البداية فقط بفوز الاسلاميين !
المحامي اسامة البيطار
11-09-2024 02:48 PM
النتائج النيابية بسيطرة الاسلاميين يغلبهم الطابع العشائري لا يمكن ان تمر هكذا دون تمحيص وتدقيق وتحليل ..
الطبقة العليا كانت على ادق التفاصيل للمعركة الانتخابية التي تقصدت دون غيرها بتركها دون تدخل وبحكمة ودهاء وبعد نظر للخارج والداخل على حد سواء.
ولا شك ان فرز الصناديق الذي يشهد المراقب انها حدثت بلا تأثيرات مباشرة خلافا لانتخابات سابقة شابها ما شابها من تزوير سيكون لها انعكاسها في قادم السنوات وسيبقى المشهد قابلا للانحياز في التحليل المستمر حتى رئاسة المجلس القادم الذي اراه سيكون بالتوافق بيد الاسلاميين ولا ابالغ ان قرأت الطالع ان صالح العرموطي فرصته بالرئاسة لمجلس النواب ٢٠٢٤ الاقرب الى التحقق .
سفارات غربية قامت بارسال مراقبين للعملية الانتخابية ولم تكن السفارة الامريكية وحدها، بل شاركت دول اوربية بالمراقبة وهي دول مانحة تحرص ضمن مخططها التمويلي المستمر على رعاية الديمقراطية الاردنية ومراقبة توجهات الشارع الاردني من الاغلبية الفلسطينية، ولاعطاء نتائج وفق منظورها الى اداراتها والتي لا تقف على مسافة واحدة ولا عادلة في موقفها من مجازر إسرائيل في غزة و تعتبر الاردن وشعبه الباروميتر الشعبي اتجاه القضية الفلسطينية .
وتزامنا مع تصريحات وتوجهات الدولة العلية والدبلوماسية الاردنية التي تدين إسرائيل جهارا نهارا هيأ القانون الانتخابي الجديد فرصة كبيرة للحزب الاكبر في الاردن ( جبهة العمل الاسلامي) و الذي فضل الدخول على مبدأ المشاركة لا المغالبة في الانتخابات، موجها رسالة ضمنية الى الدولة والنظام انه معه في المعركة القادمة مع جنوح وجنون نتنياهو وبن غفير والذي بدأ يوجه فعلياً انصاره وانظاره الى الضفة الشرقية متطلعا الى حلم التهجير واقامة الدولة اليهودية الخالصة وتدمير المسجد الاقصى وان الحاضنة الشعبية الاردنية افضل بكثير من الرعاية الامريكية المزيفة .
وثم كانت الرصاصات الثلاثة للشهيد الجازي وان بدت عفوية في شكلها لكنها مصممة في التوقيت موجهة رسالة شعبية الى الجانب الاسرائيلي ان الاردني والفلسطيني جسدا واحدا وان الغليان الشعبي وصل الى الجسر وحمل السلاح بالتهريب قريب جدا وسهل نسبيا.. وجاهز لاقتناص الفرصة للانتقام لشقيقه الفلسطيني الذي يذبح برضا ومباركة امريكية وغربية .
لذلك كله سيكون القادم يحمل مفاجآت اردنية لن يكون فصل ختامها بفوز الاسلاميين وانما هذه البداية فقط ولن يكون رئيس الوزراء القادم الا من ذات ثقل ووزن الاقطاب والمرحلة القادمة ،لقد تمكنت الدولة من استعادة شي من هيبتها المفقودة بعد تدخلات فردية - ربما - في الانتخابات السابقة والتوجه واضح انه لبناء جبهة داخلية اكثر متانة وبالاستعانة بالاسلاميين الذين لم يظهروا اي خشونة حال اخوانهم في الدول العربية الاخرى …
انها الدولة الاردنية تستعيد ألقها من فوهة البركان .
وللحديث بقية..