مؤتمر في عمّان حول المسؤولية الطبية والسياحة العلاجية
07-09-2024 06:56 PM
عمون - أعلن المحاضر القانوني المتخصص في القانون الطبي الدكتور ناصر أبو رمّان، عن التحضيرات القائمة على قدم وساق لإقامة مؤتمرٍ في عمّان شباط/ فبراير المقبل 2025، حول المسؤولية الطبية والسياحة العلاجية.
أبو رمّان صاحب كتاب "مسؤولية الطبيب عن أفعال المساعدين" الصادر عن زين الحقوقية في بيروت، قال للصحافيين الذين استضافهم على عشاء عمل، إن لقاءه بهم "ليس مجرّد اجتماعٍ عابر، بل هو خطوة مهمة نحو تطوير قطاعيّ السياحة العلاجية والمسؤولية الطبية، وهما مجالان يتطلبان منا جميعًا التفاني والعمل المشترك، لأن النجاح فيهما لا يتحقق إلا من خلال تضافر الجهود وتكامل الأدوار". وأكد أن المؤتمر الذي تنوي شركة غرب آسيا للمسؤولية الطبية (WACML) تنظيمه بالتعاون مع مؤسسة محلية أردنية، يوميّ 13 و14 شباط/ فبراير 2025، سيجمع "نخبة من الخبراء والمتخصصين من جميع أنحاء العالم، في المقدمة منهم ديانا كويفاس رئيسة الاتحاد العالمي للسياحة العلاجية، التي ستقدم محاضرة مهمة حول كيفية استقطاب المزيد من المرضى إلى الأردن"، لافتًا إلى أن المؤتمر يشكّل "فرصةً حيويةً لِمناقشة التحديات التي تواجه قطاع السياحة العلاجية في الأردن والمنطقة، وكيفية استغلال الفرص المتاحة لتطوير هذا القطاع".
وأكد أنها المرّة الأولى التي يُجمَع فيها موضوعيْن حيويين في مؤتمرٍ إقليميٍّ واحد؛ هما قضية المساءلة الطبية وموضوع السياحة العلاجية، مشيرًا إلى العمل الدؤوب الجاد التي تقوم فيه شركة غرب آسيا للمسؤولية الطبية (WACML)، التي أسسها في اسطنبول وهو، إلى ذلك، رئيسها التنفيذيّ، ليحظى المؤتمر المفصليّ بفرص النجاح جميعها، ويحقق المؤمّل منه من خلال العناوين اللافتة لأوراق العمل المدرجة على جدوله.
المؤتمر سيناقش، في سياق موضوعاته التي استعرضها أبو رمّان، الذكاء الاصطناعي ودوره في تحسين التشخيص الطبي وتقليل الأخطاء الطبية، رائيًا أن التكنولوجيا الحديثة باتت "تلعب دورًا محوريًا في تحسين جودة الخدمات الطبية، والتقنيات الجديدة في مجال الذكاء الاصطناعي تساعد الأطباء على تشخيص الأمراض بدقة أكبر وسرعة أعلى، لذلك، سنقدم في هذا المؤتمر مجموعة من المحاضرات وورش العمل التي تركز على كيفية استغلال هذه التقنيات لتعزيز السياحة العلاجية في الأردن".
وحول حيثيات تأسيس شركة إقيلمية متخصصة في المسؤولية الطبية والتطلعات المرتبطة بها قال أبو رمّان الحاصل على دكتوراه من مصر حملت أطروحتها عنوان "مسؤولية الطبيب عن أخطاء المساعدين"، إن تأسيس الشركة جاء بعد "دراسة معمّقة لحاجات السوق والتحديات التي تواجهها الدول في غرب آسيا"، وأضاف "نعلم جميعًا أن المنطقة تعاني من نقص في التشريعات والبنية التحتية اللازمة لدعم قطاعات السياحة العلاجية والمسؤولية الطبية بشكل مستدام، ومن هنا جاءت رؤيتنا لتأسيس شركة "غرب آسيا" لتكون شريكًا استراتيجيًا للحكومات والمؤسسات الطبية في تطوير القوانين والأنظمة التي تعزّز استقرار القطاع الطبي، وترفع من مستوى الأمان للمريض".
وفي سياق استعراضه مجالات عمل الشركة قال أبو رمّان العضو منذ عام 2021، في MPL "مديكال برفوشنال لايبلتي" بِولاية فرجينيا الأميركية، إن خدمات الشركة "تتمحوَر حول ثلاثة عناوين رئيسية: تقديم خدمات التوعية والتثقيف، حيث نعمل على تثقيف العاملين في القطاع الطبي حول أهمية المسؤولية الطبية، وكيفية التعامل مع المرضى بما يضمن سلامتهم ويقلّل من احتمالية الأخطاء الطبية، ونركز في هذا الجانب على توعية الأطباء والممرضين وحتى الإداريين في المؤسسات الصحية، لأن المسؤولية الطبية لا تقتصر على الأطباء فقط، بل تشمل كل من يعمل في تقديم الرعاية الصحية". العنوان الثاني يتمثّل، بحسب أبو رمّان، في تقديم برامج تدريبية متخصصة تستهدف الكوادر الطبية، من أطباء وممرضين وصيادلة وغيرهم، بهدف تحسين قدراتهم وزيادة وعيهم حول التحديات التي يواجهونها يوميًا في عملهم. يقول حول ذلك "إن برامجنا التدريبية تشمل ورش عمل ومحاضرات يقدمها نخبة من الخبراء المحليين والدوليين في مجالات متعددة، مثل تحسين مهارات التشخيص الطبي، والتعامل مع الحالات الطارئة، والالتزام بأعلى معايير الجودة والسلامة في تقديم الخدمات الصحية".
أما المحور الثالث في إطار عمل الشركة ومسؤولياتها، فهو، كما يبيّن أبو رمّان، دعم التشريعات والسياسات الصحية. يقول "نحن نعمل بشكل وثيق مع الحكومات والمؤسسات التشريعية لتطوير القوانين المتعلقة بالمسؤولية الطبية وتحديثها. وكما تعلمون، فإن الأردن قد أصدر في عام 2018 قانون المسؤولية الطبية، وهو قانون مهم جدًا يعزز من مكانة الأردن كوجهة للسياحة العلاجية، ويؤمن بيئة قانونية تحمي حقوق المرضى، وتضمن جودة الخدمات المقدمة لهم".
أبو رمّان أشار في اللقاء الذي احتضنته مزرعته في مدينة السلط إلى أن الأردن كان سبّاقًا في مجال السياحة العلاجية، مبينًا أن العائدات الوطنية لِهذا القطاع الحيوي وصلت في عام 2011، إلى زهاء ملياريّ دولار، وقال "كانت الأردن تستقبل ما يزيد على 700 ألف مريض سنويًا من مختلف أنحاء العالم، إلا أن هذا القطاع الذي يحظى باهتمامٍ ملكيٍّ، شهد، للأسف الشديد، تراجعًا في السنوات الأخيرة، حيث انخفضت العوائد إلى 400 مليون دولار، وعدد المرضى إلى 300 ألف فقط".
واختمم حديثه لضيوفه من الصحافيين والإعلاميين بالقول "إن الأردن لا يزال يمتلك الإمكانيات التي تمكّنه من استعادة مكانته في هذا مجال السياحة العلاجية. فرغم تراجع الأرقام، إلا أن الكفاءات الطبية الأردنية لا تزال على أعلى مستوى. الأطباء الأردنيون معروفون في جميع أنحاء العالم بمهارتهم وتفوقهم في مختلف التخصصات الطبية.
نحن هنا لا نتحدث عن أرقام فقط، بل عن ثقة حقيقية تترسخ في أذهان المرضى عندما يختارون الأردن كوجهة للعلاج. هذه الثقة نابعة من تجارب ناجحة وسمعة طيبة بناها الأطباء الأردنيون على مر السنين". ولا ننسى أن الأردن يمتلك موارد طبيعية فريدة تميزه عن غيره من الدول. البحر الميت، على سبيل المثال، يحتوي على 12 نوعًا من الأملاح النادرة غير الموجودة في أي مكان آخر في العالم. هذه الأملاح لها خصائص علاجية مميزة تجعل من البحر الميت وجهة مثالية للسياحة العلاجية، كما الطين الموجود في البحر الميت يستخدم في تجديد نشاط الجسم، وهو أحد العوامل التي تجذب المرضى من مختلف أنحاء العالم للعلاج في الأردن. ومع ذلك، لم يتم استغلال هذه الموارد الطبيعية بالشكل المناسب، وهناك حاجة ماسة إلى استراتيجية تسويقية فعّالة لتعزيز مكانة الأردن في هذا المجال. من هنا تأتي أهمية المؤتمر، ومن هنا جاء سعينا لإقامته في بلدنا، وليس في اسطنبول، أو أي مكان آخر".