مررنا بتجربة عمرها تجاوز السنتين من تحديث سياسي يتأسس على تعددية سياسية وقيام أحزاب بتجديد نفسها أو إنشاء ما هو جديد منها.
وفي الأسبوع الماضي شهدنا بلورة صقل تجربتنا الفردية والجماعية من خلال الانتخابات النيابية التي انقسمت بين قوائم حزبية وطنية وقوائم محلية لدوائر داخل المحافظات.
كانت الانتخابات متميزة بشكل رائع من تنظيم وشفافية وارتفاع نسبة التصويت خاصة في بعض المحافظات الجنوبية والبوادي وهذا له دلالات خاصة .
أما بالنسبة للنتائج فهي متوقعة من نجاح بنسبة عالية للتيار الإسلامي كونه دائم الحضور منذ الخمسينات ويملك تجارب ميدانية منظّمة تبرر ذلك النجاح، أما الأحزاب البرامجية الجديدة فقد كان بعضها يملك المال وتم المبالغة من قِبَلها في فترة سبقت الانتخابات بالحديث عن عدد المقاعد المتوقع الوصول إليها، لتحدث صدمة عند من ادّعى أنه قادر على تسيّد البرلمان.
الأداء الضعيف لليسار كان متوقعاً و تشتت قواه هو سبب رئيسي للنتيجة.
الآن ما نبني عليه من هاتين السنتين والانتخابات هو وطن قوي وبرلمان سيكون مشاكساً ومعارضة ستكون مفيدة لقادم الأيام.
الأردن يمتلك قيادة حكيمة وصلت به لبر الأمان وجعلت من الانتخابات التي أديرت بنزاهة، حديثاً للعالم كله.
وللأربع سنوات القادمة أملنا أن تندمج الأحزاب ذات الفكر الواحد وتندثر أحزاب الرجل الواحد، وأن تنتشر الثقافة الحزبية بين أفراد الشعب ويصبح لدينا وعي أكبر بدور الأحزاب ،فنحن في هذا الميدان السياسي نريد أن نكون وطناً واحداً من جميع الأطياف قاسمه المشترك مؤسسة العرش.
فلنبدأ أربع سنوات من العمل الدؤوب والمخلص للشعب وللوطن، ومبارك لكل من فاز بمقعد تحت القبة وننتظر منهم الكثير ، مبارك للأحزاب التي تعدت العتبة، ونتمنى للأحزاب الأخرى تميز في خطواتها القادمة وأن تثبت تواجدها على أرض الواقع.
مبارك لقائدنا هذا الإنجاز المشرف، حمى الله الوطن قيادة وِشعبا.
* د. بيتي السقرات/الجامعة الأردنية