ما استبعدناه يُمهد له الآن
م. عبدالله الفاعوري
14-09-2024 01:01 AM
قبل عقد من الزمن ونيف، كان الفرد منا يسمع الكثير من الخطط والمؤامرات التي تحاك من عدونا الغاشم ذلك الاحتلال الإسرائيلي وكل من يدعمه، عن أمور وترتيبات كان العاقل يعتقد انها معجزات، ولكن بتنا اليوم نعاين بزوغ مظاهر هذه الخطط وسن مخالبها واحاطتها بما تبقى من وجود أمتنا. فماذا ينتظر أمتنا؟؟، وما أسباب الوهن الذي نعايشه اليوم؟؟.
ان الوضع العام لامتنا اليوم لا يسر صديقا ولا عدوا، اتساع رقعة الفرقة بين الاقطار، والانشغال بالذات والتقوقع على النفس بعيدا عن الاهتمام العام بقضايا الامة، حتى اضحت غزة لوحدها والسودان، فاليوم تراق الدماء ومجمع الدول العربية الإسلامية لا يحرك ساكنا على النقيض ايام ستينات وسبعينات القرن الماضي، إننا لو تباحثنا في أسباب ذلك لوجدنا أن العالم العربي ومنذ عقود من الزمن تعرض لهجمتين متزامنتين احداهما فكرية ثقافية والأخرى عسكرية قومية طائفية، فقد قادت الهجمة الفكرية إلى تهشيم عقول الأفراد في عالمنا ونزع القوة والاعتزاز بالهوية والعزيمة الهينة والشعور بالدونية اضافة الى المساس بقيم المجتمع وموروثاته الاجتماعية والدينية ومساس دور التنشئة والتعليم كالاسرة والمدرسة والجامعة حتى تم إفساد المناهج مما قاد إلى الانسلاخ عن الذات واضمحلال القيم والمبادئ المعهودة وتعشيش مفاهيم التفرق واسوداد القلب .
أما في حديثنا عن الهجمة العسكرية التي بنيت على اساس قومي وطائفي وعِرقي مما أنشأت الحقد والكراهية والحروب الأهلية التي حرفت بوصلة الامة عن عدوها الحقيقي، ومن يبحر بفكره إلى إقليم الشرق الأوسط اليوم يجد نتائج هذه الهجمات على إقليمنا حيث نجد ان أبناء العقيدة الاثني عشرية قد اجهشوا على بعض العواصم العربية كسوريا والعراق ولبنان وقتلوا وشردوا أهلها وزرعوا فيها اذرعهم مما طوقوا حماية الكيان وذلك يعتبر من أهم دعائم الكيان الغاشم اليوم، وذلك ببساطه لان هذه العواصم سابقا كان لها دور في خدمة القضية يفوقه اليوم وهي تحتضن نفوذ هذه الميليشيات .
كما اننا اليوم بتنا نشاهد ملامح صفقة القرن التي تحدث عنها ترامب في رئاسته الأخيرة والتي كانت تستهدف تهجير الفلسطينيين، ففي العام 2016/2017 جميعنا سمع بصفقة القرن وقرا بنودها ولكن اعتقدنا صعوبتها، ولكن اليوم بتنا نشاهدها ومن بداية طوفان الأقصى على أرض الواقع حيث أن المحتلين ومن اول الحرب وهم يستهدفون التهجير من غزة والضفة من اجل توسيع دولتهم على خطى الهدف المنشود من النيل إلى الفرات، وما يعزز ذلك ما تراود على لسان سموترش في بداية الطوفان وعندما كانت خريطة الاردن وفلسطين وراء ظهره على الشاشة في احد البرامج وما يعزز ذلك ما أحدثه بن غفير من أعمال تستهدف تغيير البعد الزماني والمكاني للمسجد الاقصى من إقامة بعض الطقوس اليهودية غير المعهوده على أعتاب المسجد الأقصى، واخيرا ما أكده الرئيس ترامب عندما تحدث في إحدى جولاته الانتخابية خلال حملته بأنه غير راضي على حدود دولة الكيان الغاشم وانه لا بد من توسيعها وعلى حساب من سيكون ذلك؟! على حساب دول الجوار كالاردن ومصر وسورياولبنان.
الجميع منا يذكر في بداية الحرب وبداية الاعتداء من الكيان على أهل الضفة وغزة أعلنت الاردن ومصر ان اي محاولة للتهجير هي بمثابة إعلان حرب، ولكن لماذا اختفت هذه التهديدات مع مرور وقت الحرب؟!، وهل لتهديدات ايران دور في ذلك؟!، إننا نستخلص ان منطقتنا ينذر لها بمستقبل ساخن على امتداد عقود من الزمن وخاصة إذا ما وصل ترامب إلى الحكم، فحرب طائفية تلوح بالافق وصراع سني شيعي يخدم امتداد دولة الكيان ويحقق لها مبتغاها ودولتها المزعومة، فنسأل الله أن يحفظنا ويحفظ أمتنا ويعز أمرها ويحقق لها ولمقدساتنا كل خير وبركة وعزة وتمكين.