facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل أصبح تاريخنا ينكر ؟


بهاء الدين المعايطة
15-09-2024 10:56 AM

للأسف نبكي على حالنا، ونحمل هموماً تغطي أكثر ما ترى العيون، اليوم العيون والقلوب أصبحت متعبة بقدر ما حملت من الحزن، وأصبح الألم يزداد يوما بعد يوم، أصبحت أيامنا الجميلة ذكريات من الماضي، ونحن ما زلنا نتغنى بجهل العديد منا، أصبح نعت الآخرين بوطني بالأمر السهل، وأصبح الفقير ضعيفاً والغني يزداد قوة، لم تبق الحياة كما كانت، بل أصبحت تقاس بما تمتلك من المال.

مؤخرا ، أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي مصدراً لنعت بعضنا البعض، وأصبح الفساد مصدرا لفخر البعض، كم من المؤلم أن العشائر أصبحت تداس وينسى تاريخها العريق في هذه الوطن من أعز أبنائه، أصبح الكثير يتغنى بالمال الذي استطاع أن يشتري به كرامة أبناء جلدته الذي وصل به إلى كرسي مجلس النواب، ورغم ذلك لم يصمت، بل ازداد النعت.

أنا أكتب وأنا كلي حزن، وقلبي يحترق أننا ما زلنا أمام فئة تعبد المال كما يعبد غيرهم الأصنام، وصل الحال بنا اليوم أن يتفاخروا بدفعهم للمال مقابل شراء أصوات الغلابا، هل حقا وصلنا إلى هذه الحال الذي أصبح الجميع فيه يبحث عن القليل من المال مقابل أن يوفر قوت يومه، وربما بعضهم لم يقدم المال، بل استطاع أن يقدم الكوبونات بقيمة رديئة لا تحمل أي قيمة تستحق أن تدفع كرامتك لأجلها، إلا أن الحياة أجبرته أن يسلك ذلك الطريق بذلك المقابل البخس لأجل بعض الفتات من المال، اليوم أصبحت حياة الفقراء تشترى بالمال، وأصبح استغلالهم، استغلال الماعز الذي ينتج الحليب، ربما أننا نرى ونصمت، لكن بعد أن وصل الحال أن نسمع الإهانة للعشائر يجب على الجميع أن يتوقف جانباً، وأن تقف الدولة بجانب العشائر بإيقاف الفتة التي أصبحت مصدراً مزعجاً حقا، لا يوجد أحد عاجز عن الرد، والعشائر جميعها لها أبناء تستطيع أن تفعل ما يفعله غيرهم، وأن ينعتوا ويكتبون ما يكتبون.

اليوم أصبحنا نرى تمجيد المشير حابس المجالي، للعسكر بالأبيات الشعرية التي أصبحت تستخدم لغير ناسها، أصبحت تستخدم لمن لا يملك أي تاريخ حتى، إلا المال الفاسد الذي أوصله إلى هذه المكان، بالماضي حينما تغنى رحمة المشير حابس المجالي بالعسكر تغنى بهم لأجل تاريخهم، لا لأجل فسادهم، تغنى بهم لأجل أن نبقى نستذكر تضحياتهم الذي كانت سجل حافلاً بالبطولات، والتي كانت تاريخ مشرفاً يسجل للأردن على لوحات الشرف والرجولة، حينما نرى تلك الهبات التي أصبحت تسلب حق الجنود الأوفياء، لأجل أن يتراقص عليها غيرهم، نقول لهم ماذا تركتم للشرفاء في هذا الوطن، حتى أبيات الشعر استطعتوا أن تسلبوها، وأن تجعلوا منها مصدراً لتفاخر بكم، حقا لو كان المشير حابس المجالي بيننا لما رأينا تلك الروس تستطيع أن تتغنى بها.

لم أر ذلك، إلا أننا ما زلنا نعاني من تزايد نسبة الجهل، والتي أصبح على الدولة أن تجد له العلاج الكافي القادر على وقف تفاقمه ، ويجب أن يدرس منهاج كبارنا ليعلموا أن التاريخ سجل بيد الشرفاء لا بيد من نهبوا الوطن وباعوا مقدراته، حقا أصبحنا بحاجة أن تعاد خدمة العلم لتبقى الدرس الذي يعلمهم معنى الرجولة التي أصبح الكثير منهم اليوم يفتقدها، كم أنني حزين على وطن يتفاخر أبناؤه بفساد أبناء عشيرتهم لأجل لا شيء، هل تعلم؟ متى عليك أن تتفاخر!! حينما تجد الوظيفة التي تعينك على صعوبة الحياة، والتي ستعمل من خلالها أن تسعف مستقبلك المظلم، الوطن لنا جميعاً ومجلس النواب لم يكن يوماً منصبا للتفاخر، كما يعتقد البعض، إلا أنه أمانة ستسألون عنها يوم القيامة.

ومكافحة الجهل، يجب أن تكون بمثابة مكافحة آفة المخدرات، ويجب على الدولة أن تشكل جهة مسؤولة قادرة أن تنقذ الوطن من تلك الفئة الضالة، من خلال إعادة صياغة المناهج الأخلاقية، ومحاربة تلك السموم الراسخة عبر العصور، قبل أن يصبح الجهل مرضاً مستعصياً يفتك بهم يوما بعد يوم...

كان الله بعون الوطن..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :