facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تحليل نقدي لتقرير مركز الحسين للسرطان عن أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية


11-09-2024 04:53 PM

عمون - رسالة شخصية من كاتب التقرير
وجدت من الصعب جدًا كتابة نقد على عمل مركز الحسين للسرطان (KHCC) في أحدث تقرير لهم عن حلول توصيل النيكوتين الإلكترونية، فالمركز يمثل مكانًا عاطفيًا بالنسبة لي شخصيًا، حيث قضيت الأسبوعين الأخيرين من حياة والدي في نفس المركز. الاحترافية الثابتة والعمل المؤثر الذي يقوم به مركز الحسين لمكافحة السرطان في الأردن، مذهلة ببساطة.
إحدى آخر الأفعال الواعية من والدي في الأيام الأخيرة، كان طلب سيجارة، وهذا الأمر جعلني أدرك -أكثر من أي وقت مضى- أن هذا الوباء، هذا الطاعون هو أكثر من عادة، هو أكثر من خطيئة، ويجب أن يُحكم عليه بشكل مختلف.
وكابن لأم حنونة تحارب السرطان بمساعدة الكفاءات الفائقة في مركز الحسين، أرغب في توضيح أنني لن أستطيع أبدًا أن أسدد ديون مركز الحسين تجاه عائلتي، وأردت أن أوضح هذا، شخصيًا ومهنيًا، ولكن كمدخن سابق استخدمت حلول توصيل النيكوتين الإلكترونية للإقلاع عن التدخين بعد 15 عامًا من التدخين، العمل أدناه هو محاولة للتعاون من أجل إنهاء هذا الوباء مرة واحدة وإلى الأبد.

المقدمة

أود أن أعبر عن خالص امتناني لمركز الحسين للسرطان (KHCC) على التزامهم الثابت بأبحاث السرطان والصحة العامة في الأردن. إن جهودكم في معالجة القضايا المتعلقة بالتبغ جديرة بالتقدير، وتفانيكم في تحسين صحة الشعب الأردني محل تقدير كبير.
عند مراجعة تقرير مركز الحسين للسرطان حول أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية (ENDS) ، نعترف بالسياق الصعب في الأردن، حيث تظل معدلات التدخين مرتفعة بشكل ينذر بالخطر. على الرغم من تنفيذ عيادات الإقلاع عن التدخين، وحملات التوعية، وزيادة الضرائب، وحظر التدخين في الأماكن العامة، لم يتم إحراز تقدم كبير في خفض انتشار التدخين. هذا يبرز الحاجة إلى نهج أكثر فعالية وابتكارًا.
على الصعيد العالمي، يتزايد الاعتراف بأن المدخنين ليسوا خطأة بل هم أفراد يكافحون مع الإدمان – وهي حالة تتطلب علاجًا قائمًا على التعاطف والأدلة العلمية. التعامل مع هذا الإدمان كمرض بدلاً من فشل أخلاقي يتطلب تغييرًا في المنظور، يتضمن استكشاف استراتيجيات تقليل الضرر مثل أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية (ENDS). نعتقد أن الاستثمار في هذه الرؤى المختلفة أمر بالغ الأهمية لتحقيق تخفيضات ملموسة في معدلات التدخين وتحسين نتائج الصحة العامة في الأردن.
يحلل هذا المستند بشكل نقدي بيان مركز الحسين للسرطان (KHCC) بشأن أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية (ENDS) في الأردن. يعبر تقرير مركز الحسين للسرطان عن مخاوف كبيرة بشأن سلامة وفعالية أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية، خاصة في سياق الإقلاع عن التدخين والصحة العامة. يتناول هذا التحليل المنهجية العلمية لتقرير مركز الحسين للسرطان، ويقارن نتائجه بنتائج الصحة العامة في إنجلترا (PHE) ودراسات عالمية أخرى، ويستكشف إمكانيات أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية كأداة لتقليل الضرر. يتضمن التحليل مراجعة للأبحاث ذات الصلة ومقارنة للسموم في أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية والسجائر التقليدية، بالإضافة إلى مناقشة حول علاجات استبدال النيكوتين (NRTs) والمنتجات النيكوتينية الفموية.

معدلات التدخين والوضع الحالي في الأردن
تعد الأردن من بين الدول التي تشهد أعلى معدلات التدخين في العالم، حيث يدخن حوالي 66.1% من الرجال و 17.3% من النساء وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO). وتفيد وزارة الصحة بأن أكثر من 80% من الأسر الأردنية بها على الأقل مدخن واحد. الأسباب وراء هذه الأرقام المرتفعة متعددة الأوجه، وتشمل الأعراف الثقافية القوية، والقبول الاجتماعي للتدخين، وضغط الأقران الكبير، خاصة بين الفئات العمرية الصغيرة.
تاريخياً، كان التدخين جزءًا لا يتجزأ من الممارسات الاجتماعية، حيث يُعد استخدام الشيشة (الأرجيلة) منتشراً بشكل خاص. وقد جعل هذا التكامل الاجتماعي للتدخين من الصعب الحد من شعبيته، على الرغم من جهود الصحة العامة. على مدار العشرين عامًا الماضية، نفذت الأردن العديد من المبادرات، بما في ذلك حظر التدخين في الأماكن العامة، وزيادة الضرائب على منتجات التبغ، وإنشاء عيادات للإقلاع عن التدخين. ومع ذلك، فإن هذه الإجراءات لم تحقق نجاحًا كبيرًا في خفض معدلات التدخين.
منذ 20 عامًا: كان التدخين واسع الانتشار، مع القليل من التنظيم أو حملات الصحة العامة التي تستهدف استخدام التبغ. كان القبول الثقافي للتدخين، خاصة بين الرجال، متفشياً.
منذ 10 سنوات: بدأت الحكومة في تنفيذ سياسات أكثر صرامة لمكافحة التبغ، بما في ذلك حظر التدخين وزيادة الضرائب. ومع ذلك، كان التنفيذ ضعيفًا، ولم تكن حملات التوعية العامة كافية لتحدي العادات الراسخة للتدخين.
الوضع الحالي: على الرغم من الجهود المستمرة، بما في ذلك استراتيجية وطنية تهدف إلى خفض معدلات التدخين، لا تزال معدلات التدخين مرتفعة. ويرجع النجاح المحدود لهذه المبادرات جزئياً إلى العوامل الاجتماعية، بما في ذلك تطبيع التدخين والتأثير القوي لضغط الأقران، خاصة بين الشباب. بالإضافة إلى ذلك، كان تنفيذ حظر التدخين غير متسق، وكافحت حملات الصحة العامة لتغيير الأعراف الاجتماعية المتعلقة بالتدخين.
في المستقبل، دون تغييرات جوهرية في الاستراتيجية – مثل تبني نهج تقليل الضرر أو حملات صحة عامة أكثر جرأة – من المرجح أن تظل معدلات التدخين مرتفعة، مما يشكل تحديات صحية عامة مستمرة للأردن.

نقد النهج العلمي في تقرير مركز الحسين للسرطان
1.القيود المنهجية:
الاعتماد المفرط على بيانات قصيرة الأجل: يعتمد تقرير مركز الحسين للسرطان بشكل كبير على الدراسات قصيرة الأجل والتي لا تلتقط بشكل كاف التأثيرات طويلة الأجل لأنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية. يقلل هذا القيد من قوة استنتاجات التقرير حول سلامة وفعالية أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية.
الاقتباس الانتقائي: يستشهد التقرير بشكل انتقائي بالدراسات التي تبرز المخاطر المرتبطة بأنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية بينما يتجاهل أو يقلل من شأن الدراسات التي تدعم فوائدها المحتملة، خاصة في تقليل الضرر.
2.النهج تجاه دراسات الصحة العامة في إنجلترا (PHE):
تجاهل تحليل المخاطر المقارنة: يتم تجاهل الدراسات الشاملة التي أجرتها إدارة الصحة العامة في إنجلترا والتي خلصت إلى أن أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية أقل ضررًا بنسبة 95% تقريبًا من التدخين في تقرير مركز الحسين للسرطان دون دليل مضاد قوي. يضعف هذا حجة التقرير ضد استخدام أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية.
الاعتبار غير الكافي لتقليل الضرر: لا يتناول تقرير مركز الحسين للسرطان بشكل كافٍ منظور تقليل الضرر، وهو أحد الأسس في نتائج الصحة العامة في إنجلترا. تركز دراسات الصحة العامة في إنجلترا على الأمان النسبي لأنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية مقارنة بالتدخين، وهو جانب يتجاهله تقرير مركز الحسين للسرطان.
3.الدقة العلمية:
نقص البيانات طويلة الامد: تتعرض استنتاجات التقرير بشأن التأثيرات الصحية طويلة الأجل لأنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية للنقد بسبب اعتمادها على دراسات ذات فترات متابعة قصيرة. على النقيض من ذلك، تستند ادارة الصحة العامة في إنجلترا إلى مجموعة واسعة من البيانات قصيرة الأجل وطويلة الأجل.
التحيز في الاستنتاج: تميل استنتاجات تقرير مركز الحسين للسرطان بشكل كبير نحو الحذر، مما قد يؤدي إلى تجاهل النتائج الدقيقة من الدراسات الأكثر توازنًا مثل تلك التي أجرتها الصحة العامة في إنجلترا.

فعالية أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية كأداة للإقلاع عن التدخين وتقليل الضرر
1.أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية كأداة للإقلاع عن التدخين:
•مراجعة كوهران (2021): وجدت مراجعة منهجية أن أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية المحتوية على النيكوتين كانت أكثر فعالية من علاجات استبدال النيكوتين (NRTs) في مساعدة المدخنين على الإقلاع. حوالي 10% من الأشخاص الذين يستخدمون أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية المحتوية على النيكوتين كانوا قادرين على الإقلاع عن التدخين، مقارنة بـ 6% باستخدام علاجات استبدال النيكوتين.
•ديريك ياك وآخرون (2019): يشير البحث إلى أن أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية يمكن أن تسهم بشكل كبير في الإقلاع عن التدخين عندما يتم دمجها في استراتيجيات الصحة العامة الشاملة. يؤكد ياك أن أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية يجب أن تعتبر إلى جانب أدوات الإقلاع الأخرى لإنشاء نهج متعدد الأوجه للتحكم في التبغ.
•كلايف بايتس (2020): يؤكد على دور أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية في توفير بديل أقل ضرراً للمدخنين، مما يسهل تقليل النيكوتين تدريجياً. يجادل بايتس بأن أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية تقدم طريقاً عملياً وفعالاً للمدخنين لتقليل اعتمادهم على النيكوتين مع تقليل التعرض للسموم المتعلقة بالتبغ.


2.تقليل الضرر وتقليل السموم في أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية:
•إدارة الصحة العامة في إنجلترا (تقارير 2015 و 2018): تحتوي البخاخات الناتجة عن أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية على مكونات ضارة وأخرى محتملة الضرر (HPHCs) أقل بكثير مقارنة بدخان السجائر. تقدر إدارة الصحة العامة في إنجلترا أن أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية أقل ضررًا بنسبة 95% تقريبًا من التدخين.
•مارغام وآخرون (2021): أظهرت أن البخاخات الناتجة عن أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية لديها ملف سموم أقل بكثير مقارنة بدخان السجائر، مع تخفيضات كبيرة في مواد مثل الفورمالديهايد والأسيتالدهيد والأكرولين.
•الأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب (2018): أكدت أن مستويات السموم في بخاخات أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية أقل بكثير من تلك الموجودة في دخان السجائر التقليدية. المواد الكيميائية الضارة مثل أول أكسيد الكربون والقطران غائبة أو موجودة بكميات ضئيلة في أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية.

