قلنا ان الشعب الاردني لن يقف مكتوف الايدي ازاء ما يحدث من تصعيد في الساحة الفلسطينية، حيث أكدنا في عدة مناسبات أن صبر النشامى قد ينفذ نتيجة التوغل الوحشي و الاستفحال اللاإنساني الذي يرتكب بحق الشعب الفلسطيني عبر ممارسات غير مسؤولة من قبل آلة الحرب الإسرائيلية، وقد دعى الاردن الحكومة الاسرائيلية للتعقل بعدما فقدت عقلها وراحت تبطش وتدمر وتقتل وتعتقل وتنتهك الحرمات باسم الدفاع عن النفس وتستهدف التوسع فى باطن الأمر باستخدام قرارات أحادية تقوم على الرغائبيه والحلول العسكرية التى تسعى لضم الضفة الغربية وقطاع غزة وتهويد القدس، واخذت أفعال مجرمي الحرب ترتكب دون وازع يضبطها او رادع قانوني او اخلاقي يردعها، ولم تذعن اسرائيل لكل الدعوات التى وجهت لها من أجل وقف الحرب والكف عن استخدام وسائل الترويع والتجويع من اجل الترحيل والتهجير.
وهو ما جعل ميزان التصعيد يتنامى من جديد مع التصريحات اللامسؤولة التي تخرج عن شلة الوزراء كانتس وغالنت وبن غفير وسمورتيرش، هذا اضافة لخرائط نتنياهو التي راحت تلغى الوجود الفلسطيني من الخارطة وتتعامل مع حالة الضم الناشئة باعتبارها تحصيل حاصل وتقوم بتحميل دول الجوار تبعات ما سيحدث من تداعيات أمنية وإنسانية جراء عملية التهجير، وهو ما جعل من الواقع العام يبدوا مأزوم وتخيم تبعاته على المشهد العام بصوره محتقنة، مكونا بذلك حالة رفض عارمة في الأوساط الشعبية ومقدما بذلك نذر بينتها العملية التى قام بها ماهر الجازي عندما صرخ في وجه الاحتلال مقرنا اقواله بافعال، رافعا يديه يقول" كفى" فلقد سئمنا من هذه الممارسات ولدينا ما نفعله إذا كان الذى نقوله لا يراد سماعه ... "كفى".
"كفى"ماهر الجازي لن تبقى عمل فردى تدور بدائرة تأثير محدودة إن لم يتوقف القتال وتتوقف معه حاله التهويد والضم و الاستفزاز والتهديد بالاغتيالات، فإن حالة ماهر الجازي ستتحول لظاهرة سياسية يجب فهمها و استدراكها بكل جدية حتى تستطيع أنظمة المنطقة من السيطرة على الهدوء النفسي وسياسه ضبط النفس، لكن فى حال استمرار نتنياهو باستخدام ذات السياسات فان مسالة ضبط النفس ستصبح صعبة وعلى الحكومة الاسرائيلية تحمل تبعاتها من دول الجوار كما في الداخل الإسرائيلي كما من قطاع غزة والقدس والضفة، فلقد سئم الجميع من حالة التصعيد وكل المحيط يقولوا "كفى " ... كما قال فعل ماهر الجازي فعل "كفى".
ويجب على حكام تل أبيب التوقف الفوري عن استخدام العنف لأن العنف لن يولد الا عنف والعودة للرشد والاستماع لصوت الحكمة، فإن مشروعية قبول إسرائيل في المنطقة لا تأخذها من البيت الأبيض بل من دول الجوار في المنطقة، وهذا ما يتطلب منها العودة للوسائل السلمية واتخاذ الحوار وسيلة لها لبيان سياساتها وتتوقف عن استخدام العنف لأنها لن تخسر محيطها فحسب بل ستخسر الأمان لشعبها ومسألة تمكينه في المنطقة، وهو ما يجب على صوت الحكمة فى تل ابيب بيانه بفعل وقف الحرب وسياسة التصعيد.
أن المناخات الاستفزازية التي تحيط فى المنطقة جعلت من ماهر الجازي يقوم بفعلته بقول "كفى" بعدما قامت اسرائيل بقتل وجرح أكثر من 150 ألف فلسطيني في قطاع غزة لوحدها واذعنت بضم الضفة، وهى الظروف الاستفزازية التى تتحملها القوات الإسرائيلية وحدها في حادثة الكرامة، وهو ما يُلزمها بتقديم جثمانه بالسرعة الممكنة أسوة بما جرى عليه الحال فى السابق عندما راح ضحية حادث السفارة محمد الجواوده والدكتور بشار الحمارنه على يد أمن السفارة الذى راح يستقبله نتنياهو بعد ساعات من هذه الجريمة، وهو ما يدعو للقول إن عودة جثمان شهيد الامة ماهر الجازي أمر يستدعي العجلة وعدم المناورة التفاوضية حوله بمبادرة حسن النوايا حتى لا تتحول حالة ماهر الجازي لظاهره.