facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




انتخابات المجلس العشرين .. الفائزون والخاسرون


د. صبري ربيحات
11-09-2024 02:24 PM

فيما يشبه الحلم مر الاردنيون بالعاشر من سبتمبر وايديهم على قلوبهم بأن لا تأتي الرياح كما نريد جميعا كمواطنين ودولة ومراقبين. لقد خشينا من ان لا يكون التوقيت مناسبا وخشينا من ان لا يقبل الناس على العملية واعتقدنا ان المال الاسود سيستغل حاجات الناس وضيق الاحوال المعيشية ويسيطر على كل شيء ليحسم النتائج لصالح من قد يختاروا شراء ذمم الفقراء.

وقد دخل البعض في لعبة المفاضلة بين الاحزاب وتصنيفها بين وطنية وايدلوجية واحزاب مستقلة في احكامها واخرى تكيفها مع السياسات العامة للدولة. وقد قال بعض المدعيين بانهم يعرفون النتائج قبل ان تجري الانتخابات وان فلان قد قال لهم وعلان قد همس في اذانهم.. بعض هؤلاء اقسم انه اطلع على قائمة المبشرين بالمقاعد فضربوا معنويات من حولهم وشككوا في نزاهة من يدورون في افلاكهم.

بالمقابل كانت الهيئة المستقلة تحاول جاهدة ان تطمئن الجميع وتزرع الثقة. كان رئيس المفوضين يتكلم بلغة واضحة تساندها الإجراءات والبيانات التي تقول بأن الانتخابات ستكون نزيهة وشفافة وان لا شيء سيمنع من تطبيق القانون على كل من يجروء على العبث بإرادة الناخبين او يتجاوز على حق الغير في الاختيار الحر باي من الوسائل. كانت كل التصريحات على المحك يستقبلها البعض بشيء من الحذر ويقول البعض لقد سمعنا مثل هذه التصريحات في السابق لكنها لم تمنع التجاوزات.

كان الغالبية يظنون ان الاحزاب التي قالت للناس بانها خيارات المرحلة ستتقاسم المقاعد المخصصة للدائرة العامة وان حزب جبهة العمل سيعطى بضعة مقاعد لكنه لن يطاول ما سيحصل عليه حزبي الميثاق وارادة باعتبارهما حزبي النخبة الواصلة. كان الكثير من النواب والوزراء والجنرالات السابقين الذين الحقوا بصفوف هذه الاحزاب يعملون تحت هذه القناعة وقد جرى اقناع بعضهم بالترشح في دوائر محلية بالرغم من هؤلاء الشخصيات لا يشعرون بدافعية حقيقية للترشح .

لقد اثبتت دوائر صنع القرار هذه المرة وكما فعلت مرارا براعتها وحكمتها فوفرت أجواء وبيئة مريحة وزجت بقوى كبيرة في العملية لحماية ارادة الناخبين واتاحت للجميع أن يعبروا عن خياراتهم بدقة وحرية وموضوعية وتوافد على مراكز الاقتراع ما يزيد على مليون ناخب وبنسبة وصلت إلى ما يزيد على ال٣٠% وتشرفت الهيئة المستقلة للانتخابات على العملية بحرفية اتاحت للجميع أن يدلي بصوته وينتظر عمليات الفرز للتحقق من افتراضات غامضة اعترت وجدان البعض منا.

نعم لقد ابهرتنا الهيئة بدقة إجراءاتها وشفافية منهجها وصدقية ما قامت به لنقل ما حوته الصناديق بصدق وأمانة ومسؤولية وطنية تحترم.

صباح اليوم ونحن نطالع النتائج الأولية تبدلت كل الشكوك بيقين ان في هذا البلد الخير رجال يصدقوا ما عاهدوا الشعب عليه ويعملون بامانة وتجرد ليكشفوا زيف ما يفبركه البعض من الاول وادعاءات تسيء للأجهزة والمؤسسات.

ما في طنجرة الاردن من أراء ومواقف وقضايا اخرجته مغرفة الانتخابات التي اختارت من اعتقد اهلنا انهم الاقدر على حمل المسؤولية وحماية المصالح وتشخيص التحديات في هذا الوقت العصيب.

لقد كشفت الانتخابات عن مدى ملائمة خطابات الاحزاب للمرحلة وعن مدى الثقة بالقيادات ودرجة واقعية ما يقولون .

الفائز الاول في الانتخابات هذه المرة كانت الدولة الاردنية بكافة أجهزتها ومؤسساتها والفايز الثاني كان حزب جبهة العمل الاسلامي الذي خرج من كونه حزب اقلية لا صوت يسمع له الى الحزب الاكثر حضورا ..المطالب بأداء نوعي يليق بالثقة التي نالها والشعارات التي يرفعها والمرحلة التي نمر وتمر بها البلاد.. واخيرا لقد فازت الهوية والثقة والايمان بقدرة بلدنا على ان يعالج ازماته بحكمة وحنكة واقتدار .

الخاسرون في هذه الانتخابات هم كل الذين بثوا الإشاعات وقالوا انهم مدعومين وأنهم تلقوا الضوء الأخضر والذين تقولوا على المؤسسات وروجوا انهم يحبون الوطن اكثر من غيرهم لذا فهم اصحاب الحق وغيرهم شياطين ..

الاردن يثبت مرة أخرى انه للجميع وليس للانسباء والاقرباء والشلل والجماعات التي تمضي وقتا طويلا في اشتعال روايات لتضحيات وهمية قاموا بها ولم يقم بها غيرهم ..الاردن رحب وجميل وواسع ومحب لنا جميعا واتمنى ان يبقى هكذا وان لا يختلف من شلة او جماعة او جهة فتقصي غيرها وتحتكر كل مافيه بحجة الحب المصطنع

اطيب التبريكات لمن فاز والحظ الأوفر لمن نال شرف المحاولة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :