إما كوتا لليسار أو التحالف سوياً .. اختاروا !
م. بشار أنيس مشربش
13-09-2024 12:56 PM
تمت انتخابات اردنية نزيهة في ٢٠٢٤ لا تشوبها شبوهات في يوم الانتخابات من حيث التنظيم و الاقتراع و الفرز و النزاهة، حسب المعلن حصل حزب جبهة العمل الإسلامي على ٣١ مقعدا نيابيا و حصل المحافظون منهم و الوسطيون و ترأستهم في الحصص احزاب قانون الانتخاب الجديدة و التي تشكلت من نواب و وزراء و مسؤولين سابقين فقط لغاية الانتخابات فقد خرج معظمهم من مسؤولياتهم من ابواب المكاتب غير مرضي عنهم شعبيا وعادوا ليكملوا استراتيجيات تردي اوضاع الاردنيين من شباك قانون الاحزاب، وحصلت هذه الاحزاب جميعا على ٦٨ مقعدا برلمانيا.
لم تحصل احزاب اليسار المؤسسة للعمل الحزبي في الاردن وجال رجالها الساحات و ناموا في المعتقلات من أجل كلمة الحق و الغيرة على الوطن و من أجل اردن أقوى بلا فساد و فاسدين على اي مقعد حزبي على الاقل !..
مجموع ما حصلت عليه احزاب اليسار متفرقة يصل إلى قرابة التسعين الف صوت و أكثر كانت كفيلة بحصاد ٥ او ٦ مقاعد مع الكوتات لو تم التحالف ولكن خاضوا المعركة متفرقين فلم يتعدَ احد العتبة، ان دل هذا الرقم فقد يؤكد بأن شريحة كبيرة من الأردنيين مدركة تماما لمدى إخلاص الاحزاب اليسارية و التقدمية و مؤمنة بنضالها في الشوارع و الساحات، ولكن لم تلعب قيادات هذه الاحزاب المعركة الانتخابية بذكاء ولعبتها بقلب ابيض مخلص نقي او بمناكفة وتكبر لا يسمن و لا يغني عن جوع وهذا لا يكفي و لا يجدي ثمرا.
وضعت اليوم الدولة الاحزاب التقدمية و اليسارية على المحك و اعطتهم القانون الحزبي العادل وحسب مطالبهم وقالت لهم "على الميدان يا حميدان" لكن حميدان عليه اللعب بذكاء فلم يعد يملك اي حجج امام الدولة ولا يمكن أن يخذل قواعد اغلبها تهوى هذه الاحزاب لكن لا تنتمي اليها و لا يمكن الرهان على قواعد شعبية بهذه الاعداد المبشرة في المستقبل من أجل مناكفات هنا و هناك.
الدولة لن تعطي كوتا لليسار و لن يرضى اهل اليسار بذلك لكن اليسار في بلادنا لن يرى النور تحت قبة البرلمان الا اذا تحالف سويا و شكل ثقل و أرضى قواعده لتكبر و تزيد و تتكاثر و نصل إلى برلمان يحوي احزابا تقدمية يسارية ذات رؤى و مبادئ لا تقبل المساومة، وسيلمس الشارع العمل الحزبي الحقيقي و نعلن لليسار دورا..