التهجير: بين الحلم الاسرائيلي والذاكرة الفلسطينية
د. عزت جرادات
08-09-2024 09:48 AM
التهجير القسري أو الهجرة الطوعية، فردية أم جماعية، هما وجهان لعملة واحدة. ويؤديان إلى النتيجة ذاتها، اقتلاع أو فقدان المواطن لموطنه وترجع أسبابه إلى دوافع داخلية، مثل الإضطهاد أو خارجية مثل الغزو أو الإحتلال.
ويظل التهجير القسري، فردياً أم جمعياً، هو الأشد إيلاماً وخطورة والأكثر اهتماماً على المستوي السياسات، محلياً ودولياً. فهو يتنافى مع القيم العليا للإنسانية وحق الحياة الآمنة الكريمة في الوطن، إضفة لإنتهاكهِ حقوق الإنسان سياسياً وما تصنعه الإنسانية بيديها فيمكن لها أن تقاومه أو تمنع حدوثه.
وتكاد تكون الحالة الفلسطينية الأولى من نوعها في حالة التهجير الجمعي:
-فهناك الحلم الاسرائيلي وفي المقابل هناك الذاكرة الفلسطينية، فالأول، الحلم الإسرائيلي، ينطوي على الكراهية وإلغاء الآخر، وفي المقابل هناك الذاكرة الفلسطينية، وتنطوي على ذكريات صعبة ومرّة ونتج عن ذلك التضادّ بين الطرفيْن: الشر والعدوان لتحقيق الحلم الإسرائيلي والتمسّك بالوطن والبقاء وبأن النكبة أو الهجرة لن تتكرر.
-فثمة خطان متوازيان ولن يلتقينا: فإسرائيل لن تتخلى عن ذلك الحُلم، أي تهجير الفلسطينيين مهما طال الزمن، أما الفلسطينيون فلن يتخلوا عن الوطن مهما بلغ الثمن أو بلغت التضحيات ولسان حالهم يردد: ولي وطن آليت أن لا أبيعه، ولا أرى غيري له الدهر مالكا.
ويمكن القول أن المعركة ليست متكافأة بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني فالأول يتمتع بدعم أمريكي مطلق، والثاني يفتقد الدعم العربي، وسلاحه الوحيد هو (الثبات والتمكين) فهو قادر على الثبات أما التمكين فما يزال شعاراً بلا مضمون طالما ظلّ النظام العربي في موقفه المتفرّج أو مكتفيا بتقديم المساعدات الإنسانية التي تواجه التضيق.
"الدستور"