عندما تلجأ الى جوجل google للاجابة على جميع استفساراتك، تجد أنك لست بحاجة إلى عقل، أو تفكير، او استشارة خبير في اي مجال كان.

ورغم ان جوجل كبنك معلومات لا زال في البواكير قياسا بالكم الهائل من المعلومات المتداولة، إلا أن مجرد التفكير في التنامي المذهل لقدراته وامكاناته الواعدة، ونتائج البحث، تقود الى عالم مجنون بلا تفكير، فانت لم تعد بحاجة إلى حفظ المعلومة أو حتى فهمها طالما أن هناك من ينوب عنك، ويقوم بهذه المهمة التي كانت الشغل الشاغل للبشرية على مدى ملايين السنين.

السؤال: هل هناك دراسات حول تأثير ذلك على الاجيال القادمة؟ هل فكرنا يوما بالضوابط الفكرية والقيمية، والأخلاقية التي سيفرضها العم الجليل جوجل، ونحن نقف حائرين مسلوبي الارادة والادارة في مواجهة هذا الغول المفترس؟ ثم لنفترض جدلا، ماذا بعد هذه الاتكالية المطلقة، لو قام العالم ذات يوم ليجد ان جوجل قد مات بعد ان نكون فقدنا القدرة على استعمال عقولنا.

اتحدث واتساءل في حدود المعقول المتداول. ذلك ان التفكير في مسألة الذكاء الالكتروني والذكاء الصناعي اللا محدود، والمرتبط به هو امر يقف فيه الحليم حيرانا فعلا، رغم أنه سيفتك بكل حليم عاقل وادعو الله ان اكون مخطئ.

كان السؤال الذي يشغل بالنا دائما ونحاول الاجابة عليه هو الى اين نسير ؟ السؤال اليوم هو الى اين يريد أن يسير بنا هذا القرين الملعون؟