ترامب يربط بقاء اسرائيل بنجاحه!
كمال زكارنة
09-09-2024 11:12 AM
يحمل الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب المرشح لانتخابات الرئاسة الامريكية المقبلة ،اسرائيل على ظهره وعلى اكتافه،وفي عقله وقلبه ووجدانه،ويمثل هذا الكيان المحتل بالنسبة له سر الحياة وايقونتها،فهو المادة الرئيسية لحملته الانتخابية ،ولا يفارق جولاته وحملاته ولقاءاته ومناطراته ونشاطه بشكل عام،ولا حنى مأكله او مشربه ،لان اسرائيل تسيطر على فكره وتفكيره ،وهو مأسور لها ومرتبط بها ارتباطا وثيقا ،كارتباط الروح والجسد .
اخر تصريحاته خلال احدى جولاته الانتخابية قال ترامب،ان بقاء اسرائيل على قيد الوجود مرتبط بفوزه في الانتخابات الامريكية،وان خسارته تعني فناء وزوال اسرائيل خلال سنة او سنتين على الاكثر،نفهم ان جزء من هذا القول يندرج في سياق الحملة الانتخابية ،ومن اجل استقطاب اصوات اليهود الاميركيين ،والحصول على دعمهم المالي والانتخابي،لكن نستشف من هذا التصريح عدة رسائل،اهمها ان الكيان يتداعى وفي حالة انهيار حقيقي وهو اقرب الى الزوال من اي وقت مضى،والرسالة الثانية موجهة لدول الاقليم في المنطقة،مفادها ان امريكا لا يمكن ان تسمح بزوال اسرائيل،وهي رسالة تهديد وتحذير في نفس الوقت،والرسالة الثالثة موجهة لليهود الاميركيين والاسرائيليين، تقول بأن المنقذ الوحيد لهم ولكيانهم ومستقبلهم، فقط الرئيس ترامب ،ولذلك لا بديل لهم عن فوزه كي يتسيد البيت الابيض خلال السنوات الاربع القادمة ويحمي وجود الكيان،والرسالة الرابعة انه غير واثق بالفوز في الانتخابات.
هذا التصريح يعتبر الاكثر وضوحا وخطورة وعنفا،ويأتي بعد التهديد المبطن الذي وجهه ترامب للدول العربية المحيطة بفلسطين ،عندما قال انه يرى بأن ىمساحة اسرائيل صغيرة وطالما فكر بتوسعتها ،وقبل ذلك قال انه بصبو للترشح لرئاسة الوزراء في اسرائيل، تعييرا عن عشقه لها وارتباطه بها ،واستعداده لبذل كل ما يستطيع من اجلها .
من الواضح ان ترامب ينظر بكلتا عينيه الى الثقل اليهودي والنفوذ الاسرائيلي في الولايات المتحدة الامريكية ،ويضع كل بيضاته في السلة اليهودية ،معتقدا ان نجاحه المأمول في الانتخابات يعتمد بشكل رئيسي عليهم،ويتجاهل في ذات الوقت الشارع الامريكي والجاليات الاخرى ،التي تشكل ايضا ثقلا انتخابيا مهما وحاسما،كما يتجاهل المتغيرات الكثيرة والمهمة التي حدثت وتحدث في توجهات الرأي العام الامريكي، خاصة لدى فئة الشباب ،وما احدثته هبة وحراك الجامعات الامريكية ،احتجاجا على المذابح والمجازر الاسرائيلية في قطاع غزة، من تغيير في آراء ومواقف وتوجهات ملايين الامريكيين تجاه الكيان.
لغة ترامب الانتخابية التي تخلو تماما من السياسة والدبلوماسية ،تستند الى ركيزتين اساسيتين،الاولى تبنى اسرائيل بكل ما فيها من شوائب ،وتبنى روايتها بكل ما فيها من اكاذيب وتضليل،والثانية التهديد والوعيد والبلطجة واستخدام القوة ،ضد كل من يخالف رغباته ورغبات وتوجهات الكيان.
كل ما صدر ويصدر عن ترامب حتى الان،يؤكد بأن نجاحه في الانتخابات الامريكية، يعني سيطرة اسرائيل الكاملة على البيت الابيض ،وتنفيذ كل ما تطلبه وتتمناه وتخطط له،وفي المقابل، فان نجاحه يعني حلول كارثة حقيقية على الامة العربية ودول المنطقة، وعلى الشعب الفلسطيني تحديدا.