facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التكامل الأخلاقي والتغيير المتوازن ..


07-09-2024 11:19 AM

لمّا كانت الأخلاق تهتم وتعنى بالسلوك الأخلاقي والتطبيق الصحيح للمفاهيم الأخلاقية مثل الخير والشر ومعايير صواب التصرفات والخطأ.. فمن الأهمية بمكان النظر والتأكيد على دور الأخلاق بمفهومها التكاملي، وأهمية ان تتمثل الأخلاق من خلال السلوك نصا وروحا، قلبا وقالبا، فكرا وسلوكا، وتشمل أوجه النشاط الإنساني المختلفة، وعدم التركيز على قيمة دون الأخرى، وتجدر الإشارة هنا إلى البنية المعرفية والقيميمة المتكاملة، وأهمية البحث في تناول الاستراتيجيات الحديثة في تعليم الأخلاق أسوة بالأبحاث التي تتناول تعليم المهارات والمعارف.

وبما يسهم في إحداث التغيير المتوازن حيث لا يقتصر على جانب بعينه أو شكل محدد دون النظر في الجوانب والأشكال المهمة والضرورية الأخرى، فهو تعبير عن قيم وسلوك، والتغيير الحقيقي يحدث في ذات الإنسان ما لها وما عليها في سنن التكوين والتغيير والتجدد، وهو صيرورة حياة لا تتوقف، تطال البعد الذاتي والمجتمعي والحضاري والإنساني، وتشمل جوانب ومناحي الحياة المختلفة، وبالنظر إلى الواقع وتحدياته والطبيعة الإنسانية، ديمومة بقاء وارتقاء، وبناء الفرد والمجتمع من خلال بيئة سليمة، وأسلوب التربية والتنشئة السليمة، وأهمية عوامل التحفيز والتشجيع والتفكر والتدبر والتأمل والابتكار والتخلّق، كذلك فإن الأخلاق تساهم في بناء وصقل شخصية الإنسان القادر على الاستثمار بكل الطاقات والمعارف والعلوم والمفاهيم والمكونات الحديثة.

قد يشهد المجتمع في عالمنا المعاصر تغييرا وصورا جديدة في بعض السلوكيات والأعراف والعادات والمفاهيم التي كانت قائمة إلا أن ذلك لا يعني التنكر للقيم الأخلاقية بالمطلق والحكم بأنها منتهية بحكم التغيير الحاصل فما زال التمييز بين السلوكيات والممارسات الأخلاقية وبين السلوكيات والممارسات المنحرفة.

البعض يحاول الانسلاخ عن الموروث الثقافي بالمطلق والسعي إلى التقليد الأعمى والاجترار، يتسربل بثقافات وأخلاقيات وقيم بالية صارت ممجوجة ومنبوذة حتى في مجتمعاتها التي وصلت إلى مستويات هابطة مجردة من القيم مما حذى بالمختصين فيها إلى المناداة بالقيم الروحية والأخلاقية.

كذلك البعض يسيء إلى الموروث من خلال المفاهيم المغلوطة والرؤى القاصرة المتخلفة والغلو والتأويل الخاطىء بعيدا عن الإنصاف والاعتدال والتوازن في الحياة، وتذليل الفجوة في تناول الجانب النظري والعملي للأخلاق في مجتمعاتنا.

وهناك من لا يرى صيرورة الحياة في البعد المجتمعي والإنساني والحضاري، وإزاء التطور والتفاعل الإنساني في عالمنا المعاصر، والذي لا يمكن إهماله في البعد الأخلاقي والشعوري والمعرفي والضمير الفردي والمجتمعي الإنساني، وبالرغم من معطيات التطور الفائقة وطيّ المسافات وردم الهوة الزمانية والمكانية إلا أن البعض ما زال يضع الجدران السميكة ويطيل المسافات مع الآخر وحتى مع نفسه بالرغم من أن ذلك لا يعني الإحلال والانحلال والذوبان بقدر ما يعني استيعاب المتغيرات والمفاهيم الإنسانية المشتركة، والتعرف على الآخر والتبادل الثقافي وإثراء المعارف والنهوض بالمجتمعات التي تعبّر عن التنوع الثقافي والحضاري والإنساني.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :