من علامات نضوج البطيخ بحسب إعلان سنوي تقوم بنشره وزارة الزراعة ما يلي: جفاف المحلاق المقابل لعنق البطيخة, وتحول لون البذور من البني إلى الأسود, وتحول لون سطح الثمرة الملاصق للتربة من الأبيض إلى الأصفر الفاتح, وصعوبة خدش قشرة الثمر بالإصبع, وسماع صوت تمزق الأنسجة عند الضغط عليها بين راحة اليدين, وأخيراً سماع صوت مكتوم عند الطرق على الثمرة.
الملاحظ أنها إرشادات موجهة للمزارع لكن المشتري أيضاً يمكنه الاستفادة من بعضها, كما أنها تفيده في اكتشاف بعض التمويه الذي يجريه البائع, فعلى سبيل المثال, لاحظت شخصياً أن بائع البطيخ يقوم بلَيّ عنقه البطيخة أو بقطعه كلياً, وذلك للإيهام بجفاف محلاقها.
المشتري العادي لا يتمكن من مراعاة بعض العلامات تحت طائلة تلقي "جَحْرة" حادة من البائع, كما يحصل عند القيام بمحاولة خدش قشرة البطيخة أو الضغط عليها بشدة بهدف سماع طقطقة الأنسجة. ومن ناحية ثانية, ورغم أن الرّبت على البطيخ ومن أكثر من جهة لذات البطيخة مسموح عموماً في مجمل "مْعرّشات" البطيخ الأردنية, لكن في الواقع هناك اختلاف حول الصوت المطلوب سماعه, فهناك من يتحدث عن "حَنّة" تشبه الرنين, بينما تتحدث الوزارة عن صوت مكتوم. كما أن الصوت يختلف بين "أول البطيخ وآخره", ويحل المشتري الماهر هذه المشكلة باعتماد مراقبة عنصر الوزن النسبي, ففي أول البطيخ عليك أن تشتري الخفيفة وفي آخره الثقيلة مع الأخذ بالاعتبار عنصر الحجم بالطبع, وإلا وقعت في احتمال شراء بطيخة "مْعرِمْشِة" حيناً و"مِلِسْنة" حيناً آخر.
قد ينتظر القارئ موعظة أو حكمة ما في نهاية هذا المقال, غير أني أرجو المعذرة, فرغم إدراكي للظروف التي تمر بها المنطقة, إلا أن المقال موجه لآكلي البطيخ بصفتهم كذلك.0
ahmadabukhalil@hotmail.com
(العرب اليوم)