بشر الخصاونة: تجسيد النزاهة في صميم المسؤولية
حاتم القرعان
15-09-2024 04:06 PM
في قلب العاصمة الأردنية، حيث تلتقي أحلام المواطنين بتحديات الواقع، تبرز شخصية بشر الخصاونة كرمز للنزاهة والمسؤولية. تولى منصب رئيس الوزراء في مرحلة حرجة، عندما كانت البلاد تحتاج إلى قيادة صادقة وشجاعة أكثر من أي وقت مضى.
بشر الخصاونة لم يكن مجرد مسؤول يتقلد المنصب؛ بل كان تجسيدًا حقيقيًا لقيم الأمانة والعمل الجاد. في فترة كان يُنظر فيها إلى المسؤولين على أنهم تجسيد للفساد والمصلحة الشخصية، جاء خصاونة ليكون عكس ذلك تمامًا. لم يسعَ إلى الأضواء أو التفاخر، بل اختار العمل بصمت وإخلاص.
كان لديه إدراك عميق بأهمية كل قرار يتخذ، وكل خطوة يخطوها. فهم أن التحديات الكبيرة لا تُحل بالتصريحات الرنانة، بل بالإجراءات الحاسمة والقرارات المدروسة. وكما يجسد الفلاح الإصرار في زراعة الأرض البور، كان الخصاونة يعمل على بناء أسس قوية لتحقيق التغيير المنشود، حتى وإن كانت النتائج قد تحتاج إلى وقت طويل لتظهر.
تأثرت سمعته بوضوحه ونزاهته، فقد كسب احترام الشعب ليس بالكلمات، ولكن بالأفعال. كان كل يومٍ يمضي فيه في مكتبه، يحمل التزامًا راسخًا بخدمة الناس، ملتزمًا بمعايير الشفافية والمساءلة. كان يتعامل مع كل قضية بجدية، ويمضي في معالجة المشكلات بتفانٍ، مع إدراكه الكامل بأن كل قرار له تأثير مباشر على حياة الناس.
وفي حين أن جلالة الملك قرر إنهاء فترة خدمته، لم يكن ذلك بمثابة نهاية لأعماله فحسب، بل كان تكريماً للمبادئ التي تمسك بها طوال فترة ولايته. خرج بشر الخصاونة من منصبه كما دخل، مشعًا بالنزاهة والمصداقية. لقد أظهر للجميع أن القيادة الحقيقية لا تتطلب البحث عن الاعتراف أو التصفيق، بل تتطلب العمل الجاد والالتزام بأعلى المعايير الأخلاقية.
بقيت إرثه كنموذج يحتذى به للقيادة العامة، مسطراً مسارًا واضحًا في كيفية التمسك بالقيم النبيلة في خضم المسؤوليات العظيمة. بقيت ذكراه علامة على أن النزاهة لا تأتي من المنصب، بل من الشخص نفسه، وبأن الخدمة العامة يمكن أن تكون مكرسة حقًا لأجل المصلحة العامة وليس لمصالح فردية.
حفظ الله الأردن وحفظ الله جلالة الملك عبدالله الثّاني بن الحسين وولي عهده الأمين.