الجيل "النيابي الأولمبي" .. هدف واحد وطرق متعددة
صالح الراشد
14-09-2024 10:11 AM
ثمة سؤال يجول في مخيلة الكثيرين وهو، لماذا انتخابات مجلس النواب كل أربع سنوات وإقامة الألعاب الأولمبية كذلك، والجواب أن كل أربع سنوات يُطلق عليه الجيل الأولمبي، وهذا يعني ظهور لاعبين جدد واعتزال آخرين وغيابهم عن الدورات الأولمبية، إضافة إلى تطوير قوانين وأنظمة الألعاب وطرق ممارستها وخططها بحثاً عن الظفر بالألقاب وتسجيل اللاعبين أسمائهم في سجل المبدعين ورفع علم الدولة في احتفالات الفوز، وبالتالي فهي تتشابه مع الانتخابات النيابية حيث يغادر البعض وتأتي وجوه جديدة ويبقى آخرون تحت القبة وغاية الجميع البحث عن المجد الفردي وصولاً للارتقاء بأهداف الوطن، لنجد أننا في كل أربعة سنوات نشهد ظهور جيل نيابي جديد.
وتوجب اللجنة الأولمبية الدولية أن يكون التنافس بين اللاعبين واللاعبات في جميع المسابقات خاضع للتنافس الشريف الخالي من المنشطات والرشوة، وتمنع أي لاعب من تقديم تنازلات للاعب آخر، وتعمل الفرق الجماعية بطريقة متناغمة لتحقيق الإنجاز وإسعاد الجميع بتحقيق نتائج مميزة في الألعاب الجماعية كما يبدع أبطال الألعاب الفردية، وهذا هو المطلوب من مجلس النواب الأردني بأن يكون التنافس في خدمة الوطن قائم على التنافس الشريف وعدم الطعن في الظهر والصدق في التعامل، وأن يكون العمل الفردي متناسق مع المصالح العليا للدولة وينسجم مع الهدف الشمولي في تشريع الأنظمة والقوانين التي يجب أن تكون غايتها الأساسية تحسين حياة المواطنين والنهوض بها وصولاً لإسعاد الشعب.
وفي الألعاب الأولمبية نجد أن لكل لاعب ولاعبه طريقتهم الخاصة في الإحماء والاستعداد والاحتفال، وتأتي هذه الطرق من الموروث الثقافي لكل مشارك فهذا يصرخ وآخر يقفز بالهواء وثالث يعانق زميله ورابع يذهب ويقبل كاميرا البث التلفزيوني، والغاية أن يتميزوا عن غيرهم ليتابعهم المشاهدون دون غيرهم، وهذا الحال شبيه بما يقوم به النواب تحت القبة فهذا يصرخ بصوت جهوري وآخر يمزق ورقة غاضباً، وثالث يوجه حديثه لكاميرات النقل التلفزيوني مخاطباً الشعب ورابع يتخذ من التهريج وسيلة للظهور، وخامس يتخذ من الكوميديا السوداء طريق لزيادة المعجبين وغايتهم جميعاً أن يقولوا للمواطنين نحن هنا فهل شاهدتمونا.؟
ويعود بعض اللاعبين من الأولمبياد بخفي حنين ويبدأون العمل من أجل المنافسات الأخرى والتي ستوصلهم للأولمبياد القادم، لذا يكون عليهم أن يخوضوا منافسات متعددة طوال أربع سنوات لضمان التواجد في المحفل الدولي، ولأجل هذا يعدلون من طرق لعبهم واعداهم لتكون مناسبة لتحقيق الهدف الأغلى، فيما يقوم النواب وعلى مدار أربع سنوات بالعمل التشريعي وهو الأساس بغية الارتقاء بالوطن وهذا هو الأصل، وهو ما يوجب عليهم الحديث بوضوح وبنقاط محددة الأهداف دون استعراض أو تهريج واحترام زملائهم والحكومة والمشاهدين، وعليهم الإدراك ان الانتقاد دون معرفة الحلول نقيصة وليس ايجابية كونها تُظهر النائب بصورة الجاهل الباحث عن الاستعراض، وعليهم البقاء على تواصل مع قواعدهم الشعبية للحفاظ على فرصة عودتهم في الانتخابات القادمة.
آخر الكلام:
يقول ابن داود: "نريد النائب الذي يحمينا بالقانون من خلال إيجاد تشريعات تحمي حقوق المواطن وتضمن عدم تغول آخرين يملكون الواسطة والمحسوبية على من لا يملكونها، ولا نريد النائب الذي يريد أن نسير في ظله ليحمينا بشخصه، فحماية القانون أقوى وأصلب لأن من يحمينا بشكل منفرد سيتغول على حقوق غيرنا لأجلنا، وهذا هو الظلم الحقيقي حين يسرق حقك من انتخبته ليمثلك".