"اذا اردنا ان نعرف ماذا في ايطاليا؛ يجب ان نعرف ماذا بالبرازيل"
ما هي اسباب عزوف الكثيرين عن المشاركة بالتصويت خلال الانتخابات النيابية؟
اولا؛ هناك ازمة ثقة لها جذور عميقةً ما بين المواطن من جهة ومجلس النواب والحكومة من جهة اخرى بسبب تراكمات نوقشت من قبل العديد من الاعلاميين ولا داع لإعادة الخوص بها الان.
ثانيا؛ الاحداث السياسية والعسكرية وبالذات حرب غزة وتأثيرها على المزاج العام للمواطنيين ، اضافة الى ارتفاع نسبة البطالة ومستوى الفقر وبالطبع تحدث الكثيرين حول هذا الموضوع .
ثالثاً؛ السلوك السطحي وغير الناصح لمن أطلقوا أو أوهموا الجماهير بأنهم احزاب أو مرشحين موالاه ؛ ومن يدور بفلكها من مواطنين واعلاميين ؛ واعتمادهم اساليب التخوين والتلويح بالتهديد المبطن لمن لا يريد المشاركة واستعمال مصطلحات متعددة "مصلحة الوطن فوق كل اعتبار " والخ ..،..،، واستخدام اساليب مبتذلة مثل الخطابات الحماسيه والصاخبة وطرح حلول خيالية تجاوز سقفها السماء وكأن مشكلات الوطن يمكن حلها بربع ساعة …. وحديثهم عن من هم داخل الصندوق وكأنهم ….. والتي زادت من اسباب احجام الكثيرين عن المشاركة بالانتخابات بالرغم ان عددٍ لا بأس به من قادة وعناصر هذه الاحزاب لهم خبرة طويلة بالعمل السياسي او يحملون مؤهلات علمية عالية ،
وللأسف الشديد لم تكن هذه الفئات بحجم المرحلة وكان تقديرها للابعاد السياسية ولرؤية جلالة الملك أبعد ما يكون عن الواقع ؛ ولا استطيع القول الا ان ظاهرة "الانا " هي التي كانت تتحكم بسلوكهم والهدف فقط النجاح وبأي طريقة ؛ ولم تكن تللك الاحزاب قادرة على استيعاب الجماهير والتعامل مع الاحداث المتسارعة بعقلانية ، ونسيت بأن مؤسسة العرش والدولة العميقة متيقظة دوما ولن تسمح لأي كائن من كان بأن يكون سبب لإساءة أو تقليل من وزن الدولة الاردنية .
ولم تكن هذه الفئات قادرة على فهم حجم الضغوط التي يتعرض لها الاردن عربيا ودوليا إضافة الى هناك درجة عالية من الاحتقان بالشارع الاردني كانت قد تنفجر بأي لحظة لا سمح الله .
لقد أثبتت الأيام بأن مؤسسة العرش والأسرة الهاشمية وقائدها جلالة الملك اطال الله بعمره واعز ملكه بأنهمً تاريخ عميق تمتد جذوره منذ عدة قرون ولجلالة الملك من الحنكة والقدرة بأن يتقدم الصفوف بخطوات ؛ وان يتعامل بأعلى درجات الثقة والقوة بإدارة الدولة والمشهد الانتخابي ؛ وقد اعجبني ما ورد في مقالة الصحفي والاعلامي المخضرم ياسر ابو هلالة انتخابات 2024 ; فقد اوصل جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين رسائل عديدة بعد الانتخابات للكثيرين لعلهم يتعظون ؛ وهنا اقتبس من مقالة الصحفي والاعلامي المخضرم ياسر ابو هلالة انتخابات 2024 “رسالة جلالة الملك لاحزاب الموالاة
"لا دلال ولا تزوير لصالحكم ، اكسبوا الشارع بذراعكم "
انتهى الاقتباس .
لقد حققت الانتخابات النيابية الحالية نتائج مذهلة تصب في مصلحة الوطن والمواطن بامتياز ؛ واهمها وجود حزب معارض وصاحب خبرة طويلة بالعمل الحزبي وله ثقل كبير ومؤثر بالشارع الاردني داخل المجلس ، وزيادة واضحة وغير مسبوقة في عدد النواب من الاناث وعشرة نواب من المسحيين ولاول مرة وبنسبة تفوق النسبة الحقيقية للمسيحيين بالاردن .
والاهم حالة الهدوء المفاجىء التي تلت اعلان النتائج والارتياح العام في الشارع الاردني .
وبالفعل وبفضل القيادة الهاشمية الحكيمة وحنكة جلالة القائد الاعلى للقوات المسلحة لا يسعني إلا ان اقول بأننا دوما سنظل الجند المخلصين لقائد الوطن والاسرة الهاشمية والوطن . ونطلب من الله ان تكون هذه نتائج الانتخابات دروس وعبر لمن يحقق النجاح .
وليعلم الجميع بأننا سنظل نتعلم من مدرسة الهاشميين والذي يرغب ان يتعلم سياسة ان يجب ان يعرف ماذا يوجد داخل الصندوق اولاً وان يكون بالمستوى القادر على ربط الاحداث من اجل المنفعة العامة