فاز الاردن والديمقراطية وتحققت رؤية الملك
د. محمد حيدر محيلان
11-09-2024 10:19 PM
نقول بملء فمنا ورؤوسنا مرفوعة، ان الوطن فاز بفوز الديمقراطية الاردنية، وكما تحققت ارادة ورؤية جلالة الملك استطاع الاردن ان يعبر لمرحلة جديدة من التمثيل الحر والانتخابات الشفافة والنزيهة والديمقراطية الحزبية ، وبهذه النقلة النوعية نبارك لانفسنا وللوطن وللملك الظفر والنجاح لهذه الرؤية والتجربة المأمولة، فقد جاءت تترجم اصرار جلالة الملك على تطبيق الديمقراطية الحرة بشفافية وعدالة ونزاهة ، وصدوع الحكومة لأوامر الملك فنفذت الحكومة هذه التوجه والرؤية بحذافيرها وبدقة، فنجحت في اخراج هذا العرس، منظماً ومهيباً ومرضياً لكل الاطراف فنشكر الحكومة ممثلة برئيسها الدكتور بشر الخصاونة وكذلك الهيئة المستقلة للانتخاب على هذه الجهود المميزة والرائعة.
نامل ان تؤسس هذه التجربة الناجحة وتمهد لصنع الحكومات البرلمانية مستقبلاً ، فقد جاءت هذه التجربة الفريدة كما لم يتوقع الكثير من المشككين والمفسرين في نجاح التجربة الحزبية ونزاهة الانتخابات ، بحيث لم يصدق النواب الناجحون انفسهم من كثير من الاحزاب المشاركة ان يحصدوا هذا الكم من الفائزين بعضوية مجلس النواب،
فقد تم التمثيل الحزبي بفوز 104 حزبيين في مجلس النواب العشرين في الدائرة المحلية والعامة، وكما كانت النية والتوجه فاز ستة شباب تحت سن 35 وان كان المامول اكثر من هذا العدد، كما فازت 27 امراة وكان الاقبال اكثر من البرلمان السابق.
فعلا خاب ظن الذين راهنوا على تدخل الحكومة لفرز نواب على كيفها ومزاجها، كما خاب بنفس الوقت ظن المعارضة التي كانت تظن ان الحكومة ستتدخل وتحدد عدد الاصوات ، فكانت مفاجأة لم يتوقعها الكثير ، ثبت أنه لا يوجد أحد محسوب على الحكومة والدوائر الامنية، وهذه رسالة واضحة وصريحة من جلالة الملك ان المرحلة القادمة مرحلة حاسمة ولن يبرز الا المميز وانها الديمقراطية بعينها وليس كلام تنظير، وهذا التنوع الحزبي من الليبرالي والقومي والاسلامي والوسط ، سيفرز مجلس نواب قوي، وسينعكس على مصلحة الوطن بالخير والتنمية السياسية والحزبية الواعدة، التي نامل ان يتم البناء عليها بلبنات متينة من التعاون المثمر بين الاحزاب ممثلة بالوجوه الجديدة التي بلغت نسبتها حوالي 80% من المجلس (104) نواب جدد، من العدد الكلي لمجلس النواب ( 138 )، هذه دماء جديدة جاءت مع الرؤية الجديدة، نتمنى ان تتغير معها المنهجية وبعض السلوكيات العنجهية القديمة في التعامل داخل المجلس، ومع الحكومات من حيث الانتصار لكل ما ينفع الوطن والامة، بدون شعارات ومناكفات صورية وشعبوية فارغة، بل برامج واعمال واقعية وطرح افكار نافعة وعملية ، نتوقع قوة في التشريع وواقعية ومسؤولية في الرقابة على الحكومات.
ان هذا النجاح للديمقراطية الاردنية والصدق والاصرار على تفعيل العمل الحزبي والسياسي سيدعم الانفتاح الحزبي ، وسيزيد من اقبال الاردنيين للاحزاب وبالذات من الشباب والنساء.
نتمنى من جميع النواب ومن مختلف الاحزاب ان ينتصروا لمصلحة الاردن ، من خلال التعاون المثمر تحت القبة وتطوير البرامج الحزبية الواقعية التي تقدم حلول للمشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه الوطن.
نعم لقد دلفنا لمرحلة جديدة واعدة كما اراد الملك فلنعمل جميعا لانجاحها والبناء عليها للوصول للتميز والتطور والنضج السياسي والحزبي الذي يؤهلنا لتشكيل حكومات حزبية ذات برامج واقعية تنهض بالوطن والامة.