الاستثمار السياسي بتركيبة مجلس النواب
د.محمد البدور
14-09-2024 08:51 AM
حزمة من التحديات الوطنية والاقليمية ستكون على طاولة مجلس النواب العشرين ومسائلة الحكومات فيها ابرزها "محليا" الملف الاقتصادي وتحسين مستوى معيشة المواطن وخلق بيئة وطنية تشغيلية تحد من البطالة وتوفرص فرص العمل وكذلك الامن الاجتماعي "وخارجيا" مواجهة التهديدات الاسرائيلية للاردن وتصاعد وتيرة الاجرام الاسرائيلي في فلسطين وتنامي الصراع الذي تداخلت فيه اجندات دولية تؤجج الاضطرابات وتهدد السلم الاقليمي والسلامة الوطنية.
وبما ان المجلس النيابي الحالي جائت تركيبته اكثر تكيفا مما مضى مع تلك التحديات لطالما انقسم المجلس مابين الاسلاميين بحصة الاسد وكذلك الحزبيين وانصار دولة القانون والمؤسسات وغابت عن الساحة النمطية النيابية التقليدية التي كانت تتمثل بوجوه عشائرية وجهوية ومناطقية الفناها في مجالس خلت فانه لابد من الاستثمار السياسي بتركيبة المجلس النيابي الحالي والتي جائت متوافقة مع متطلبات المرحلة ومواجهة تحدياتها.
لعل هذه التركيبة للمجلس تتيح الفرصة امام القرار السياسي الاردني ليكون اكثر صلابة في مواجهة التطرف الاسرائيلي لطالما ظلت التيارات الاسلامية في الاردن على الدوام في مواجهة الاتفاقيات التي تضمنتها معاهدة السلام مع اسرائيل خاصة التعاون في مجالات المياه والطاقة والتبادل التجاري والتفاهم السياسي وقد يكون اليوم من دعائم القرار السياسي الاردني الاحتكام اكثر مما مضى الى قرارات ممثلي الامة وبالتالي فان في تركيبة مجلس النواب الحالي رسالة للخارج واسرائيل وامريكا بصورة خاصة انه وبما ان اليد الطولى لاسرائيل تحملها حكومة اليمين المتطرفة فانه لدينا الساعد الطويل الذي لايقبل الا بلي الذراع الذي يمتد الينا بالاذى والسوء ولذلك فان الاستثمار السياسي بوجود تكتل حزبي واسلامي في مجلس النواب ومعارض اصلا لأي تمدد او نمو في العلاقات مع اسرائيل انما يعزز من صلابة موقفنا السياسي وسيكون اي شكل من اشكال العلاقة مع اسرائيل في ظل هذه الحكومة المتطرفة موضع جدل وطني ورفض مالم تذعن اسرائيل للحقوق السيادية للاردن والشرعية الدولية لحقوق الفلسطينيين ووقف اجرامها بحقهم.
ومن هنا فإن على المجلس النيابي الحالي ان يعد العدة بكل مايستطيع من قوة ليرهب برباط خيله عدو الله وعد امتنا ، كما وعلى الاردنيين ان يعلموا ان تمتين الجبهة الداخلية والوحدة الوطنية والتلاحم مع القيادة والثقة بالنفس بالاقتدار على تجاوز التحديات انما سيكون سلاحنا القاهر لكل من يتربص شرا بوطننا.