عمون - قراءة الشاعر حسن البوريني - الشُّهودُ في سِلكِ القضاءِ وشرعِه شاهدان، ليغدو الحُكمُ عَدلاً صائباً ، ويكونُ القرارُ حاسماِ جَليّاً لا يشوبُهُ تضليلْ ولا يطالُه تأويلْ . كتابُنا المُحتفى به هذا المساء : ( المشاهدُ الأخيرة ) للأديب الأستاذ سامر المعاني حيث شهودٌ أربعةٌ وناطقةٌ بالحكمِ

والقرارِ خامسةٌ . لن أُضيفَ على ما قاله الزملاءُ إلّا اليسيرْ ، الذي لا يوقِفُ قافلةً سَرَتْ ، ولا يُحِدُّ لها مَسِيرْ .

فعندما طُلبَ مِنّي أن تكونَ لي مُداخلة في هذا الاطارْ ، وأن أجعلَ لي فَرساً في هذا المضمارْ ، أمعنتُ الفِكرَ في هذه المجموعةِ القصصية الرائعةِ حقّاً .فالعجبُ العَجِيبُ في عناوينِ تلك النّصوصِ ذاكَ التأرجحُ والتّمايسُ بين المتنافرين والمتناقِضَين معاً ، فالزائر الأبيض ص٩ والثلج الأسود ص١٦ ، حروف مبعثرة ص٥ ورسالة متأخرة ص١٢ وكذلك أبواب مُكسّرة ص١٤ ومُعتقل البوح ص .فهذا أن دلَّ على شيءٍ إنّما يدِلُ على خُصوبة التربة التي نشأت فيها بذور تلك النصوص التي تنامَتْ فغدت مجموعةً وارفة. فمِن هنا أستنرتُ ببعضِ قَبسٍ من هذه الجذوةِ فعبرتُ المجموعةَ قاصِداً نَصّاً تعنونَ بِـ : ( رُبّما) لِمَ لهذه اللفظةِ من دلالاتٍ وأبعادٍ وأسبارٍ ورحيلٍ في عالمِ المجاهيلِ والغياهبِ واللامتوقع ، فكُلُّنا كبشرٍ أضعف مِن لفظةِ رُبّما ولا ندري ما الشيء الذي من دونه نضيع.. ولا ندري على أيِّ شيءٍ نلتقي . فإذا ما عرفتَ ذلكَ يا كاتبنا العزيز ، أرجو أن لا تبخل علينا بالبوحِ والإفشاءِ علّكَ ترشدُنا إلى ذاكَ السّبيلِ في لاحقاتِ أعمالك.