عمون - فاتن الكوري - في إطار فعاليات مهرجان المسرح الخليجي في دورته الرابعة عشرة بالرياض، أُقيمت ندوة بعنوان "القيم الفكرية والفنية في المسرح الخليجي". شارك في هذه الندوة كل من الدكتور حبيب غلوم من الإمارات، والدكتور عبد الكريم بن جواد من سلطنة عمان، والدكتور مرزوق بشير من قطر. تناولت الندوة مناقشات هامة حول الجوانب الفنية والفكرية في المسرح الخليجي، وقدمت رؤى غنية وقيمة من خلال مشاركة الخبرات والمعلومات المهمة .

وقال أمين عام "جمعية المسرحيين"، ونائب رئيس "مسرح الشباب للفنون د.حبيب غلوم ان ما يجري يعكس تحليلًا مهمًا للواقع المسرحي في الإمارات والتحديات التي قد تواجهها الأعمال الفنية التراثية. يبدو اننا نرى أن الاعتماد الزائد على العناصر التقليدية قد يؤدي إلى تشابه في الإبداع وقد يحد من التنوع والابتكار في العروض المسرحية. من الضروري توجيه الضوء نحو تطوير مشهد مسرحي متنوع ومبتكر يستند إلى قيم وملامح جديدة تعكس الهوية والثقافة المحلية بشكل أفضل. قد تكون الرؤية تحفيزًا لاستكشاف مسارات إبداعية جديدة تعزز التجديد والتنوع في العروض المسرحية الإماراتية.

واضاف غلوم إن هذا كله لم يكن ليحدث لولا رعاية سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة حفظه الله ورعاه ودعمه اللامحدود للمسرح والمسرحيين، بإقامة عدد من المهرجانات النوعية لتستوعب معظم الطاقات الابداعية في الدولة، وكذلك بناء قاعات نموذجية للعروض وأيضاً إنشاء أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية التي بدأت ترفد الساحة الفنية بالطاقات الإبداعية من ممثلين ومخرجين ومؤطرين.

وتابع قائلا": "بالفعل، تطور المسرح في الإمارات بشكل ملحوظ نتيجة للتركيز على التعليم والتطوير الاخراجي، وهذا ما ساهم في تنوع المناهج والأساليب الاخراجية المستخدمة. إن إدارة المسرح في دائرة الثقافة بالشارقة تقدم دعما كبيرا من خلال الدورات والورش المسرحية لتأهيل وتطوير المواهب المحلية. هذه الجهود تعكس التزام الإمارات بدعم الفنون وتعزيز الإبداع في المجال الثقافي والفني".


ومن جهة اخرى قال الباحث المسرحي والمؤلف الدكتور عبد الكريم بن جواد من سلطنه عمان انه من المهم أن نفهم مفهوم "الاصالة والمعاصرة" في السياق المسرحي، حيث يمثل هذا المفهوم توازناً دقيقاً بين الإرث الثقافي والتجديد الفني. في المسرح العربي، يتمحور النقاش حول كيفية تجسيد القيم التقليدية مع العناصر الحديثة في العروض المسرحية. يمكن أن يؤدي عدم فهم هذا التوازن إلى تباسات وتحديات في تقديم المحتوى المسرحي بشكل فعال.

واكد بن جواد على ان المسرحيون في الخليج قد استخدموا مفردات مستوحاة من العروض التجريبية بطريقة تجعلها تبدو ملتوية ومشوشة، حتى وإن كانت تلك المفردات غير مناسبة للسياق الدرامي الحقيقي أو التقليدي. حيث أنهم كانوا يقومون بتسويق هذه العروض كتجربة، ولكن بطريقة تشبه بيع الماء في حارة السقائين كما يقول المثل المصري. بعد سنوات من حضورهم كضيوف شرف في مهرجان المسرح التجريبي، تطورت خبرتهم وأصبحوا أكثر كفاءة في تقديم عروضهم.

وسلط استاذ نظرية الدراما والنقد في كليه المجتمع القطرية الدكتور مرزوق بشير بن مرزوق الضوء على أهمية القيم الفكرية والفنية في المسرح. يشير إلى أن العروض المسرحية تأسست في الأصل على احتفالات دينية تكريمًا لإله الخصوبة ديونيسوس، وكانت تشمل الرقص والغناء. مع تطور العروض المسرحية، انفصل العرض التمثيلي عن العرض الغنائي، وتم تضمين القيم الفكرية والفنية في البناء الدرامي المسرحي.

واشار مرزوق بن بشير إلى تطور تناول التراث الشعبي في المسرح الخليجي خلال السبعينات، حيث أصبح أكثر تنظيمًا وتوظيفًا في البناء الدرامي. ومن بين الشخصيات التي برزت في هذه المرحلة الكاتب الإماراتي إسماعيل عبد الله، والكاتب سالم الحتاوي، وجمال مطر، ومحمد العامري، بالإضافة إلى خليفة العري من البحرين