facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الديموقراطية داخل الأحزاب


د. محمد الجبور
13-09-2024 05:12 PM

كثيرا ما نهدر سنوات طويلة ـ قد لا يمـكن تعويضـها ونحن في أمس الحاجة لكل ثانية لتجاوز واقعنا المأزوم حتى ندرك ضيق أفقها وتهافت منطقها، ولكن لا لكي نستعيض عنها في معظم الحالات مع الأسف الشديد برؤى أكثر شمولية وتكاملا، بل لكي نستبدلها برؤى جزئية أخرى تدخلنا من جديد في متاهة الفهم القاصر لواقعنا، وتحول دون تمكننا من العمل الفاعل على استشراف الآفاق الممكنة للنهوض به، وإخراجه من مستنقع التخلف الذي يتخبط فيه منذ قرون>

ولكن الضرورية فيما نظن هو الغياب، وربما التغييب المريب، للبحث في قضية بخطورة قضية ممارسة الديموقراطية داخل الأحزاب كل هذه السنوات، على الرغم من تعالي العديد من الأصوات هنا وهناك بضرورة فتح ملف تلك القضية، وعلى نطاق واسع وجدي. غير أن ما جرى في الواقع هو تجاهل تلك القضية الأساسية المركزية، والعمل بدلا من ذلك على إراقة جهود هائلة للبحث في موضوعات نزعم إن بعضها قد لا يتمتع بكل تلك الأهمية، كما نزعم إن بعضها قد قتل بحثا وتحليلا، وكأننا كنا متورطين طيلة الوقت بوضع العربة قبل الحصان. فهل كان من المنطقي أن نتوقع أن بوسع الأحزاب السياسية الإسهام، ولو بأضعف الإيمان، في تدعيم المسيرة الديموقراطية في شوارع مدننا دون أن نتحقق مما إذا كانت تعمل بالفعل على ممارسة قواعد تلك الديموقراطية، ولو بالحدود الدنيا، داخل أروقتها وهل كان من المنطقي أن نملأ الدنيا صخبا وضجيجا حول ضرورة تمكين الأحزاب السياسيـة من لعب دور فاعل على المسرح الديموقراطـي في الوقـت الذي لم تتوقـف فيه تلك الأحـزاب عن صفعنا بكثير من مشاهـد التعسـف والاستبداد اللـهم إلا إذا كنا نفترض إن في مقدور فاقد الشـيء أن يعطيه ربما، فالمتتبـع لكميـة الفوضـى العاتيـة التي تمـلأ دروب حياتنا لن يدهــش على الإطـلاق إذا ما اصطـدم بعشـرات القواعد المنطقية تدوسها الأقدام صباح مساء


والواقع إنه قد يكون من المناسب استثمار ما تم طرحه آنفا لتأكيد صعوبة الفصل بين ما يمكن تسميته بالممارسة الداخلية للديموقراطية والممارسة الخارجية لها لدى الأحزاب، فالممارسـة الداخليـة هي الوجـه الآخر لنظيرتهـا الخارجيـة، ما يعني إن هناك علاقة تضايف بالمصطلح المنطقي بين الجانبين، بحيث لا يمكن تخيل وجود الأول دون حضور الآخر بالضرورة، والعكس صحيح. وخلاف ذلك يعني الانزلاق إلى حالة من الانفصام المرضي، الذي نخشى القول بشيوعه في حياتنا على نطاق بعيد. وما أكثر النماذج الفردية التي تذكرنا بشخصية ( السيد أحمد عبد الجواد ) في ثلاثية ( نجيب محفوظ ) الشهيرة، الذي كان مثالا للتشدد والانقباض بين أهله وفي محيط داره، ومثالا للسماحة والانشراح بين أصدقائه وخلانه. فهل ينسحب ذلك الاعتلال الانفصامي الخطير على التنظيمـات السياسيـة ومنها التنظيمات الحزبية، انسحابـه على الأفراد ؟. تساؤل مقلق نتركه معلقا، وإن كنا نخشـى أن يكـون هناك من المؤشرات ما يجعلنا نجيب عليه بالإيجاب





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :