من وحي انتخابات المجلس العشرين: مادبا حاضرة!
هشام عزيزات
12-09-2024 01:41 PM
في الوقت الذي ازلنا عن كاهلنا ثقل الرقم الانتخابي وأهمية النسب السياسة الديموغرافية سواء محليا او وطنيا والمجلس العشرين، انتج بدون هندسة او تدخل ما خصوصا الأمني المباشر وقد اتخمنا به من قديم الزمان وقديم الدولة التي ما استقرت وظائفها واشكالها والامني فاعل لابعد الحدود والمساحات والتفاعلات والحراكات على تعددها ورسائلها .
ولما كانت ٣٢ مقعدا من نصيب حزب جبهة العمل الإسلامي وحلفائها وأحزاب اليسار والوسط نحجت إلى حد ما احتلال مقاعد متفاوتة بين حزب أو آخر الميثاق ٣٠ مقعدا ومنهم ٤ أحزاب واردة حصدت ٢٢ مقعدا في مختلف إلدوائر وغياب مخضرمين وعتقية بالعملية التمثيلية.
فالاستخلاص الاخير المبكر، انا المجلس العشرين نطلق عليه مبكرا بمجلس الحزبية الجديدة والقانون الانتخابي الجديد تدرج بالوصول لهذه الرغبة بأن نصل لمجتمع مدني وحكومة برلمانية بتخصيص ٤١ مقعدا للأحزاب كمرحلة أولى وصولا ل لتحقيق ال ٥٠٪..
هذا الاستهلال ليس منفصلا، عن العنوان بل متصلا ممتدا مركبا عما حدث في دائرة محافظة مادبا المخصص لها أربعة مقاعد ومقعدين في قائمة وطن وإجمالي ناخبها يصل لازيد من ١٢٦الف بقليل، قد رسم يوم الثلاثاء مبكرا فاتحة مرحلة سياسية خاصة لمادبا خلت من اي أحادية الاستئثار بالمقاعد النيابية لطيف سياسي ما او لون سياسي طاغ في معركة انتخاب المجلس العشرين.
لكن الافرازات في صناديق الاقتراع تجبر المراقب، ان يتوقف ويقرا بتمعن ووذكاء خارق وحارق لكل الملفات التاريخية، التي انبنت او تشكلت تاريخيا، من تاريخ المدينة العريق وهو ما وصمها بأنها مدينة الاحزاب كلها ومدينة الصراعات الفكرية والسياسية والاجتماعية والبرامجية في احيان أخرى .
ومن اجود الحقائق التي حفرتها انتخابات مادبا، وفي كل ارجاء الوطن وفي ١٨ دائرة، انا المزاج الشعبي كان حريصا ان تكون محركاته محلية بحته وبمعنى انا لا تأثيرات مباشرة فاعلة عليه بقدر ما انه انصاع للمزاج والهوى ان تكون الرغائب الأردنية أردنية في الصميم، دون اخذ بالاعتبار الحرب المجنونة في غزة وما احدثته من انقلابات المفاهيم وان كانت العسكرتريا المنفلته من عقالها ضبطت كل شي، لغة وتقليم اظافر ما يسمى بالتطرف والإرهاب فاستطعنا في الأردن الداعم اللوجستي والنفسي ببسط المفهوم الإنساني والحقوقي المشروع على المقاوم الفلسطيني وضمنا جبهة دولية واسعة، من تعاطف وحراك بالشارع، وضغط على الحكومات، وانعاش محاكم دولية تفرض العقاب على منتهكي حقوق وشرعة حقوق الانسان
التصور، ان ملفات و اشكاليات اقليمية ضاغطة، هي التي صاغت قرار المشاركة بالانتخابات وقبلها تنفيذ الاستحقاق السياسي الدستوري والمجلس التاسع عشر، انتهت مدته الدستورية وما يعني التحضير لمجلس جديد في ال ١٠٠ الثانية، التي انحكمت لقانون انتخاب جدبد وقانون أحزاب جديد ورؤية اقتصادية وأخرى إدارية وقد يكون الحبل على الجرار وحاجتنا لمنظومة قيم اجتماعية صارت مطلب ملح.
عودة وقد تكون في صلب ما افرزته الانتخابات التشريعية من دلالات ومعطياتها بارزة مرشحة للتداول، ومنها ما يتعلق بلون مجلس النواب العشرين وقد طغى عليه لون الإسلام السياسي، أرى بكل قيم الصراع الديموقراطي، انا تحميل هذا اللون السياسي ما لا يكون في اهتمامات واجندات قيادة الحركة فمن الظلم ان تلبس التيارات السياسية عل اختلافها وان كانت فاعلة في كل مساحة من مساحات حراكات الوطن ومؤسساته الشعبية الرسمية، بالارتباط بملفات ضاغطة او انها دفعت لتخرج عن القانون والاعراف فبدلا من أن تكون عامل استقرار يرغب منها الخارج، وبعض من رغبة شخصية ان تكون عامل هدم وفوضى وتخريب وهي للتو حملت مسميات جديدة كأن تكون عضوا في مؤسسات الدولة الأهم التي تقضي تقاليدها واعرفها وفلسفتها الكثير من الالتزام بالخلق السياسي والأخلاقي وان لاتكون حساباتها نقضيا لحسابات احد مؤسسات الدستور الذي سنقسم عليه قسم العضوية فيه، وبكل ما في الدستور والقسم من مهابة وقدسية وخوف ومرجعيات شاملة تنير لك طريق الإنجاز التشريعي الرقابي وطرق النهوض لهذه المؤسسة ومنعت من التراجع والاستكانة فننضوي تحت سياسة التمرير ووقع وبعدها اعترض وناقش.
