facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




رصاصات الجازي .. قتلت ثلاث وأحيت ثلاث


صالح الراشد
11-09-2024 11:14 AM

رسائل كبيرة وهامة حملها الشهيد ماهر الجازي في رحلته الأخيرة صوب فلسطين، رسائل جابت العالم ودخلت جميع الدول وطرقت أبواب الحكومات والمنظمات المدنية، ووصلت للأمم المتحدة ومجلس الأمن الذي وقف عاجزاً أمام ماهر ولم يملك القدرة على منعه من إطلاق رصاصات الحرية ونُصرة القومية والإسلام وفلسطين وما تمثله من تاريخ إسلامي وعمق عربي خالد، ونصرةً لوجع غزة وألمها وشهدائها فقلب ماهر الكبير القادم من الأردن بعزة شعبها وأصالة نسبها يتسع لفلسطين التي أخرجها عديد العرب من قلوبهم فقرر أن تحتضنه أرضها وهو يرتقي شهيداً، فالروح عانقت السماء في الأرض المقدسة والجسد ارتاح على ترابها.

ما حصل ليس بغريب عن النشامى الذين تزين مقابر وأضرحة شهدائهم الأراضي الفلسطينية في جنين والقدس وبيت لحم وطوباس والبيرة وبيت لقيا وعورا التحتا وصوريف ونابلس، ليستمد ماهر العزم من معركة الكرامة التي عبقها عطر النشامى وتاريخها فخر الأمة، فسار ماهر على درب بطولات الاباء والأجداد ليصنع مجده بين الكرامة والقدس، وكأنه يقول للعالم أجمع قبل أن يهز العالم العربي بفعله العظيم؛ "هذه القدس لنا بمسجدها الأقصى لكنيسة القيامة لحائط البراق، وليست للاسرائيليين فنحن أبناء العز والكرامة أولى بها لأننا أصحابها، أصحاب الحق الذي لن يموت وورائه أمة تُطالب وأنا بمسدسي سأنال حقي من دم مغتصب حقي"، ليحمل ماهر بين جنبيه الروح الأصيلة التي لا تهدأ إلا حين يعود الحق لأصحابه ليترك الشهيد الجازي لأبناء الأمة وصية كتبت بدمه الذي عطر أرض فلسطين بأن الأمانة كبيرة وتستحق أن نجود بأرواحنا لأجلها، فالعز لمن قاتل لأجلها والخذلان لمن رفع راية الذل.

ثلاث رصاصات قتلت ثلاث اسرائيليين هكذا ظن البعض لكنها قتلت شيء أعظم وأظهرت ما هو عظيم، فالرصاصة الأولى قتلت حاجز الصمت بأننا كعرب لن نترك فلسطين وإن كثر المثبطون فينا، والثانية قتلت جميع محاولات الكيان للتطبيع مع الشعوب العربية ليبقى التطبيع حبيس الحكومات التي لن تتجرأ وتجبر المواطنين على الذهاب صوب مقصلة التطبيع، والرصاصة الثالثة كانت في قلب كل اسرائيلي يعتقد أن الشعوب العربية الحرة وبرجالها الأبطال سيتركون فلسطين وحيدة، ليدرك نتنياهو أن النصر العربي قادم لا محالة وأن كل ما صنعوه من فُرقة عربية قد خر صريعاً بطلقات الخلود لبطل سيبقى في ذاكرة التاريخ والأجيال حتى قيام الساعة.

ثلاث رصاصات كما قتلت أحيت، فالرصاصة الأولى أحيت المواقف الوطنية الأردنية وأظهرتها للعالم أجمع بأن ما فعله الشهيد ماهر الجازي يتطابق قولاً وفعلاً مع الفكر والرغبة الشعبية وأنه بعمليته البطولية كان سفيراً لكل أردني وأن يده التي أطلقت الرصاصات كانت يد شعب بأكمله، وأحيت الرصاصة الثانية الوحدة الأردنية الفلسطينية حين خرجت مواكب التأييد في البلدين وحين ارتفعت أكفّ الأطفال والنساء والرجال تبتهل لرب العباد أن يتقبل ماهر في عليين ويسكنه الجنان وأن يحتسبه شهيداً من شهداء الفتح العظيم، ليندمج الشعبان حتى أصبحا كتلة وطنية أفزعت الاسرائيليين الذين سرعان ما حركوا قوات العبث الكلامي لإلحاق الضرر بوحدة الفكر والدم، والرصاصة الثالثة أحيت أمة عربية محبطة مثبتةً أن العرب أحياء ولم يموتوا وسيبقوا على العهد بانتظار ساعة الحسم التي ستجمع كل عربي في فلسطين لاستعادة الكرامة كاملة بعد أن رفع ماهر لواء عودتها.

هي طلقات نشمية أردت ثلاثة جنود اسرائيليين ممن سرقوا أرض فلسطين وأصابت قلوب جميع الاسرائيليين الآخرين، ليخرج نتنياهو يتخبط غير عالم بما يقول وكأنه يهذي من جنون أصابه أو أن مفاجأة الجازي قتلت فيه آخر أحلام التمدد من الفرات إلى النيل، فقرر ان يرفع حدود انتقامه بزيادة القتل في غزة مما يعزز الشعور العربي بضرورة التوحد لطرد الاحتلال من فلسطين وللأبد، لنجد أن المستقبل يُبنى بتسارع مضطرد وأن ماهر الجازي ابن الأردن قد حرك البراكين من تحت أنهار وبحار راكدة ستُغرق الظلم العالمي وتنشر العدل والحق.

آخر الكلام:

قال ابن داود: "حين تكثر الهزائم ويرافق الذل الشعوب تتغير الرجال وينظر بعضهم لمن يكسر حاجز الصمت والرعب على أنه خارج على المألوف وباحث عن دمار الأمة، متمسكين بقواعد عدوهم السياسية معتقدين أن فيها النجاة فيموتون وهم أحياء فيما الباحث عن الموت يسكن جنان الخُلد وجنان القلوب وجنان العقول الراشدة".





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :