أبعاد ومضامين التكليف الملكي للدكتور جعفر حسان
م. مازن أبو قمر
15-09-2024 07:23 PM
في كتاب التكليف السامي الصادر عن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين تتجلى معالم رؤية شاملة للمرحلة المقبلة التي تتطلب تشكيل حكومة جديدة بقيادة الدكتور جعفر حسان، هذه الرؤية تستند إلى مواصلة مسيرة التحديث الوطني التي بدأتها الحكومات السابقة وتعزيز قدرة الدولة على مواجهة التحديات الإقليمية والدولية ودفع عجلة التقدم في المجالات السياسية والاقتصادية والإدارية.
ومن أبرز الرسائل التي حملها الكتاب السامي تأكيد جلالة الملك ضرورةَ استكمال وتنفيذ مشاريع التحديث الوطنية التي أُطلقت في إطار توافق وطني لتكون خريطة طريق للأردن في مئويته الثانية. تأتي هذه المشاريع بوصفها استجابة جادة وحكيمة للتحديات التي فرضتها الأوضاع الإقليمية الراهنة، والتي أثبت الأردن خلالها قدرة كبيرة على الصمود وتحقيق إنجازات تاريخية. إذ يشير جلالة الملك إلى أن التحديث الشامل هو مشروع المستقبل للدولة الأردنية.
يتناول الكتاب كذلك الدور المحوري الذي يجب أن تلعبه الحكومة الجديدة بقيادة الدكتور جعفر حسان في إدارة وتنفيذ رؤية التحديث؛ ليتمحور هذا الدور حول تشكيل فريق وزاري كفء وطموح قادر على ترجمة هذه الرؤية إلى واقع ملموس؛ حيث يتطلب الأمر فريقًا يتحلى بالجرأة والمثابرة والخبرة الفاعلة في اتخاذ القرارات، ويراعي مصلحة الوطن والمواطنين أولًا، مع ضرورة تحديد أهداف سنوية لكل وزارة تخضع للتقييم المستمر.
ويحظى التواصل الفعال بين الحكومة والمواطنين باهتمام خاص في الكتاب السامي حيث يؤكد جلالة الملك أهميةَ الاستماع الدائم لتطلعات الشعب، والعمل على إيجاد الحلول المناسبة للتحديات التي تواجههم، كما أن الحكومة مطالبة ببناء علاقة قوية مع مجلس النواب والأحزاب السياسية بهدف تعزيز المشاركة السياسية وترسيخ الديمقراطية.
على الصعيد الاقتصادي يأتي في مقدمة الأولويات تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي التي تتطلب التركيز على جذب الاستثمارات وتحسين بيئة الأعمال من خلال تطوير التشريعات وتقليل العوائق أمام المستثمرين.
كما أن تعزيز قطاع التكنولوجيا والتحول الرقمي يأتي بوصفِه جزءًا أساسيًّا من هذه الرؤية؛ بهدف جعل الأردن مركزًا إقليميًا في مجال تكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني.
لم يغفل الكتاب السامي عن قطاعات البنية التحتية والتعليم والصحة؛ حيث شدد جلالة الملك على ضرورة تحسين خدمات النقل العام، والمضي قدمًا في مشاريع المياه، والطاقة المتجددة، وأشار إلى أهمية تطوير جودة التعليم والتدريب المهني وتحقيق التأمين الصحي الشامل، مما يعكس اهتمامًا بالقطاعات التي تمس حياة المواطن اليومية بشكل مباشر.
حمل كتاب التكليف السامي دعوة صريحة إلى الحكومة الجديدة للتركيز على الإصلاح الإداري، وتعزيز المساءلة، وتحسين الخدمات العامة، بما يضمن نجاح مسيرة التحديث المرجوِّ للجانبَيْن: الاقتصادي والسياسي.
إن الرؤية الهاشمية الحكيمة، التي تضع نصب عينيها التطوير الوطني الشمولي، نرى ترجمتَها واقعًا ملموسًا في عملية التغيير البنّاءة في الجهاز الحكومي، بوصفه ركيزةً أساسية في خلْق بيئات مناسبة ومثالية للتقدم المُبتغى في المملكة الأردنية الهاشمية.