علاجات استبدال النيكوتين (NRTs) والنيكوتين الفموي
1. علاجات استبدال النيكوتين (NRTs):
الأنواع: تشمل اللاصقات والعلكة والمستحلبات والمستنشقات والبخاخات الأنفية.
الآلية: توفر علاجات استبدال النيكوتين جرعات محددة من النيكوتين دون منتجات الاحتراق الضارة للتبغ، مما يقلل من أعراض الانسحاب والرغبة في التدخين.
الفعالية: أظهرت علاجات استبدال النيكوتين أنها تضاعف من فرص الإقلاع عن التدخين مقارنة بالدواء الوهمي. ومع ذلك، تشير بعض الدراسات إلى أن أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية أكثر فعالية، خاصة في البيئات الواقعية دون دعم سلوكي مستمر.
2. النيكوتين الفموي (مثل أكياس النيكوتين):
الآلية: يوفر النيكوتين عبر الغشاء المخاطي الفموي، مشابهًا للتبغ الذي لا يُدخن ولكن بدون مواد مسرطنة متعلقة بالتبغ.
الاستخدام: شائع في تقليل الضرر، خاصة في السويد، حيث ساهم في خفض معدلات التدخين إلى مستويات منخفضة جداً.
ملف الأمان: على الرغم من أنه أكثر أمانًا من التدخين، إلا أن المنتجات النيكوتينية الفموية لا تزال تحمل خطر إدمان النيكوتين.
البيانات والتحليل بشأن الإقلاع عن التدخين، بوابة النيكوتين، وتطبيع الإدمان
1. الإقلاع عن التدخين وفعالية أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية:
مراجعة كوكرين (2021): أظهرت أن أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية أكثر فعالية من علاجات استبدال النيكوتين التقليدية في تحقيق الإقلاع عن التدخين، خاصة عند دمجها مع الدعم السلوكي.
ديريك ياك (2019): يدافع عن دمج أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية في استراتيجيات مكافحة التبغ الشاملة، مشددًا على دورها في خفض معدلات التدخين.
كلايف بايتس (2020): يدعم استخدام أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية كجزء من نهج تقليل الضرر، مشددًا على قدرتها على مساعدة المدخنين في الانتقال من السجائر القابلة للاحتراق.
2. بوابة النيكوتين وتطبيع الإدمان:
بوابة النيكوتين: القلق من أن أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية قد تكون بوابة لإدمان النيكوتين، خاصة بين الشباب، أمر شائع. ومع ذلك، تشير الدراسات إلى أن أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية أقل احتمالية أن تؤدي إلى استخدام السجائر القابلة للاحتراق مقارنة بمنتجات التبغ الأخرى.
تطبيع إدمان النيكوتين: يتزايد الاعتراف بأن إدمان النيكوتين يجب التعامل معه كحالة طبية بدلاً من كونه فشلًا أخلاقيًا. هذا التحول يتماشى مع وجهات نظر العلماء مثل ديفيد سوينر، الذين يدافعون عن نهج قائم على الأدلة في علاج الإدمان.
وجهات نظر الصحة العامة: تؤكد إدارة الصحة العامة في إنجلترا ومنظمات صحية أخرى على أهمية معالجة إدمان النيكوتين من خلال أساليب علمية، بما في ذلك استخدام أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية كأدوات لتقليل الضرر.
مقارنة مع إدارة الصحة العامة في إنجلترا ونهج دولي آخر
1. مقارنة معدلات التدخين (الأردن مقابل المملكة المتحدة):
الأردن: معدلات التدخين عالية (66.1% من الرجال اعتباراً من عام 2019)، وتحدها قوانين ضعيفة لمكافحة التبغ وتحديات في التعليم الصحي.
المملكة المتحدة: تراجعت معدلات التدخين بشكل كبير، بفضل تدابير صارمة لمكافحة التبغ، واستراتيجيات تقليل الضرر الواسعة (بما في ذلك أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية)، وحملات الصحة العامة الشاملة.
2. إنجازات السويد:
نهج السويد: حققت أدنى معدلات التدخين في أوروبا من خلال تقليل الضرر، وخاصة باستخدام السنوس SNUS
معدلات السرطان في السويد:
تُعد السويد نموذجًا عالميًا في تقليل الضرر، وذلك بشكل كبير بسبب الاستخدام الواسع للسنوس، وهو منتج تبغ غير قابل للاحتراق يشبه أكياس النيكوتين. يعكس نجاح السنوس في السويد نتائج الصحة العامة الاستثنائية في البلاد. تُظهر السويد أدنى معدلات الإصابة بسرطان الرئة في أوروبا، حيث تبلغ معدلات الإصابة حوالي 25 حالة لكل 100,000 شخص سنويًا، وهو ما يقل بنحو 50% عن المتوسط الأوروبي البالغ 50 حالة لكل 100,000 شخص سنويًا.
انخفضت معدلات التدخين بين الذكور في السويد إلى حوالي 5%، وهي النسبة الأدنى في أوروبا، مقارنة بالمتوسط الأوروبي البالغ 23% اعتبارًا من عام 2021. يُعزى هذا الانخفاض الكبير بشكل رئيسي إلى الاستخدام الواسع للسنوس كبديل للتدخين. لم يؤدِ استخدام السنوس إلى خفض معدلات التدخين فحسب، بل أسهم أيضًا في تقليل الأمراض المرتبطة بالتدخين، بما في ذلك سرطان الرئة.
على الرغم من ارتفاع معدلات استخدام النيكوتين عبر السنوس، فإن معدلات الإصابة بسرطان الفم في السويد لا تزال منخفضة نسبيًا. على سبيل المثال، يبلغ معدل الإصابة بسرطان الفم في السويد حوالي 7.7 حالة لكل 100,000 شخص، مقارنة بمتوسط يبلغ 10 حالات لكل 100,000 شخص في الدول الأوروبية الأخرى التي لديها معدلات تدخين أعلى. تؤكد هذه البيانات على انخفاض المخاطر المرتبطة بالمنتجات النيكوتينية غير القابلة للاحتراق مقارنة بالتدخين التقليدي.
مقارنة بين معدلات التدخين واستخدام البدائل في أوروبا
يوضح الجدول أدناه مقارنة بين معدلات التدخين في بعض الدول الأوروبية مع انتشار استخدام منتجات النيكوتين البديلة، مثل السنوس، ومعدلات الإصابة بسرطان الرئة:

اضاءات أساسية:
• السويد: أدنى معدل تدخين في أوروبا (5%) وأعلى استخدام للبدائل (20% معظمها سنوس) يتوافقان مع أدنى معدل سرطان الرئة (25 لكل 100,000) ومعدل سرطان الفم منخفض نسبيًا (7.7 لكل 100,000).
• النرويج: مع معدل تدخين يبلغ 10% واستخدام ملحوظ للسنوس، تتمتع النرويج أيضًا بمعدلات سرطان الرئة وسرطان الفم أقل مقارنة بالمتوسط الأوروبي.
• المملكة المتحدة: ساعد استخدام السجائر الإلكترونية في خفض معدلات التدخين إلى 14%، مع معدلات سرطان الرئة والفم أقل مقارنة بالدول ذات انتشار تدخين أعلى.
• ألمانيا وفرنسا: تمتلك هاتين الدولتين معدلات تدخين أعلى واستخدام محدود للبدائل، مما يتوافق مع معدلات أعلى لسرطان الرئة والفم.
التحول العالمي في فهم الإدمان:
من الخطيئة إلى الادمان: تتزايد وجهة نظر المجتمع الصحي العالمي بأن إدمان النيكوتين مرض يتطلب علاجًا من خلال الأساليب العلمية والقائمة على الأدلة، داعين إلى استخدام أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية كجزء من استراتيجية قائمة على الأدلة لخفض معدلات التدخين والمخاطر الصحية المرتبطة بها.


الختام
يقدم تقرير مركز الحسين للسرطان منظورًا حذرًا تجاه أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية، مع استنتاجات محدودة بسبب قيود منهجية واستخدام انتقائي للبيانات. من خلال تجاهل الأدلة الداعمة لتقليل الضرر التي تؤيدها إدارة الصحة العامة في إنجلترا ودراسات أخرى، يتجاهل التقرير الفوائد المحتملة لأنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية كأداة للإقلاع عن التدخين وكبديل أقل ضررًا للسجائر القابلة للاحتراق. إن دمج نتائج الدراسات العالمية والنظر في النماذج الدولية الناجحة، مثل تلك في المملكة المتحدة والسويد، سيوفر استراتيجية صحية عامة أكثر توازنًا وشمولية. إن تبني نهج متوازن يعترف بأن إدمان النيكوتين حالة يمكن علاجها ويستفيد من أدوات تقليل الضرر مثل أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية يمكن أن يؤدي إلى تحسينات كبيرة في نتائج الصحة العامة في الأردن.

مكافحة وباء التدخين في الأردن: توصيات لخفض معدلات التدخين والعبء الصحي
المقدمة
تواجه الأردن واحدة من أعلى معدلات التدخين على مستوى العالم، مما يؤدي إلى تحديات صحية عامة كبيرة وزيادة في الفاتورة الصحية المتعلقة بالأمراض الناتجة عن التدخين. لمكافحة هذه الأزمة الصحية العامة، من الضروري استكشاف استراتيجيات فعالة ومبتكرة. يوضح هذا المستند مجموعة من التوصيات للاستفادة من أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية (ENDS) وعلاجات استبدال النيكوتين (NRTs) كأدوات رئيسية لخفض معدلات التدخين وتخفيف العبء الصحي في الأردن.

1. الاستثمار في البدائل: توسيع الوصول إلى أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية وعلاجات استبدال النيكوتين
ان الاستراتيجية الأساسية لخفض معدلات التدخين تتمثل في الاستثمار في البدائل التي تقلل الضرر مثل أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية وعلاجات استبدال النيكوتين. تشير الأدلة من الدراسات العالمية، بما في ذلك تلك التي أجرتها إدارة الصحة العامة في إنجلترا (PHE)، إلى أن أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية يمكن أن تكون أقل ضررًا بنسبة تصل إلى 95% من السجائر التقليدية ويمكن أن تسهم بشكل كبير في الإقلاع عن التدخين. ولهذا الغرض، يُوصى بالإجراءات التالية:
• توسيع التوفر والوصول: زيادة توفر أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية وعلاجات استبدال النيكوتين وجعلها في متناول الجميع في مختلف أنحاء البلاد، مع ضمان سهولة الوصول إليها في المناطق الحضرية والريفية.
• تحفيز الاستخدام: تقديم إعانات أو حوافز مالية للمدخنين الذين يختارون التحول إلى أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية أو علاجات استبدال النيكوتين، مما يجعل هذه البدائل أكثر جاذبية مقارنة بمنتجات التبغ القابلة للاحتراق.
• التنظيم مع التركيز على تقليل الضرر: وضع لوائح واضحة تركز على تقليل الضرر، مع ضمان تسويق أنظمة
توصيل النيكوتين الإلكترونية وعلاجات استبدال النيكوتين بأمان ومسؤولية للمدخنين البالغين.

2. الشراكة مع الشركات والقطاع الخاص لإنشاء عيادات للإقلاع عن التدخين
شبكة وطنية من عيادات الإقلاع عن التدخين ضرورية لتوفير الدعم اللازم للأفراد الذين يرغبون في الإقلاع عن التدخين. يمكن للتعاون مع القطاع الخاص وشركات الرعاية الصحية أن يسرع من إنشاء هذه العيادات. تشمل الخطوات الرئيسية:
• الشراكات بين القطاعين العام والخاص (PPPs): تعزيز الشراكات بين الحكومة ومقدمي الرعاية الصحية الخاصين لتمويل وتشغيل عيادات الإقلاع عن التدخين.
• التوزيع الاستراتيجي: تحديد مواقع العيادات استراتيجيًا في مختلف أنحاء البلاد، خاصة في المناطق ذات معدلات التدخين المرتفعة، لتحقيق أقصى مدى وتأثير.
• خدمات الدعم الشاملة: ضمان أن تقدم العيادات مجموعة كاملة من خدمات الدعم، بما في ذلك الاستشارة، والعلاج السلوكي، والوصول إلى أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية وعلاجات استبدال النيكوتين كأدوات للإقلاع عن التدخين.

3. حملات التوعية العامة
تثقيف الجمهور حول مخاطر التدخين وفوائد التحول إلى البدائل التي تقلل الضرر أمر حاسم. يمكن لحملة توعية عامة قوية أن تحدث تغييرات كبيرة في سلوك التدخين. ينبغي أن تتضمن الحملة ما يلي:
• تسليط الضوء على المخاطر الصحية: تثقيف الجمهور حول المخاطر الصحية الشديدة المرتبطة بالتدخين والسلامة النسبية لأنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية وعلاجات استبدال النيكوتين.
• الترويج لقصص النجاح: مشاركة قصص النجاح لأفراد تمكنوا من الإقلاع عن التدخين باستخدام أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية أو علاجات استبدال النيكوتين لتحفيز الآخرين.
• استهداف الشباب والفئات الضعيفة: التركيز على منع بدء التدخين بين الشباب ودعم الفئات الضعيفة في محاولاتهم للإقلاع عن التدخين.

4. الاستثمار في تعزيز نمط الحياة الصحي ومكافحة الأمراض غير المعدية
إلى جانب التركيز على خفض معدلات التدخين، هناك حاجة ملحة للاستثمار في تعزيز نمط الحياة الصحي ومكافحة الأمراض غير المعدية مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والسرطان. ينبغي أن يشمل هذا الاستثمار:
• حملات صحية وطنية: إطلاق حملات شاملة لتعزيز النشاط البدني والتغذية المتوازنة والفحوصات الصحية المنتظمة كجزء لا يتجزأ من نمط حياة صحي.
• مشاركة المجتمع: إشراك المجتمعات المحلية من خلال ورش العمل، والفعاليات، والمعارض الصحية لزيادة الوعي بأهمية التدابير الوقائية الصحية والكشف المبكر عن الأمراض غير المعدية.
• دمج الوقاية من الأمراض غير المعدية مع الإقلاع عن التدخين: ضمان أن تكون جهود الإقلاع عن التدخين جزءًا من استراتيجية أوسع لتقليل العبء الناتج عن الأمراض غير المعدية، مع الاعتراف بأن التدخين عامل خطر رئيسي للعديد من هذه الأمراض.

5. مراجعة القوانين وتشديد العقوبات
لمكافحة مشاكل التدخين بشكل فعال، من الضروري مراجعة القوانين القائمة وتنفيذ تدابير صارمة للتصدي للتجارة غير المشروعة واستخدام الشباب لمنتجات التبغ. تشمل التوصيات الرئيسية:
• تشديد العقوبات على التجارة غير المشروعة: تعزيز تنفيذ العقوبات ضد التجارة غير المشروعة لمنتجات التبغ من خلال زيادة العقوبات وتحسين آليات المراقبة لضمان الامتثال للقوانين.
• تدابير حماية الشباب: تنفيذ إجراءات تحقق العمر وزيادة العقوبات على بيع منتجات التبغ، بما في ذلك أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية، للقصر.
• مراجعة الهيكل المالي: تعديل السياسات المالية لتشجيع التحول من التبغ التقليدي إلى بدائل أقل ضررًا. يتضمن ذلك:
o زيادة الضرائب على التبغ التقليدي: زيادة تدريجية في الضرائب على منتجات التبغ التقليدية لتقليل التدخين وتوليد إيرادات لمبادرات الصحة العامة.
o الحوافز الضريبية لأنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية وعلاجات استبدال النيكوتين: تقديم ضرائب أقل أو إعانات لأنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية وعلاجات استبدال النيكوتين لجعل هذه المنتجات أكثر سهولة ومناسبة مقارنة بالسجائر التقليدية.
6. تغيير السرد: الأدلة العلمية والدعوة للسياسات
من الضروري تغيير السرد حول التدخين وبدائله من خلال التأكيد على الأدلة العلمية. يشمل ذلك:
• استخدام البحوث والبيانات: الاستفادة من نتائج البحوث، مثل تلك التي أجرتها الصحة العامة في إنجلترا ومراجعة جافيد خان، للدعوة إلى سياسات تدعم استخدام أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية وعلاجات استبدال النيكوتين.
• التفاعل مع صناع القرار: العمل مع صناع القرار لضمان أن تكون استراتيجيات الصحة العامة مستندة إلى أحدث الأدلة العلمية، مما يشجع على نهج متوازن يعترف بدور تقليل الضرر.
• إعادة صياغة التدخين كإدمان وليس فشلًا أخلاقيًا: اعتبار التدخين قضية صحية عامة تتطلب تدخلًا قائمًا على التعاطف والأدلة العلمية، بدلاً من كونه مسألة فشل شخصي.


الخاتمة
يتطلب معالجة وباء التدخين في الأردن نهجًا شاملاً متعدد الجوانب يشمل الاستثمار في البدائل مثل أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية وعلاجات استبدال النيكوتين، وإنشاء عيادات للإقلاع عن التدخين، وحملات التوعية العامة، وتعزيز نمط الحياة الصحي، ومراجعة القوانين، والتحول نحو صنع السياسات المستندة إلى الأدلة العلمية. من خلال اعتماد هذه التوصيات، يمكن للأردن أن يحقق تقدمًا كبيرًا في خفض معدلات التدخين، وتحسين نتائج الصحة العامة، وتقليل العبء المالي للأمراض المتعلقة بالتدخين على نظام الرعاية الصحي

محمد هاشم العقرباوي 





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :