يعتز المسيحي العربي، بالقيادات المؤثرة المغَيّرة، التي أنجبتها أمته العربية، سواء أكانت قيادات عربية مسلمة، أم كانت قيادات عربية مسيحية !!
وينطبق هذا الوضع، على اعتزاز الفلسطينيين، ونحن معهم، بالنبي الفلسطيني، ابن بيت لحم والناصرة والقدس، السيد المسيح عليه الصلاة والسلام.
نحتفل اليوم بمولد محمد بن عبد الله، نبيُّ الله وحبيبه وحامل رسالته ومبلغها، خاتم رسله ونبييه، نبي النور والهدى والرحمة، المتممُ لمكارم الاخلاق.
نحتفل اليوم بذكرى الرجل الذي ثبت على العقيدة، وصمد على المبدأ، وضحى من أجل نصرة الحق والخير، في وجه الطغيان والجهل والخرافة.
الرجل الذي برهن على إمكانية انتصار الضحية على الجلاد، وانتصاف الحق من الباطل، وعلو مكانة التوحيد، وهزيمة الظلام والوثنية والظلم.
نحتفل اليوم بالذكرى الشريفة، التي تحمل أعظم القيم والرسائل والدلالات والدروس، لكل بني البشر، فهي وان كانت ذكرى مولد نبينا، فإنها رسالة إلى المظلومين بأن نصر الله قريب.
قال تعال: {أَلَا إِنَّ نَصرَ اللَّهِ قَرِيب}.
صمد محمدٌ في أحلك الظروف وأقساها وأكثرها وحشية، عندما كان معتنقو الإسلام المناضلون الأبطال، كوكبةً من الرجال والنساء، بنوا دولة عظيمة لأنها قامت على العدل والخير والحق والرحمة والعلم والإيمان.
نحتفل اليوم بذكرى المولد النبوي وأبناء شعبنا العربي الفلسطيني يواصلون المقاومة والبطولة والتضحية، رغم ما يتعرضون له من ظلم وبغي ومجازر وجرائم إبادة جماعية إسرائيلية موصوفة ممتدة منذ أكثر من قرن.
فليقتفِ من يريد لهذا الدين العظيم أن يسترد دوره وبهاءه وألقه وصفاءه ونورانيته، أَثرَ الرسول العربي الهاشمي العظيم وصحبه الكرام، الذين نصروا دينَ الله وأعلوه، عندما ابتعدوا عن الفظاظة والتنفير، وجعلوا الحق والرحمة والعدل، ركائزه وأعمدته، وعندما انفتحوا على حضارات الأمم وعلومها وفلسفتها وفنونها.
كل عام وأمتُنا العربية الماجدة، أقرب إلى الله وإلى الرسول، وقد استردت دورَها ومكانتَها وتحررت من الاحتلال والجهل والانقسام والخرافة.
وصلى الله على محمد.
الدستور