نحو مجلس التعاون الخليجي .. نقلة نوعية حقيقية
سلامه الدرعاوي
12-05-2011 05:11 AM
لا شك ان نبأ ترحيب قادة الخليج بطلب الاردن الانضمام لمجلس التعاون يعد ابرز اختراق سياسي لجلالة الملك على صعيد تطور المملكة وتعزيز التحالفات مع منظومة عربية لها ارتباطات شعبية حيوية في الداخل.
قبل ذلك كان للملك الدور الاهم والحاسم في ادخال الاردن الى منظومة الاقتصاد العالمي مع بداية عهده, فالاولى كانت باتفاقية الشراكة ثم منظمة التجارة الحرة ثم اتفاقية التجارة مع امريكا وغيرها من الاتفاقيات التي جعلت الاردن لاعبا رئيسيا على الخارطة الدولية.
منظومة الاندماج الدولي تقريبا اكتملت, لكن اهمها على الاطلاق هو الانضمام لمجلس التعاون الخليجي لعدة اسباب, اهمها ان التقارب بين الاردن والخليج سيؤطر ضمن مؤسسة اقليمية لها وزنها وثقلها السياسي.
كما ان العلاقات مع دول الخليج ستنتقل نوعيا في عدة قطاعات اهمها ان المنح الخليجية التي تقدم للمملكة ستكون هذه المرة موجهة ضمن حزم وبرامج تنموية هدفها اولا واخيرا تطوير الحياة الاقتصادية والارتقاء بالمناخ الاستثماري في المملكة واعطاء اولوية للعمالة الاردنية بدلا من العمالة الاسيوية التي تشكل نسبة كبيرة في دول الخليج واثبتت الايام انها غير منحازة لقضايا المنطقة.
ولا شك ان هناك تفاوتا في بعض القطاعات بين الاردن والخليج مثل الوضع الاقتصادي والموقع الجغرافي, لكن هذا لا يمنع من الاندماج في مجلس التعاون بسبب المستوى المتقدم من العلاقات التي تربط بين انظمة الدول فيما بينها وبساطة الكلف الاقتصادية لانضمام الاردن بالنسبة للدول الخليجية, فالاردن بحاجة الى استثمار ودعم نسبي لفاتورة الطاقة.
حقيقة لاول مرة يشعر الناس بالسعادة من قرار دولي باتوا متأكدين من انه سينعكس ايجابا على حياتهم اليومية ويعزز من استقرارهم الكلي ويدعم بيئة الاعمال ويطور من شؤونهم الاقتصادية, علما ان هذا الشعور لم يكن موجودا حين الانضمام لمنظمة التجارة العالمية واتفاقية الشراكة حتى في اتفاقية التجارة مع امريكا.
salamah.darawi@gmail.com
(العرب اليوم)