النظام السياسي في سورية وإسرائيل
ابراهيم غرايبه
13-05-2011 05:38 AM
مقابلة رامي مخلوف (ابن خال بشار الأسد، والذي استولى على جميع مؤسسات سورية العامة)، والتي بها يخاطب الغرب في صحيفة "نيويورك تايمز" بأن استقرار النظام السياسي في سورية يرتبط به استقرار إسرائيل، تفتح المجال (بعد التقيؤ) للتساؤل حول الدور الحقيقي للنظام السياسي في سورية (حماية إسرائيل وضمان استقرارها)، ومصارحة العالم والشعوب بأننا لن نرحل إلا بتدمير الأخضر واليابس.
وبرغم هذا الابتزاز البالغ الإهانة للسوريين والعرب والعالم المتحضر، يبدو الموقف السياسي في الأردن، الرسمي والمعارض، من هذا النظام الدموي والموغل بالجرائم بحق الإنسانية والمجازر البشعة، يراوح بين المعارضة الخجولة والتأييد والمجاملة. وفي خبر بيان العلاقات العامة لرئاسة الوزراء عن اتصالات هاتفية بين رئيس الوزراء معروف البخيت ورئيس الوزراء السوري (ما اسم رئيس الوزراء السوري؟ فلا أحد يعرف من المسؤولين السوريين سوى رامي مخلوف وعاصف العاصف أو شيء من هذا القبيل.. وهناك أيضا شقيق الرئيس الذي يقال إنه أطلق النار على نائب الرئيس)، ما يدعو إلى القلق والخوف. فأقل ما يمكن أن يقدمه السياسيون الأردنيون الرسميون والمعارضون (الذين يثبتون كل يوم أنهم الوجه الآخر من السلطة التنفيذية) التزاما بحق الناس، جميع الناس، بولايتهم على أنفسهم ومواردهم وبلادهم، وبتقرير مصائرهم واختيار الحكام ومحاسبتهم وعزلهم باعتبارهم مصدر السلطة والولاية والشرعية.
هذا الموقف الأردني مما يحدث في سورية لا يجعلنا خائفين على ما يحدث للإنسان في سورية من ظلم وقتل وانتهاكات، ولكنه يجعلنا نخاف أيضا على الأردنيين، وألا نشعر بالأمان تجاه سياسيين ومسؤولين وقادة ونشطاء لا يقدرون حقوق الإنسان وربما لا يفهمونها ولا يمتنعون عن انتهاكها، فهي مواقف في حقيقتها تبعث إشارات تهديد للأردنيين ليقبلوا بالفساد والاستبداد والتجاوزات ولا يتحركوا لأجل حقوقهم التي ضمنها الدستور، كيف سننظر بثقة إلى الحوار الوطني الجاري؟ وكيف سنطمئن حتى لو أنتجت الحكومة قوانين نزيهة إذا كانت لا تطبق هذه القوانين؟ ما فائدة التشريعات المتطورة إذا لم تكن سوى زينة غير ضارة؟
النخب الأردنية، معظمها، سواء كانت في السلطة أو قريبا منها أو في المعارضة، تقدم كل يوم أدلة وإشارات كثيرة تبعث على القلق والخوف على الحريات والمصالح الوطنية، وتبدد الثقة بها! وبهذه المناسبة فإني أقدم التحية للكاتب ياسر الزعاترة ليس فقط بسبب موقفه الجميل مما يحدث في سورية (وهذا ليس نادرا في الأردن لحسن الحظ)، ولكن لاستقلاله الفكري والسياسي عن التيار الذي ينتمي إليه.
(الغد)