"اخلع نعليك ! فأنت في صحراء الجنوب"
نصر شاهر الزعبي
13-09-2024 05:39 PM
ليست مجرد صورة عادية ؛ نرى فيها سماءً لسعَ زرقتها هجير الصحراء، تحتضن جبالاً نبتت في الأفق و رست لترسم حدود الكرامة، و يمتد أمامها بساط اصفر بلون الشمس، من الرمال الناعمة القاسية، كحضن أُمٍ نذرت نفسها لتصنع من اطفالها رجالا. و بضع شجيرات لترشد حائرا في التيه أن ها هنا طريق النجاة، فلا احد يموت جوعا في أرض الكِرام .
كل ما نراه امامنا كان ،ذات زمن، مغمورا بالمياه، و كأن نشاة الكون بدأت من هنا ، حيث ما زال النقاء في هذه الصحراء بكرا لم تخترقه اصابع التمدن و عهر الحضارة. و ما زال الصمت فيها سائدا لم تعكره جعجعة اصحاب المنابر، و ابواق المزادات الوطنية.
و اما سيد المشهد و الصحراء، فنراه جالسا كالهرم بكل طمأنينة و شموخ، نشمي في مقتبل العمر و كامل الرجولة، متحرر من اي إطار فكري مُستحدث، هكذا هم أبناء الصحراء، احرارا بالفطرة و نفوسهم أبية، عقيدتهم المرؤة و بوصلتهم الحق.
تُرى، لمَ خلعت نعليك أيها البدوي؟ ألأنك في أرض طاهرة و مجبولة بدماء أسلافك الاحرار ؟ أم لتظل نفسك مشحونة بالنخوة و الشهامة ؟
لقد قلبت الطاولة على رؤوسهم ، و نسفت خرائط أحلامهم، كانوا مطمئنين انك رهين وطنيتك حتى النخاع، و لم يدركوا أن بعظام كل عروبي فل...سطين هي النخاع