بعد أيام قليلة ماضية فصلتنا عن انتهاء يوم الاقتراع البرلماني، التي شارك الأردنيون فيها لاختيار ممثليهم بمجلس النواب، والتي حملت من خلالها محافظتين الكرك ومعان، أعلى نسبة مشاركة وأكثر ما كانت عليه خلال الدورات الأخيرة الماضية.
بعد أن افتقرت الكرك لأدنى مستويات الخدمات المقدمة على مر العصور الماضية، اليوم أصبحت الحقيقية الموعودة قابلة للتحقيق أمامهم ووعود التي قطعوها من المفترض أن تطبق، اليوم الواقع مختلف عما كنا نتحدث به من قبل، حقا الحمل سيكون ثقيلاً ، الكرك أصبحت تعاني عدة عوائق التي يجب أن تُعَالَج بكل دقة وواجب على من عهدوا أنفسهم ممثلين لتلك المحافظة المظلومة ، وأن يكونوا لها على قدر الثقة التي حصلوا عليها، اليوم الكرك أصبحت من المحافظات المهمشة، وأصبحت تعاني قلة توفر الكثير من الخدمات إلى أدت إلى تفاقم العديد من الأزمات بها، بعيدا عن البطالة التي وصلت حدها المأزوم.
رغم أن الكرك تحمل على أرضها شركة من أكبر الشركات الرائدة، والتي أصبحت تدار بطرق مختلفة ، أصبحت مستقطب لأبناء المحافظات الأخرى على حساب أبناء الكرك، ليس فقط أبناءها من خسروا الفرص فقط، بل الكرك أيضا افتقدت الدعم الذي كان يقدم لها على حساب المشاريع الممولة ضمن نطاق الخدمات المجتمعية، والذي كان العون للعديد من مؤسسات الدولة من قبل.
مئات الشباب اليوم أصبحوا يفترشون من الأرض وظيفة لهما، وعائلات أصبحت تبحث عن قوت يومها رغم العقبات، راسمين الأمل للحصول على ما يجدون الحصول عليه، إلا أنه أصبح الأمل محدوداً بتلك المدينة التي أصبحت خالية تماما من كل سبل الحياة.
عندما نبدأ بتحدث عن؛ مما يحدث بنا داخل محافظتنا المنسية ذات الموارد الغنية، من عدم توفر فرص العمل وعدم القدرة على إيجاد حياة كريمة قادرة على إسعافنا من هذه الواقعة التي أصبحت حالة مستعصية يصعب على أحد إيجاد الحلول الدوائية لها،
أول كلمة تنطقها أفواه من نتحدث معهم أنه يجب عليك مغادرة الكرك، هل الكرك أصبحت بنظرهم عالة يصعب العيش بها؟ لماذا لا نقول نحن من تركناها لتصبح كذلك، ونحن من أوصلنا حالها إلى هذه الحال، الكرك منذ سنوات طويلة وهي على العهد، كانت الأم والأخت لجميع محافظات المملكة، ومنذ الصغر ونحن نسمع بمقولة أن الأغوار الجنوبية هي سلة غذاء الوطن، إلا أن تلك السلة أصبحت تخلى أيضا؛ مما كانت تنتجه من قبل .
اليوم يجب أن تضع مصلحة الكرك بأكملها أمانة بأعناق من نجحوا وأن يحافظوا على تلك الأمانة دون محاباة أو تفرقة بين أي من أبناء الكرك، بعد أن أدى المعترك الانتخابي الأخير على حصول مناطق جنوب الكرك على ٦ مقاعد مقابل مقعدين لشمال الكرك، وهذه تعتبر المرة الأولى بتاريخ محافظة الكرك، بعد أن كانت تقسم ضمن دوائر محلية يتنافس عليها أبناء المنطقة ضمن منطقتهم فقط، إلا أن كل ذلك أصبح من الماضي، أصبحت المقاعد محدودة لكل محافظة مستبعدا حق الألوية من الحصول على مقعد واحد يمثلهم .
بعد أن وصل الحال إلى هذه الحال، أصبح الواقع، يتحدث عن كمية الألم الذي أصبح يحمله أبناء الكرك، آملين بالله أن يكون المجلس القادم خيراً للكرك وأبنائه، وأن يمثل الكرك خير التمثيل.
حفظ الله الأردن. ودام شامخا بالعز والخير والسلام.