تزخر البحار والمحيطات في مختلف انحاء العالم بالسفن والغواصات والقطع البحرية النووية، استعدادا لما هو قادم.
وبدأت مؤشرات الحرب العالمية الثالثة تلوح في الافق، والسبب الحرب الاوكرانية الروسية والتدخلات الدولية فيها، ولا يخفي حلف الناتو دعمه العسكري المستمر لاوكرانيا في هذه الخرب، سواء كان هذا الدعم يالسلاح او بالرجال ، اضافة الى الضغط الاقتصادي، والحرب الاقتصادية المستعرة بين روسيا من جهة وامريكا والاتحاد الاوروبي من جهة اخرى، وما ينتج عن ذلك من تحديات واستفزازات بين الطرفين.
السفن والغواصات انووية الروسية تحط اليوم عل سواحل كوبا على الحدود الامريكية وتجري مناورات بحرية هناك، بينما تجوب الغواصات والسفن النووية الامريكية والمدمرات، بحار الصين واليابان والعديد من الدول الاسيوية القريبة من الصين وروسيا، والدول الاوروبية من جانبها تقوم بعمليات تأهب واستعداد وتحريك لقواتها ومنشآتها النووية، فيما تقوم دول اوروبية عديدة بتجنيد عشرات الالاف من الذكور والاناث والحاقهم بجيوشها، في عملية اقرب ما تكون الى الحشد والاستعداد العسكري للايام المقبلة.
الاستعدادات العسكرية لكلا المحورين روسيا وحلفائها من جهة والناتو او حلف الاطلسي من جهة اخرى، يتخذ طابعا خطيرا جدا هذه المرة، حيث يركز على القوى النووية، بعيدا عن الحرب التقليدية، ما يشير الى خطورة وسخونة الموقف والاوضاع العالمية.
الحرب الاقتصادية مشتعلة ايضا بين الطرفين، فهناك عقوبات اقتصادية صارمة على روسيا، واستغلال لاموالها الطائلة في بنوك اوروبا وامريكا لصالح اكرانيا غصبا عن روسيا،
وعقوبات شديدة على مئات رجال الاعمال الروس واموالهم الذين يحركون الاقتصاد الروسي، وروسيا من جانبها توقف التعامل بالدولار واليورو، وترد على الغرب باجراءات اقتصادية مضادة.
يبدو ان مساحة السياسة والدبلوماسية بين الكبار بدأت تتقلص وتنحسر وتضيق بشكل متسارع لصالح الحلول العسكرية، الامر الذي ينذر بمخاطر كبيرة على العالم اجمع في جميع مجالات الحياة ان بقيت حياة ، في حال حدوث صدام نووي بين تلك الدول التي كل واحدة منها تمتلك ترسانة نووية تكفي لتدمير الارض وما عليها عدة مرات.
الحرب النووية ان حدثت، لن يستطيع احد تحديد مساحتها او مكانها او تأثيراتها المدمرة على الفور وعلى مدى عقود قادمة.
والاسلحة النووية الموجوددة حاليا لدى الدول المتصارعة تفوق في قوتها التدميرية القنابل النووية التي القيت على المدن اليابانية عشرات المرات.
في حال تواصلت الازمة بين القوى الكبرى التي تتفاقم بسرعة، وتصاعدت اسباب المواجهة، وغابت العقلانية والحلول السياسية، فان العالم معرض للانقراض والدمار خلال دقائق معدودة.
في مثل هذه الظروف تفقد المؤسسات الدولية قيمة وجودها، وصلاحيات وظيفتها واسباب وجودها ومسؤولياتها، لأن الدول التي تعتبر الاطراف الرئيسية في الصراع، هي التي تتحكم بعمل وادارة تلك المؤسسات، وتصبح كل الامور معلقة بأيدي اطراف الصراع نفسها.