الدفاع المدني. جهود ملموسة وابداعات مضيئه !!!
د.حسين الخزاعي
13-05-2011 06:52 AM
جنود مجهولون، يخوضون على مدار الساعة ملاحم بطولية، بلا ضجيج اعلامي، تراهم في ساعات الصقيع يهبون لنجدة امرأة حامل، تقّطعت بها السُبل، ولم يجد ذووها ساعة العُسرة سوى الدفاع المدني، ومريض اصيب بعارض صحي خطير يجب نقله الى المستشفى على وجه السرعة، عندها لا يخطرفي ذهن اهله الا اهل النجدة والنخوة والشهامة من نشامى الدفاع المدني. وفي ايام الثلج القارسة البرودة تلمح الرجال الرجال بلباسهم المميز يتراكضون لانقاذ عائلة علقت مركبتها،ويهرعون لاخلاء مدرسة حاصرتها المياه.ويقتحمون البيوت الآيلة للسقوط لأخلائها من سكانها.
في الصيف كما في الشتاء، فالامر عندهم سيان، يخوض فرسان الدفاع المدني معارك شديدة الخطورة مع الحرائق سواء كانت في المصانع او المنازل او الغابات، وكثيرا ما يدفعون الثمن غاليا بفقدان شاب منهم او اصابته .جهاز يقف على مدار الساعة في مواجهة مع الخطر على اليابسة، وفي البرك المائية والاحواض والانهار والشواطىء والمناطق الحرجية، تراهم في كل مكان، وتجدهم في اي زمان .هؤلاء المنذورون لخدمة الناس قلما يتحدثون عن انفسهم ، لكن اعمالهم تتحدث عنهم،حتى ان رجل الدفاع المدني صار واحدا من العائلة الاردنية ، فياتي تارة مسعفا، واخرى ممرضا، وثالثا منقدا ورابعا وخامسا.....والقائمة تطول، وبالمقابل فان قامات افراد هذا الجهاز الامين الباسل تطول حتى تلامس جباههم السحاب. فالرقم 199صار الاشهر والاكثر حضورا يحفظه الطلبه الصغار كما طلبة الجامعة ، وينقشه العمال في ذاكرتهم وربات المنازل والمتاجر فلا احد يستغني عن هذا الرقم الساحر.
جهاز الدفاع المدني استطاع ان ينتزع اعجاب الجميع ، ويحظى بثقتهم، ويلفت الانتباه بقدرات كوادره المتعددة الاقسام، اطفاء، انقاذ، اخلاء، مساعدات من شتى الالوان، حوادث طرق، خدمات اسعاف سريعة، ولا عجب ان يزدهي صدر هذا الجهاز العامل بالاوسمة ذات الاستحقاق عن جدارة،عربيا وعالميا لتميزه في العمل،وسرعته في الاداء، ومهارته في الانجاز، وحرفيته في المهام الموكولة اليه.وجاءت على رأس تلك الجوائز حصول الدفاع المدني على جائزة الملك عبدالله الثاني للتميز في الاداء الحكومي والشفافية، التي تعتبر اعلى واهم جائزة على المستوى الوطني كافضل انجاز في القطاعين العام والخاص.هذه الجائزة الملكية دفعت كوادر الجهاز من اعلى رتبة في الهرم، حتى اصغر (مقاتل) في الدفاع المدني على مضاعفة الجهد والتميز واقتحام المخاطر ليبقى على تميزه، وعند حسن ظن قائده ابو الحسين به.
في الوظائف العادية يحظى بعض الموظفين على علاوة ما يسمى بمخاطر المهنة، ولكن ماذا نقول ومخاطر المهنة جزء لصيق بحياة رجل الدفاع المدني.لذلك يستحق هذا الجهاز وافراده البواسل الميامين كل الحب والثناء والتقدير على المهمات اليومية التي يقومون بها دون ضجيج اعلامي ، ولا صور تسجل كل موقعة لهم.فالصمت ديدنهم، والعمل شعارهم،وحب الاردن انتمائهم ولابي الحسين سيدهم ولاءهم....فمن احسن و اكثر عطاء منهم ..فتحية كبيرة كبيرة لهم وهم جديرون بحب الاردنيين كافة وتقدير سيد البلاد لهم، لان حياتهم مرهونة بسعادة الاردن والاردنيين.
وبعد ،،، انني اسجل هذه الكلمات عن معرفة سابقة باهل هذا الجهاز، ومن باب الوفاء والعرفان له وللعاملين فيه ضباطا وافرادا، حيث اشرفوا على انقاذي ونقلي الى المستشفى يوم تعرضت الى كسر في ساقي ، كلفني عدة اسابيع من الرقود على الفراش ولا ازال، وقد لمست بأم عيني سرعة الاستجابة ، والتجهيزات المتقدمة ،والكوادر المدربة ، والانسانية في المعامله ، فالحمد لله على ما اكرمنا من نعمة الامن والاستقرارعلى الدوام، ووجود نشامى في هذا الوطن امثال رجال الدفاع المدني تجدهم في الملمات الصعبة يتسابقون لتقديم الخدمة وتخفيف جراح الاخرين ، يا نشامى ونشميات الدفاع المدني ما اجمل ان نمسك اليراع ونكتب لكم من اقلامنا التي مدادها وحبرها من هاماتكم ومعنوياتكم العالية ونشحذها من جبينكم وتصبب عرقكم وطموحكم وحبكم للانسان الاردني، والوطن وخيراته، وقائد الوطن الملك عبد الله الثاني رمز وحدته واستقراره.
مسك الكلام ،،، نيشان مرصع بالفخر والعز نعلقه على صدر مدير عام الدفاع المدني اللواء طلال الكوفحي، ونياشين نقدمها لنشامى ونشميات الدفاع المدني تقديرا لابداعهم وتميزهم واخلاصهم في العمل .وبوركت سواعدكم .
ohok1960@yahoo.com
دكتور اكاديمي،،، تخصص علم الاجتماع