مصيبة المنشغليين بالعمل السياسي الرقابي الباحث عن مطلق الحقيقة، انهم سرعان ما يضعون العربة قبل الحصان وبمعنى مطلوب بإلحاح من طيف سياسي تحوم حوله علامات استفهام واسعة حول وطنيته أولوية بمواجهة امميته اي قناعته بثوابته ومنطلاقاته الروحية كحل شامل لمشكلات دولة دستورية او قضية لها جموعة وتقلق أجيال حاضرة ومستقبلية تدخلها هذه الشريحة من مواطني بلدها في جدليات وصراع الأولويات وبالتالي فقدان البوصلة للمشكلة وللحل.
في تحقيق وانفاذ الاستحقاق الدستوري السياسي الأردني، وما صار في الواجهة من طيف سياسي اشكالي قفزت التقاطعات والافتراقات للواجهة كمعطل من وجهة نظري لمساق ومسار التحديث السياسي، الذي كانت انطلاقاته الثلاثاء الماضي ب انتخابات وطنية شارك فيها تقريبا الكل الأردني ووضعت نقاط التحديث على حروف الإصلاح والتغيير والتجديد، وما لبث اننا وكالعادة ادخلنا مكونات المجلس العشرين، في صراعات الانا مع النحن وكدنا ان يضربنا الوهم، انا هذا المجلس صنعته قوى امتلكت ظروف الإقليم والبلد فكانت الولادة مقصودة لاغراض أيضا مقصودة، وليس لها علاقة لا من قريباوبعيد مع أجندة الوطن واولوياته بافتراض الصدام مع الدولة بدلا من يكون المجلس برمته سندا وقوة الدولة لتحقيق مشروعها التحديثي الإصلاحي التغييري، وبالتالي نجهد في صناعة التوازن بوجود حكومة يقتضي الدستور الايتان بها دستوريا ليكون ميزانهاوومميزات صون البلد ومنع انجراره لصفقات مشينة معيبة تلوح بالافق .
هذا صعيد عام كانت مظاهره، وما كان على سطح الانتخابات من مفاجأة صادمة لدى البعض بحضور الإسلاميين العددي داخل مجلس العشرين ب ١٨ مقعدا محليا و١٤ مقعدا وطنيا تؤهلهم ليكون الاغلبية السياسية غير المعطلة، الا من رحم الاداء وبالتأكيد لا يشكلون خطرا على تجربة التحديث والإصلاح لأنهم تاريخيا قراوا درسهم جيدا وكيف اولا كانوا على يمين النظام، وما راودهم الصدام بل كانوا بكل كليتهم توفيقيين راغبين، ان يفهموا من الحكومات المتعاقبة دون اذى من الطرفين ولا يصيب الداعمين او الموالين.
وهنا اجدني راغب بالإفصاح عن تصورما، انا قوة الأردن إضافة لوحدته وشجاعة منتسبي الجيش العربي وكل القوي الأمنية وظهرهم مسنودا اولا بمؤسسات دستورية وأمنية يعز عليها ان تكون سببا في اضطراب الرؤية السياسة العامة وهي تتعرض لشتى الضغوطات ومحاولات الاختراق واحداث بما لا يحمد عقباه.
في حضور وحي الانتخابات ومادبا حاضرة لكونها المدينة التاريخية المدينة الحاضرة الممتدة أجيال، كانت في أغلب مسارات الوطن تخضع لاختبارات شتى لتكتشف هي اولا، ما في الباطن من مخاوف ومن خيوط مؤامرات وكانت بفعل قوتها وتلاحم اطيافها وجغرافياتها المثيرة المثرية، عامل من عوامل الصمود ورفض النشاز من اي شكل ومضمون باصرار على المضي بورش التجديد والتغيير، وما انتجته انتخابات الثلاثاء، الا ما كنا ندعو اليه برفض النمطية والاحتماء بالتجديد والتغيير.
وأربعة مقاعد أشغلت بالجديد واصحابها، ادركوا ان ما ينفع الناس ويصلبهم ويشفي غليلهم، الا الاختيارات الحرة، التي اسقطت دون رجعة.. مفاعيل حرف الاختيار الحر بالمال الحرام وقد كان عميما بأدواته وخطير في استعمالات سياسيا.
تلك هي حقيقتنا التي بالكاد تمسك بها البعض، وبعد الانجلاء والإنجاز الثلاثاء الكبيرة والدفاع باستماته عن نظافة العقل بمواجهةو ساخاته، فانتصر الخلق والعفة وفضيلة السياسة.