لا شك أن الانتخابات النيابية هذا العام بشكلها الجديد ذا الطابع الحزبيّ شكّلت صدمة قد تكون ايجابيّة أو سلبية وفقا لآمال و طموحات المتلقيّ " الناخب".
فهذا العام تتزامن عملية الاقتراع النيابية مع حرب طاحنة في غزة ، حرب قلبت أمواج المنطقة و بعثرت جميع الاوراق ، لذلك لا بد لها أن تغيّر من "الخارطة العبدلية" باسماء و وجوه و شخصيات يرى بها المقترع "حلّا لإنقاذ غزّة ".
بالتأكيد أن الاخوان عبر الدوائر السياسية لهم ، ينتظرون الانتخابات الامريكية بفارغ الصبر ، أو بشكل أدق يتوقون لانتصار كاميلا هاريس على خصمها دونالد ترامب ، فمن المعروف أن ترامب يكنّ العداء الكبير للاخوان و يسعى لتنصيفهم منظّمة ارهابية بشكل أوسع ، لذلك ستنعكس نتائج الانتخابات الامريكية على البرلمان الأردني بشكل أو بآخر ، خصوصا إن حدث تصادم كبير بين (اقتراحات/قوانين/ مطالبات) الجزء الاكبر من المجلس ، و التي قد توتّر العلاقات الاردنية_الامريكية .
الفوز الصادم و الكبير للاخوان المسلمين في الانتخابات ، كان بعض الشيء متوقّعا خصوصا على نطاق الاحزاب ، لا القوائم المحلية في كل محافظة ، فالجمهور يرى بهم مشروعا لا يؤثر على صوته المحلّي "بصوّت لأبن عمي و بصوّت للاخوان " ، لذلك أتت النتائج سلبية بعض الشيء لهم داخل المحافظات و ايجابية على النطاق الحزبي ، و قد يعود السبب لعدم وجود خصم واضح المعالم غير مستهلك سياسيا و شعبيا أمام "الاخضر" ، و خصوصا في فترة متوترة عاليّة الفولتية سياسيًّا !
إذن كيف سيكون المشهد؟
لا شك أنّهم سيحاولون التروّي و عدم التسرّع لشرعنة قبول شعبي أوسع ، خصوصا مع رفض كبير يجدونه عند أي انخراط سياسيّ لهم ، فمن ينتقدهم يعزو ذلك إلى التجربة المصرية أو حتى التجربة البرلمانية الكويتيّة مؤخرا و التي أفضت إلى حلّه عبر مرسوم أميريّ ، فكيف سيتعامل الاخوان مع هذا الملف؟
على أرض الواقع شخصيا ، أرى أنّ واحدة من حسنات هذه الديموقراطية الحزبية التي أفضت إلى نجاح الاخوان عبر عدد كبير من المقاعد ، هي تخفيف الاحتقان الشعبي على الشارع و الذي يساهم به الاخوان بشكل أو بآخر منذ بدء حرب غزّة ، و بشكل أكبر نظرا للتقارب الكبير بين الاخوان في الاردن و حركة حماس في غزة .
ماذا ننصح الاخوان ؟
للأسف بعض التيارات الاخوانية التي وصلت إلى قمم السلطة عبر البلدان العربيّة المختلفة ، كانت تلخّص الولاء في القيادات خارج الاوطان ، بحيث يتمحور مفهوم الوطنية بالتبعية الدينية_الحزبية على حساب الشعور الوطني ، لذلك على الجميع أن يدرك أن الأردن دائما أولا ، ننصره في جميع الاوقات ، نحافظ على ما يجري داخله بيننا ، ننتقده نحن ولا نسمح لغيرنا بالتعدّي عليه ، و في النهاية ندرك جميعا أن في الأردن رجالا تحميه ، رجالا قد تقلب