هذه المرة لن نكسر الجرة لطالما تأكدنا اننا انتقينا بإمعان وتمحيص مرشحينا للنيابة عنا وشافهناهم ببرامجهم ورؤى وتطلعات كل واحد منهم حول قضايانا واولوياتنا وتحدياتنا والتهديدات الاسرائيلية لوطننا وكذلك التنمية الاقتصادية والشبابية ومحاربة الفقر والبطالة ومسائلة الحكومات القادمة عن اي تقصير وهذا ما شاهدناه في مهرجانات المرشحين التي تحولت الى فرح وطني وعرس شعبي وولائم لم يسبق لها مثيل وقد صفت الجمال والكباش على قارعة الطريق، وامام مضارب المرشحين ونادى المنادي باعلى صوته وينكوا يالنشامى وسط زغاريد واهازيج ودبكات ورقصات وخطابات حماسية واستنهاض للعزيمة الشعبية لانتخاب هذا المرشح او ذاك وستظل هذه المظاهر المبهجة شاهدا حيا على اننا اخترنا مجلسنا النيابي العشرين وحملنا نوابه على اكتافنا الى قبة البرلمان ولبسوا قبعة الامة ولذلك لايجوز ابدا ان نقول في قادم الايام ان هذا المجلس لايمثلنا كما قيل لمجالس خلت من قبلها مجالس نذرنا ان نكسر جرة لفراقها.

هذه المرة لن نكسر الجرة لطالما ارتوينا من ماء وغذاء المرشحين وذرست اسناننا وارتفع السكر عند اكثرنا وقد طاف الغلمان علينا باطباق الحلوى وعصائر من فاكهة تفوح منها رائحة الفوز والنجاح وقد تطاير من حولنا عجاج الخيل في سباق الفرسان الى قبة البرلمان فهنيئا لمرشحينا بهذه الزفة الشعبية التي كان ينقصها العروس ليكون زفافا جماعيا وسط فرح وطني مبهج للجميع.

لله درك ياوطني ما اجمل افراحك الديموقراطية وتمنينا لو ان في كل سنة مجلس نيابي ليبقى الفرح غامرا بيوت الاردنيين العامرة ولتبقى مشاعل الديموقراطية موقدة ومنارة للخير والكرم في مضارب المرشحين ولعل الزمان يبعث من بينهم حاتم الطائي من جديد.