facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بين الغباء والتغابي


فيصل سلايطة
15-09-2024 12:21 PM

دائما ما إن اقرأ مقالات أو أسمع تصريحات عن رفض عربي للتعاطي مع الغرب بستى المناحي ، إن كان ثقافيا أو أمنيا_عسكريا أو اقتصاديا ، اسأل نفسي هذا السؤال " هل هذا غباء أو تغابيّ؟"

أعشق لغتي العربيّة ، متيّم بهذه الارض ، أحبّ ثقافاتنا العربية المختلفة ، لكنّي في ذات الوقت لا استطيع إلّا أن اعترف بعجزنا عن الاكتفاء بكل أشكاله ، فحتى اعواد الثقاب ، قد لا نقوى على تصنيعها بمفردنا، و لا زلنا نغوص في بحر الجهل و التجهيل.

هذا العجز لم يتولّد اليوم ، أو البارحة ، هو نتاج لهدم ثقافي و تسطيح علمي ، و محددات دينية و اجتماعية وُضعت أمام كل من يُفكر ، هي نتاج فساد متراكم جعل الدخل أهم من الابداع ، لذلك يفضّل المبدع أن يسافر إلى حيث يبدع بتخمة لا ببطون خاوية.

التغابي الذي يقوم به البعض السياسيين الذين يدلون بتصريحات عن رفض للتعامل العسكري مع الغرب ، أو رفض لبناء قواعد عسكرية ، و ربط الاسباب بالوضع الاقتصادي ، هل الاوضاع الاقتصادية في الدوحة هي من أجبرت قطر على التكلف ببناء أكبر قاعدة أمريكية في العالم؟ .

العلاقات الدبلوماسية لا تبنى هكذا ، لا تُبنى بالرفض ، فالذكي وحده من يقترب من صديقه خطوة و من عدوهّ مئة خطوة ، الشعارات و التصريحات التي يدلي بها السياسين ، خصوصا تلك الحالمة ما هي إلا مسرحيات مستهلكة لا أكثر !..

يجب أن نكون واقعيين ، أن نعترف بأنّ عالمنا العربي ليس كروسيا و الصين ، ليس قوة عظمى تستطيع الانعزال و الاكتفاء ببساطة ، هذا الاعتراف يجب أن يقلب أوراقنا المستهلكة و يجعلنا نقرأ المشهد قراءة أخرى بعيدا عن سياسة التكفير و الوعيد المتّبعة.

في طفولتنا ، عندما كنا نجلس و ننظر إلى السماء في الليل ، قيل لنا " تجنّبوا عدّ النحوم ، لكي لا تُرشم اجسادكم بالبثور ، ذات الطفل الذي يولد في الغرب ، قد يُهدى منظارا للنظر إلى السماء ، فما بين البثور و المنظار انهرنا ، نحن نضع اسوار حول كل شيء ، حتى الموسيقى باتت في عالمنا العرب مدعاة توبة ، من يبتعد عنها يوصف "بالتائب" ..

شرقنا ذكي حقا ، نحن أصحاب الفكر ، انظروا لكل بقعة شرقية تأنّ ، راقبوا الناس كيف تصنع في ظل الحروب حياة ، كيف تبدع و تكتشف ، العباقرة خرجوا من شرقنا ، و ابدعوا فيه ، و حوربوا به..

لا أكتب هذا المقال للاحباط ، لكنّي أشعر بالأسى عندما اقرأ تصريحات لسياسي يطالب مثلا بقطع العلاقات مع الغرب ، حوارات عن رفض للقواعد العسكرية ، أنا هنا لست مشرّعا للغرب ، أو مستحضرا للناتو كما فعل من دمّروا الاوطان بالمخدّرات الكلامية ، بل أحاول أن اكون واقعيا و موضوعيا ، نحن لم نثر على العقل ، و انحصرت ثوراتنا في السياسة و الكراسي ، بينما الربيع الفكري العربي لم يحدث ، و من الواضح لن يحدث قريبا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :