياسية لذلك، النجاح في هذه المرحلة ليس فقط نجاحاً لحزب أو مجموعة أحزاب، بل هو نجاح لتجربة ديمقراطية بأكملها، تتطلب التزاماً حقيقياً بالعمل الجاد والمستدام لتعزيز الثقة والشراكة بين الشعب وممثليه.

لننتظر ونرى !!