النجمة السباعية تستحق الأفضل دائماً
م. أحمد نضال عواد
10-09-2024 07:30 AM
نمارس اليوم في أردننا الغالي استحقاقاً دستورياً باختيار ممثلين الشعب في خضم أحداث سياسية وإقليمية تحيط بنا وبالاقليم، إذ يتوجب أن تفرز هذه الانتخابات نواباً يعملون ضمن كتلاً برامجية تتوافق في أغلبها وفق أسس حزبية برامجية تساهم في نهضة الاردن الأغلى والأجمل من جهة و أن يكون هذا المجلس مدافعا شرساً حكيماً وصادقاً أميناً عن قضايا الأمة والإنسانية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية تجاه غطرسة الاحتلال الغاشم وممارساته العدوانية تجاه الأبرياء والمدنيين في قطاع غزة المحاصر.
إن التعديلات التي طرأت على قانوني الإنتخاب والأحزاب بالأردن الفترة الماضية شكلت تغييراً جوهرياً في آلية الانتخاب واحتساب مقاعد الفائزين بالمجلس ليكون نكهته مبنية على أسس برامجية لإفراز كتل نيابية ذات قواعد حزبية بمجملها بحيث تستطيع مراقبة أداء الحكومة من جهة ومراجعة التشريعات الناظمة لحياة الناس والمواطنين بالمملكة لتكون وفق ممارسة أردنية وطنية.
إنّ هذا المجلس لا ينبغي أن يكون مجلسا عاديا أو حتى روتينيا في جلساته وقراراته ومواقفه، بل ينبغي أن يكون في صف الوطن والمواطن مدافعا عن أمن الوطن واستقراره الأمني والسياسي والاقتصادي وعلى الصعيدين المحلي والدولي، و مدافعا عن حقوق الإنسان في المحافل الدولية، ومراجعاً صادقاً لمجالات متعددة واتفاقيات سابقة وناطقاً بالحق والعدالة ونفع الناس بحكمة و رشد وعافية ولطف.
إن مجلس النواب هو مجلس للشورى، وإذا أردنا الحديث عن الشورة أو المشورة كمصطلح اسلامي فهي استخلاص الرأي السديد لمصلحة الدين، وهنا نستطيع أن نقول إن مجلس النواب عليه استخلاص الرأي السديد لما فيه نفع المواطنين والناس، حيث قال اللّه عز وجل "وأمرهم شورى بينهم" ، كما ورد أيضاً عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلا جاء إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال: يا رسول اللّه: أي الناس أحب إلى اللّه؟ وأي الأعمال أحب إلى اللّه؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: أحب الناس إلى اللّه تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى اللّه تعالى سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد يعني مسجد المدينة شهرا، ومن كف غضبه ستر اللّه عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ اللّه قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجته حتى يتهيأ له أثبت اللّه قدمه يوم تزول الأقدام.
فهي رسالتي أوجهها في مقالتي هذه لنفسي و للأخوة والأخوات الأفاضل والفضليات جميعاً، بأهمية تقوى اللّه عز وجل وطاعته، والإخلاص له جل جلاله في كل نية وقول وعمل ظاهر أو باطن، وأن نسأله جل جلاله أن يولي أمورنا خيارنا، وأن ينفعنا بما علمنا ويعلمنا ما ينفعنا ويجعلنا وإياكم نافعين لوطننا الغالي وللناس أجمعين بظل قيادتنا الهاشمية الحكيمة.
اخواني، أخواتي، إننا نعيش ظروف استثنائية تحتم علينا تعزيز الجبهة الداخلية فالأردن هو النصير الأول للقضية الفلسطينية بإذن اللّه تعالى، وبما تفرضه الشرعية الدينية والتاريخية وكافة الروابط التي تربطنا مع الأشقاء في غزة وفلسطين.
كذلك، علينا تغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية والجهوية والطائفية، واختيار من نعتقد أنه الأكفأ بما يتناسب مع الدور الرقابي والتشريعي المناط بالسلطة التشريعية وهنا علينا اختيار مجلس نواب قوي ممثل لنا في العبدلي تحت قبة البرلمان ومدافعا عن القضايا الوطنية والإقليمية وناصرا للضعفاء والفقراء والمساكين، ومن لديه الجرأة في قول الحق والدفاع عن المظلومين.
اخواني، اخواتي، نأمل من الفائزين بمجلس النواب القادم أن يكونوا بمستوى المرحلة الهامة، ناصرين للشباب، مساهمين في تحقيق العدالة الاجتماعية، و ماضين في إصدار سياسات الحكم الرشيد وقوانين وأنظمة تساهم في تحقيق التنمية الشاملة المستدامة في جميع مستوياتها وجميع مناطق المملكة، قريبين من الناس والمواطنين و قواعدهم الانتخابية طيلة فترة انعقاد المجلس القادم، بأبواب مفتوحة لمساعدة كل ملهوف وإغاثة كل محتاج وبما لا يتعارض مع حقوق الآخرين أو الاعتداء عليهم.
اخواني، اخواتي، فلنساهم في بناء الغد الأجمل لأردننا والمنطقة باختيار الشخص المناسب ليكون بالمكان المناسب، فالأردن ونجمته السباعية الغالية تستحق منا الأفضل وكل الخير دائماً، ولنتذكر أن اختيارنا لمن ننتخب أمانة سوف نحاسب عليها، فلنحسن الاختيار، سددوا وقاربوا ونسأل الله التوفيق والسداد لنا ولكم.