مع بداية العام الدراسي الجديد وتوجه الطلاب في معظم دول العالم إلى مدارسهم ومعاهدهم وجامعاتهم، لا يزال هناك زملاء لهم لم ينتظموا في مقاعد دراستهم منذ ما يقارب العام، فمدارسهم التي اعتادوا أن يتوجهوا إليها دمرت وسويت بالأرض ولم يعد لها ملامح المدارس، وبعضها الآخر تحول إلى مراكز إيواء للنازحين هرباً بأرواحهم من القتل واستهداف الطائرات المسيرة لهم وقنص جنود الاحتلال الإسرائيلي الذين يعتلون الأبنية ويقنصون الناس، وجامعات نسفت وأخرى أبيدت عن وجه الأرض بفعل نيران الطائرات والمدافع.
التعليم يحارب في قطاع غزة بشتى الطرق، لم يسلم أي بناء أو صرح تعليمي من التدمير والتخريب، فانقلبت الأمور وأصبحت الكتب والدفاتر المدرسية وقوداً للنار لإعداد الطعام، وغدت الحقائب المدرسية مكاناً لوضع حاجات النازحين.
يتعمد الاحتلال الإسرائيلي ضرب البنية التحتية للتعليم، فحرم الطلاب من الدراسة، واستعيض عنها الانضمام إلى منصات تعليمية من قبل وزارة التعليم في السلطة الوطنية الفلسطينية، أو منصات تعليمية تبث من الأردن عن طريق متطوعين لتسهيل وصول الطالب الغزاوي لفصله الدراسي الافتراضي ومنهاجه ومعلميه، عسى أن يغطي حاجة الطلاب والطالبات لإكمال دراستهم.
ولم يكتف الاحتلال الإسرائيلي الاعتداء على الصروح التعليمية، بل تعداه إلى عناصر العملية التعليمية الطالب والمعلم والأكاديمي، والمنظومة التعليمية بأكملها، فاستشهد العديد منهم وأصيب آخرون، واستطاع القليل الخروج من القطاع قبل اقتحام رفح واحتلال معبره، والانتظام في الدراسة في دول أخرى.
وفي إحصائية قدمتها وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، أعلنت استشهاد ١٠ آلاف طالب و٤٠٠ معلم منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ولم يستطع ٣٩ ألف طالب توجيهي من التقدم لامتحان الثانوية العامة، بسبب استهداف الاحتلال الإسرائيلي المتعمد لكل أوجه التعليم في غزة.
إنهاء الحرب التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي، من الأهمية بمكان التعجيل بإعادة إعمار القطاع، بما في ذلك البنية التحتية التعليمية، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار ما صرح به مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، فقد دمر جيش الاحتلال ١٥ قطاعاً حيوياً، من بينها التعليم، فقد دمر بشكل ممنهج ١١٧ مدرسة وجامعة، بما في ذلك قتل ١٠٠ عالم وباحث وأستاذ جامعي.
ختاماً: نناشد العالم الحر والمجتمع الدولي وضع حد للانتهاكات "الإسرائيلية" بحق التعليم والمعلم والطالب في قطاع غزة.