حكومة نتنياهو تلوح بالتهجير
كمال زكارنة
07-09-2024 11:14 AM
الحرب الاقتلاعية المفتوحة التي تشنها حكومة نتنياهو شمال الضفة الغربية ، والتي تأخذ شكل التطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني، والتركيز على مخيمات ومجتمعات اللاجئين الفلسطينيين، تشكل احدى الخطط المنهجية لتنفيذ المشروع الاسرائيلي في فلسطين التاريخية، المتمثل بتفريغ الاراضي الفلسطينية من سكانها واصحابها الشرعيين، واقامة الدولة اليهودية احادية القومية في فلسطين المحتلة.
رأينا كيف تسبق الجرافات العملاقة الجنود الى الاحياء التي ينوون مهاجمتها واجتياحها، في جنين والمخيم والاحياء الاخرى، وفي طولكرم وطوباس وغيرها، وتقوم بتدمير البنى التحتية بشكل ممنهج ومنظم ، وقطع الماء والكهرباء ومنع العلاج وتقطيع الاوصال، ومنع التحرك والتواصل والحركة ، واجبار الناس على النزوح داخل المدن والقرى والمخيمات ،كل هذا يعتبر ضغطا امنيا واجتماعيا واقتصاديا ونفسيا، لاجبار المواطنين الفلسطينيين على التفكير بالمغادرة والهجرة.
مخطط الترحيل ليس وسيلة ضغط سياسية او دبلوماسية او تفاوضية لدى الكيان المحتل، بل هو مشروع استراتيجي يشكل بالنسبة لهم الضمانة الحقيقية لابعاد الخطر الوجودي الذي يتهددهم ،وضمان استمرار بقاءهم في فلسطين اطول مدة ممكنة، لانهم يعتبرون التهجير العمود الفقري والروح الحقيقية لبقاء الكيان على قيد الوجود.
الخطوة الاكثر خطورة ، التي بدأت حكومة الاحتلال بدراستها وبحثها بجدية ، من اجل البدء بتنفيذ مخطط التهجير، في الضفة الغربية المحتلة، هي حصر الفلسطينيين الذين يحملون جنسيات اخرى غير الفلسطينية ، خاصة العربية والتهديد بترحيلهم،وعدم القبول او الموافقة على تخليهم عنها ، واعتبارهم ليسوا مواطنين فلسطينيين ،ولا يحق لهم البقاء في فلسطين المحتلة.
هذا الاحتلال العنصري الفاشي، الذي لا يعترف بقوانين دولية ولا انسانية ، ولا اعراف او معاهدات دولية وغيرها، ويتمرد على كل كل شيء في الكون ، يسمح لكل مستوطن ومحتل في فلسطين بحمل عدة جنسيات لدول مختلفة ،اذ لا يوجد فردا واحدا من المحتلين في فلسطين المحتلة ، الا ويحمل اكثر من جنسيتين او ثلاث واكثر، بينما لا يسمح للفلسطيني بأن يحمل اي جنسية اخرى.
احتلال لم يبق اي منفذ او بصيص امل لأي حل سياسي للصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وهدفه الوحيد اجتثاث القضية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني من الجذور ان استطاع.
الحرب المفتوحة التي يشنها الاحتلال على الضفة الغربية ،تهدف الى تحقيق هدفين ،الاول، تجسيد سيطرة الاحتلال الكاملة على الاراضي الفلسطينية المحتلة واعتبارها اراض اسرائيلية ،يهودا والسامرة،والثاني،تنفيذ مخطط الترحيل والتهجير للشعب الفلسطيني تدريجيا.
لقد تجاوز نتنياهو كل الخطوط والالوان والحدود، والقوانين والاخلاق والاعراف ، ويقف بمفرده متحديا للجميع ، يمارس التنمر والعربدة والبلطجة والوقاحة بكل اشكالها، كل ذلك بفضل الحماية والرعاية والحضانة والغطاء الامريكي الشامل، وخذلان الاقربين وتواطؤ المجتمع الدولي.