هذا هو الأردن .. وطن الديمقراطية
صالح الشرّاب العبادي
10-09-2024 07:17 AM
الأردن الداعم الأول للقضية الفلسطينية، الأردن وطن الدبلوماسية والسياسة المتوازنة والامن والأمان.. الأردن وطن التحدي ..في الوقت الذي تلتهب به الاحداث حول حدود الوطن وتعصف بالمنطقة الشرق أوسطية تصعيد الصراع الدائر بين قوات الاحتلال الأسرائيلي في غزة والضفة وجنوب لبنان، علاوة على المحاولات المستمرة لأختراق الحدود الشمالية للوطن من قبل التنظيمات المسلحة المنفلتة من الجنوب السوري وتصدي قواتنا المسلحة الباسلة لها، تحمي الحدود وتحمي الوطن .. يستمر التحدي وتتعاظم الإنجازات.
لطالما كانت التحديات الكبيرة الاقتصادية منها والأمنية، وما ينتاب الموقف الرسمي والشعبي من غضب عارم لما يحدث لاهلنا في غزة والضفة من إبادة وتدمير من خلال حكومة اسرائيلية متطرفة تنتهج حرب متنوعة الاهداف، خالية من القيم والمبادئ الانسانية، فهي حرب ابادة جماعية شاملة مع تنفيذ سياسة الارض المحروقة التي بموجبها تمسح وتمحي كل معالم المدن والقرى وتغير كامل في الجغرافية الكنتورية وطمس شامل للمعالم التاريخية والأثرية والدينية والثقافية وطمس معالم مدن باكملها،
المستهدف بها الشعب الفلسطيني.
مع كل هذا الألم لما يحدث، والرفض له، واتخاذ مواقف راسخة ثابتة لا تتغير .. تجاه شعبنا وقضيتنا .. الأردن يستمر والأردن يتحدى .. والأردن يتصدى.
امام كل هذه التحديات الجسام، لم يمنع ذلك او يؤخر او يوثر على الاستمرار بالحياة السياسية وممارسة الديموقراطية السياسية، واقرار الحقوق الدستورية عمليا وواقعياً، الأمر الذي شق الوطن طريقه في التحديث والتطوير السياسي من خلال الاستحقاق الدستوري للانتخابات البرلمانية راسماً بذلك خط التحدي والإصرار الذي لا رجعة فيه رغم كل الظروف الاقليمية الراهنة.
في غمرة التحديات والاحداث والظروف المحيطة يتحدى الشعب كل هذه التحديات في بناء أسس الديمقراطية برعاية ملكية ومتابعة مؤسسية حكومية لتثبيت اسس الاستحقاقات الانتخابية الدستورية.. وهذا ان دل على شيء فانما يدل على قوة الدولة وقدرتها على تجاوز كل العقبات والتحديات، واضعة أملها في شعب واعي مثقف يسعى إلى تحقيق ما يصبو اليه من إنجازات وطموحات وطنية من خلال التوجه إلى صناديق الاقتراع والتصويت والانتخاب وفرز مجلس نواب الشعب الذي سيمثله ويكون صوته ولسان حاله، فهذا هو امل الشعب وهذا هو طموحه الحقيقي.
اليوم سيكون يوم استثنائي.. بل يوم يسجل في التاريخ وهو ان يتم انتخاب الاحزاب ولأول مرة، انتخابات حزبية على مستوى الوطن الى جانب انتخابات دوائر محلية على مستوى المحافظات.
نعم ، الأردن الذي لطالما وقف في وجه كل التحديات وواجهها بقوة وصلابة، يثبت للعالم والإقليم انه وطن الاستقرار والأمن والسلام والحرب، وطن الديمقراطية والحرية والكرامة، وطن لا يتأثر بعاديات الزمان ان هبت وأن عصفت، بل لديه القدرة والاستطاعة على تخميدها وتجاوزها بقوة وصلابة شعبه وجيشه وأجهزته الامنية
وحنكة وحكمة قيادته العتيدة الواثقة خطواتها، الثابتة مواقفها، الراسخة والضاربة جذورها في وعلى أرض صلبة كالصخر تتحطم عليها كل الصعاب وتذوب امامها كل الأزمات والمحن.
ايها الشعب الأردني العظيم .. أيتها القيادة الرشيدة الواثقة العظيمة … ايها الوطن العظيم .. سيروا فعين الله العظيم ترعاكم ..