facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الفرق بيننا وبينهم


أحمد ذيبان
11-09-2024 11:27 AM

تشهد دولة الاحتلال منذ أكثر من ستة أشهر تظاهرات واحتجاجات متصاعدة ، تطالب حكومة نتنياهو بابرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس ، وتتميز هذه التظاهرات بسقف مرتفع جدا في حرية التعبير ، حيث تتهم الحكومة بالتخاذل واضاعة الوقت وعدم الاهتمام بحياة الأسرى أو ما يسمونهم "المخطوفين" ، لأسباب حزبية وسياسية هدفها الأساس الحفاظ على الائتلاف اليميني المتطرف الذي تتشكل منه حكومة نتنياهو ! .

والمفارقة أن المحلليين ووسائل الإعلام العربية ، وحتى حسن نصرالله أمين عام حزب الله اللبناني ، ومن يصنفون ضمن ما يسمى "محور المقاومة "، يستشهدون بما تنشره الصحف والقنوات التلفزيونية الإسرائيلية وجنرالات الاحتلال، من أخبار وتقارير وتحليلات حول الانقسامات السياسية الداخلية في دولة الاحتلال ، وتوظيفها لقراءة الأحداث والخروج باستنتاجات ، غالبا ما تكون مبينية على مواقف "معلبة " ذات طبيعة رغائبية ! .

وفي هذه الفترة تزخر وسائل الاعلام العربية، بأخبار وتحليلات تراهن على الخلافات بين الأحزاب والنخب السياسية الاسرائيلية ومواقف المعارضة ، وبين نتنياهو ووزير الحرب غالانت ، أو بين المستوى السياسي من جهة ، وبين الجيش والمؤسسات الامنية من جهة أخرى ! هذا الحراك يسجل لصالحهم، وهو أحد مخرجات حالة ديمقراطية وتكريس مبدأ تداول السلطة ، وفقا للنتائج التي يفرزها صندوق الاقتراع .

أدرك تماما عمق الانقسامات الداخلية والأبعاد العنصرية، التي يمارسها العدو بحق الشعب الفلسطيني ، وفي مقدمة ذلك قانون "يهودية الدولة" - أقره البرلمان " الكنيست " عام 2018 ، الذي يمنح اليهود فقط حق تقرير المصير في اسرائيل ، ويلغي القانون اللغة العربية باعتبارها لغة رسمية ثانية في إسرائيل، واعتبار العبرية لغة الدولة الرسمية ، بالاضافة الى تشريع تسمين المستوطنات في الضفة الغربية ، وهذا القانون يكرس الواقع العنصري والتمييز ضد عرب 1948، البالغ عددهم 1.8 مليون نسمة ما يعادل 20 بالمئة من سكان دولة الاحتلال ، وضمن أهداف هذا القانون القضاء على الوجود الفلسطيني في الكيان المحتل.

في مقابل ذلك أقر الكنيست قانونا آخر بتاريخ 18 تموز 2024 ، يرفض اقامة دولة فلسطينية وذلك لأول مرة في تاريخ البرلمان الاسرائيلي، بذريعة ما قامت به حركة حماس في 7 أكتوبر 2023 ، وبغض النظر عن هذه الذريعة كانت اسرائيل دائما ، ترفض اقامة دولة فلسطينية مستقلة ، وفي أحسن الأحوال كانت تعرض اقامة دولة منزوعة الاستقلال والسلاح ، وتنحصر مهامها بتقديم خدمات بلدية والقيام بدور وظيفي في خدمة الاحتلال من خلال التنسيق الأمني ! ،وذلك يعني ببساطة توجيه رسالة الى الأمم المتحدة ، وكافة الدول التي تراهن على "حل الدولتين" بأن هذا المطلب لم يعد له وجود ، بل والقضاء نهائيا على ما تبقى من اتفاق أوسلو ، الذي كان يفترض أن يفضى بعد سنوات من توقيعه عام 1993 الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة !.

ولا يقتصر التمييز العنصري داخل دولة الاحتلال على العرب فقط ، بل يطال اليهود أنفسهم أيضا ! فالمجتمع اليهودي يعاني من انقسامات عديدة ذات طابع عنصري ، حيث يعاني اليهود من أصول شرقية "المزراحيين/ السفارديين" وإثيوبية وهندية ، من ممارسات تمييزية بحقهم من جانب اليهود أصحاب الأصول الغربية والبشرة البيضاء " النخب الأشكنازية"، فضلا عن ظهور تغييرات ديمغرافية أخرى ، فالمتدينون (الحريديم) الذين كانوا على الهامش" برز دورهم مؤخرا، وأصبحوا يطالبون بتمييزهم من خلال اعفائهم من التجنيد في الجيش .

إن أي قراءة موضوعية لهذا المشهد السياسي المضطرب داخل الكيان المحتل، تفضي الى خلاصة مفادها أن هذه حالة غير مألوفة وتتسم بالغرابة بالنسبة لعالمنا العربي ، ورغم كل ما سبق فان أحد أهم ميزات دولة الاحتلال ، توفر سقف مرتفع لحرية التعبير شئنا أم ابينا. وهذا ليس ترويجا لدولة الاحتلال ، أعرف أنها عنصرية وترتكب أبشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.. لكن علينا الاعتراف أنه ليس عندهم نظام شمولي، ولا يوجد حصانة لأحد من النقد .

Theban100@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :