المعضلة الأميركية في المنطقةد. هايل ودعان الدعجة
14-05-2011 03:34 AM
رفع الولايات المتحدة الاميركية لواء الاحادية القطبية، تتويجا لانتصارها المعنوي في الحرب الباردة، وتفردها بالمنظومة العالمية، يعتبر من وجهة نظر البعض المسؤول عن افتعالها ازمات في منطقة الشرق الاوسط، لاثبات احقيتها وجدارتها ودورها في (صناعة) العهد الدولي الجديد، حد فتحها جبهات قتالية في كل من افغانستان والعراق بهدف ممارسة هذا الدور الذي ينطوي على رسائل واشارات، ليس لدول المنطقة فحسب، بل لاطراف دولية اخرى لها حضورها الفاعل على الساحة الدولية، بالنفوذ الذي باتت عليه هذه القوة العظمى. ولكن دون ان تدرك التبعات التي يمكن ان تترتب عليها جراء سياساتها الاحادية، بما هي استعراض قوى وبث رسائل في كافة الاتجاهات الدولية عن طبيعة النظام الدولي الذي بات تحت سيطرتها ونفوذها. وبدت الامور بالنسبة لصانع القرار الاميركي سهلة وغير معقدة، ويكفي تسويق بعض الحجج والذرائع لتبرير اي خطوة او سياسة يسعى لاتخاذها، اتساقا مع مصالح اميركا القومية والاستراتيجية، وطالما انها تساعد على اثبات وتأكيد المكانة الجديدة للولايات المتحدة على المسرح الدولي. كما هو الحال عندما استهلت الحقبة الجديدة باستباحة المنطقة تحت ذريعة نشر الديمقراطية ومحاربة الارهاب. لتجد نفسها وقد دخلت في دوامة لم تقوى على الخروج منها، عندما انتفت فاعلية الفارق التقني العسكري الذي يميل لصالحها بالطبع. وباتت مسألة الحسم تعتمد على اسلحة من نوع خاص في ظل غياب الجيش او الخصم المنظم وطبيعة المنطقة الجغرافية والتضاريسية والمناخية الصعبة والتداخل المعقد بين مكوناتها السكانية، الامر الذي لم يأخذه صانع القرار الاميركي في اعتباره، مما اضطره لوضع اكثر من سياسة واكثر من استراتيجية واكثر من سيناريو للخروج من هذا المأزق ولكن دون جدوى.
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة