facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




جق لق الانتخابات


د. ثابت النابلسي
13-09-2024 05:32 PM

منذ عرفنا هذا المصطلح استخدمناه في التعبير عن الحقيقة التي نعتقد بها بعدم وجود فائدة من الكلام والفعل وما هو إلا جق ولق بين الناس.

لقد شهدت انتخابات البرلمان الأردني لعام 2024 حالة من الجدل والارتباك والتشكيك كما في سابق العهد ، و بات الشارع الأردني يستخدم مصطلح "جق لق" لوصف الأحداث التي رافقت العملية الانتخابية وما تبعها من نتائج وردود فعل.

نستطيع القول ان هذه الانتخابات هي استثناءً من سلسلة الانتخابات السابقة التي اتسمت ببعض التوترات والانتقادات، ولكن هذه المرة كانت الأمور أكثر تعقيدًا بسبب تداخل عوامل جديدة ومواقف قديمة.

التحالف العشائري،…
تصدر الغموض البعد الاجتماعي منذ بدء الحملة الانتخابية، حيث كانت التحالفات بين الأحزاب السياسية والعشائر تبدو غير واضحة ، لقد دخلت الأحزاب الانتخابات بقوة، وسط وعود بالتحسين والإصلاح، بينما لعبت العشائر دورًا كبيرًا في توجيه الأصوات ودعم المرشحين ، كما كان للحكومة دور مركزي في إدارة العملية الانتخابية، ولكن، وفقًا للكثيرين، لم تتمكن من السيطرة على جميع الجوانب.

الانقسام الكبير ، ….
انقسمت الآراء بين من رأى في العملية الانتخابية فرصة للتغيير، ومن اعتبرها مجرد تكرار للمشهد السابق.

لقد قدّم بعض الناخبين ملاحظات حول التنظيم، حيث اشتكى البعض من الازدحام والخلل في بعض مراكز الاقتراع، بينما رأى آخرون أن هناك تحسنًا في إجراءات الانتخاب. لكن مع ذلك، كانت هناك بعض الأحداث التي وُصفت بأنها "فوضى انتخابية" أو كما يسميها البعض في الشارع "العرس الأردني الذي لم يكتمل".

خسارة وفوز غير متوقع ،، …

النتائج كانت مفاجئة للبعض، حيث فاز مرشحون غير متوقعين بينما خسر آخرون كانوا يعتبرون أنهم يمتلكون قاعدة انتخابية واسعة ، فقد خرجت اسماء مخضرة دون اردتها من المشهد وكان المجتمع قد قرر انتهاء صلاحية حضورهم السياسي نعرفهم جيدا ، والباقي منهم نفذوا او تنفذوا .

الأحزاب امام العشائر ،…
نعم لقد حاولت الأحزاب السياسية قراءة النتائج بعمق، لكن التحليل الشائع كان يشير إلى أن العشائر كان لها القول الحاسم، حيث أن النفوذ العشائري لا يزال قويًا ومؤثرًا في القرارات السياسية، على الرغم من محاولات بعض الأحزاب كسر هذا النفوذ.


ماذا بعد

الإعلان عن النتائج، لقد تنوعت ردود الفعل بين فرحٍ مشوبٍ بالحذر وخيبة أمل عارمة.

لدرجة ان البعض رأى أن الانتخابات كانت فرصة للتغيير الحقيقي ، وأن نتائجها عكست واقعًا جديدًا في الأردن، بينما أصر آخرون على أن "المسرحية" الانتخابية مستمرة، وأن التغيير الحقيقي بعيد المنال وهذا ما يعتقده كثيرون ممن لعبوا دور الأغلبية الصامته بعدم المشاركة السياسية.


الإعلام يتفرج على إعلامه


كل جهات الإعلام المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي امتلأت بالتعليقات والتغريدات الساخرة، حيث أطلق العديد من المواطنين عبارات تصف الانتخابات بأنها "جق لق" وأنها لم تأتِ بجديد.

كما ان هناك أيضًا من عبر عن غضبه من الطريقة التي أدار بها السياسيون والأحزاب الحملة الانتخابية التي وصفت بانها اقل من مستوي الخطاب السياسي الذي تسعى إليه رؤية الأردن وطموحاته المستقبلية، فطرحت الحملات الانتخابية نفسها بأسلوب استخف بالناس وبثقافات الأجيال وكانت مصدر للاستهزاء والسخرية من القريب والبعيد رغم أن هنالك نتائج حصلت عليها ، لذا فان الأغلبية معتبرين أن الانتخابات أصبحت مجرد وسيلة لتحقيق المصالح الشخصية.


الدور الحكومي القوي

أما الحكومة، فقد أكدت أن الانتخابات جرت بشفافية وعدالة، وأنها كانت خطوة نحو تعزيز الديمقراطية في البلاد مؤكدين على الإجراءات القانونية وما تبعها من عمليات ادارية وقانونية وقضائية لحماية العملية الديمقراطية، لكن هذا لم يمنع بعض المنتقدين من التشكيك في هذه الرواية، مطالبين بمزيد من الشفافية والمساءلة.

قولا واحدا….
بالمجمل، يمكن القول إن انتخابات 2024 كانت "عرسًا سياسيًا" مختلفًا عن سابقاتها قد رافقه الكثير من الأحداث والفنون التي صاحبت الانتخابات والدعايات المبتكرة والأغنيات والأهازيج. والولائم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والكثير من الأحداث الهامة التي تصدر فيها( جق لق ) المشهد .

نعم هذا المشهد لم يكن خاليًا من الانتقادات والجدل، إلا أن البعض ما زال يأمل بأن تكون هذه الانتخابات خطوة نحو مستقبل أفضل، بينما يرى آخرون أن التحديات القديمة لا تزال تلقي بظلالها على الحياة السياسية في الأردن.

تحول ام تحويل …

ختامًا، يبقى السؤال حول ما إذا كانت هذه الانتخابات تمثل نقطة تحول في السياسة الأردنية، أم أنها مجرد "جق لق" آخر في سلسلة الانتخابات التي لم تحقق آمال وطموحات الشعب الأردني.

نعم بالتاكيد ، سيبقى الحديث عن انتخابات 2024 حاضرًا في الأذهان لفترة طويلة، خاصة مع التباين الكبير في الآراء ووجهات النظر حولها، لكن الأمر الواضح أن الشارع الأردني يعيش حالة من الترقب والانتظار لما ستؤول إليه الأمور في المرحلة القادمة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :