لقد استطاعوا أعداء الإسلام منذ قرون طويله قتل المسلمين والقضاء على أعمدة وأركان استقلال الأمه ، واستمر ذلك في عصر الاستعمار المباشر وغير المباشر للأمة الإسلامية... ولكنهم لم يستطيعوا نزع الإيمان من قلوب المؤمنين والمؤمنات الصابرين المحتسبين لان الله تعالى حافظ دينه وهو خير حافظ.
ربما استطاعوا قتل حاكم مسلم أو أسره، او احتلال بلد مسلم ونهب ثرواته، وقتل العلماء والمفكرين والمثقفين والأدباء والباحثين والأطباء والمناضلين والمجاهدين وغيرهم ، لكن الأمةالإسلامية ستظل ولادة وقائمة ولن تنتهي ابدا لأنها أمة خالده حتى قيام الساعة كما قال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴾(الأحزاب: ٤٠).
إن أعداء الأمه منذ بعثة نبي الرحمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم لم يألوا جهدا في القضاء على ديننا الإسلامي الحنيف من خلال شتى انواع واشكال المؤامرات والمكائد والدسائس ونشر الفتن والحقد والكراهية والعداء وشن الحروب المتتاليه على الأمة حتى يومنا هذا، ولكن الله غالب على أمره ، قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}(الحجر: ٩).
ونجزم بأن مهما فعلوا العرب والمسلمين لتقريب وجهات النظر بينهم وبين الغرب وامريكا والاحتلال، فلا شك أن النتيجة المرجوه هو الوهم والفشل.
لأن (حزب الشيطان) الغرب وامريكا والاحتلال وشركائهم لن ترضى ما دام الإسلام والمسلمين لهم وجود بالعالم .
وكيف للأمة لا تعقل ولا تعلم ولا تعي ولا تدرك أهمية ذلك من خلال ما ذكره رب العزة والجلال في محكم التنزيل وقال مخاطبا نبي الرحمه صلى الله عليه وآله وسلم:{ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ} ( البقرة:١٢٠).
سياسة الغرب واعداء الأمة هي إيمانهم بالقوة واحتقارهم كل من يقلده ويتبعه ، ولا يحترم الا الثابت على دينه ومبادئه وقيمه لأنه يراه قويا مثله متمسكا بعقيدته فهو يهابه ويحترمه لأنه ندا له في جميع حسابات القوة والمنعةوالشدة.
الغرب وامريكا والاحتلال هم اعوان الشيطان الرجيم وفي سبيل محافظة الغرب وامريكا على معسكر الشر ، فإنهم يبيعون الوهم والأماني لعملائهم وشركائهم من الشرق، فيعدوهم النصر على معارضيهم، ويعدوهم الغنى والرفاهية والثراء والتمسك بالسلطة،كما يفعل ابليس مع اتباعه قال تعالى: { يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا }(النساء:١٢٠).
غير أنه لن يكون مصير هؤلاء الحالمين المغرر بهم الخونه المنبطحين أتباع الشيطان سوى الفشل والخذلان والهوان.... والعاقبة للتقوى.
"الهيمنة الامريكيه الغربيه" على العالم
هذه الهيمنة والغطرسه يقينا لن تدوم ، فقد اثبت "طوفان الأقصى " للعالم أجمع سقوط القناع عنهم وكشف حقيقة حقدهم وكراهيتهم للعالم وللاسلام تحديدا .
"طوفان الأقصى" قد أسقط كل المؤامرات والمكائد والدسائس والسياسات والتدابير والمخططات الغربية الامريكية الاحتلالية في المنطقه ، وفي نظر بعض المحللين أتى في الوقت المناسب لإيقاف هذه الخطط والمخططات الاحتلالية والامريكية والغربية.
فالحرب الهمجيه على قطاع غزة والضفة الغربيه اثبتت للعالم إن لم تكن القيم الأخلاقية الإنسانية حاضرة، فإن كل ما خلفها من منجزات لا قيمة لها.
لقد سقطت الأيديولوجيات الحديثه ،وسقطت المواثيق الدولية وقانون حقوق الإنسان والاتفاقيات الأممية، وحتى قانون محكمة العدل الدولية ليحل مكانها مبدأ القوة، بل صمت العالم أجمع أمام "فرعونيه امريكا والغرب" وهمجية ووحشية الكيان المحتل المغتصب والمتغطرس المتجرد من كل القيم والمبادىء والاخلاق والسلوكيات الإنسانيه والغاية تبرر الوسيلة.
لقد استبيحت في حرب غزة كل أشكال وألوان التعذيب والقتل الممنهج للأطفال والنساء والشيوخ تحت غطاء القوة العظمى بالعالم المهيمنه على المنظمات والجمعيات والهيئات الأمميه ومجلس الامن الدولي.
"حرب الغرب وامريكا والاحتلال" مع فئة قليلة مؤمنه تدافع عن ارضها وعرضها ومقدساتها الإسلاميه ، والعالم صامتا من حولها يشاهد فصول الحرب الوحشيه المرعبه على القطاع المحاصر جوا وبرا وبحرا. أين العداله؟؟
"طوفان الأقصى " شكل صدمة نفسيه واخلاقيه كبيرة للعالم الحر ، شكل موعدا مع مشهدا كبيرا للانحياز مع الفئه الضاله المجرمه المغتصبه ضد فئة مؤمنة صغيره محاصرة منذ عقود طويله .
"طوفان الأقصى " كشف كذب تحضر ورقي الغرب وامريكا وحمايتهم لحقوق الإنسان والحريات الإنسانيه التي يتغنى بها ، بدعمهم اللامسبوق للعدو المحتل المغتصب لارض فلسطين أكثر من سبعة عقود.
سفك دماء عشرات الألاف من الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء العزل وتمزيقهم لأشلاء متناثرة بأسلحة ثقيلة محرمة دوليا وإنسانيا وامام عدسات اعلام العالم وعلى الهواء مباشرة، وردم وهدم أبنية على رؤوس ساكنيها تحتضن أسرا فيها أطفالا رضع وكبار سن، وتشريد وتهجير من بقى منهم من الجرحى والمصابين من بيوتهم ، في تعدي وتجاوز صارخ لكل المواثيق الدولية التي تعاهدت على حماية المدنيين وتقديس أرواحهم عبر قوانين دولية ومواثيق متلاحقة أقرتها دول العالم المتحضر، مستهترة بمبادئ القانون الدولي والرأي العام العالمي.
صدمة ستترك أثرها عميقا في نفوس وعقول الأجيال الحاليه واللاحقه مخلفة تساؤلا كبيرا بمدى جدارة هذه الدول المتواطئة والداعمة وأحقيتها بتصدير قيم الرقي والقيم الإنسانية للعالم.
والسياسات الأمريكيه مبنيه على توصيات بعض المراكز البحثيه الامريكيه ، وتعد مرجعا إستراتيجيا للادارات الأمريكيه المتلاحقه، فقد أعد مركز" القرن الأمريكي " بعض التوصيات للإدارة الامريكيه جاء فيها :
_ حماية آمن حلفاء امريكا ورعاية السلام العربيمع الاحتلال.
_نشر القيم والمبادىء الامريكيه .
_محاربة الإرهاب( كذريعه)
_الوصول الآمن للنفط.
_دعم الأنظمة الدكتاتوريه.
فالمتتبع للسياسات الامريكيه فهي تعتمد وتهتم وتأخذ وتتعامل مع المراكز البحثيه الامريكيه عبر ما يطلق عليه "حكومة الظل الامريكيه" التي تصوغ السياسات ورسم الخطط الاستراتيجية الأميركية وتترك التوقيع للرئيس الامريكي .
ومن المعلوم بأن سياسة الحزب الجمهوري الامريكي تصدر من مركز " القرن الأمريكي "
وسياسة الحزب الديمقراطي تصدر من "مركز الأمن الأمريكي ".
ومن كان من العلماء والمثقفين والمفكرين والدعاة المسلمين ومعارضي لسياسات الغرب وامريكا والاحتلال فيتم وضعه في قائمة "الارهاب" .
فالغرب يريد أن يخرج الأمة الإسلامية من عقيدة التوحيد إلى الشرك ومن الطاعه إلى المعصيه ومن السنة إلى البدعه ، لذا ظل يستخدم طرق كثيرة، فقد صرح
راميسفيلد، وزير الدفاع الأمريكي الأسبق في لقاء مع صحيفة الواشنطن تايمز:(٢٠٠٣ / ٣ /٢٧م) إبان غزو العراق: "نخوض حرب أفكار مثلما نخوض حربا عسكرية، ونؤمن إيمانا قويا بأن أفكارنا لا مثيل لها" وأضاف: "إن تلك الحرب تستهدف تغيير المدارك، وإن من المحتم الفوز فيها، وعدم الاعتماد على القوة العسكرية وحدها".
وقد نصت الورقة الرئيسية لاستراتيجية الأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية في ذلك الوقت على أن أحد أهم أدوات أمريكا في نشر مبادئها في الشرق الأوسط هو (شن حرب أفكار) مع اللجوء للخيارات العسكرية عند الحاجة.
لكن يبدو أن تلك الحرب الفكرية لم تحقق الأهداف التي رسمت لها في سنوات حكم الحزب الجمهوري الثماني بزعامة جورج بوش الابن، تماما كما كان الشأن في الحرب العسكرية، وقد عبر عن ذلك (رامسفيلد) نفسه عندما قال في تصريح له ١٦ فبراير ٢٠٠٦م : "إن أمريكا تخسر حربها الدعائية والفكرية ضد التشدد الإسلامي... ينبغي لنا أن نبحث عن وسائل أخرى بديلة لكسب عقول الناس في العالم الإسلامي".
إن المسلمين مدعوون اليوم أكثر مما مضى للتسلح بكل الأسلحة الفكرية لتلك الجولة الشرسة من حرب الأفكار، إنها (معركة الشريعة الإسلاميه) لأجل تثبيت الإيمان في نفوس وعقول الأجيال الحاليه واللاحقه وترسيخ المبادىء والقيم الإسلاميه التي أمرنا بها سبحانه وتعالى ودعا اليها نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، التي لا إيمان لمن لا يؤمن بها، كما قال - سبحانه -: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلـموا تسليما}.(النساء ٦٥).
يقينا لكل طاغية نهاية ، والتاريخ لا يرحم ، ولنا عبر في التاريخ فالقائد تيمورلنك وقف مرة على جبل من الجماجم وهو منتصر في إحدى حروبه التي لا تنتهي ، العالم بأسره كان يخشى بطشه ، وبمجرد موته تلاشى تماما من ذاكرة التاريخ ولا يذكره الناس إلا كمثال على الطغيان .
لكل طاغية نهاية قد يكتبها الله بأبسط الأشياء ..
بعوضة أنهت قصة النمرود فحطمت مع صغرها وحقارتها رأس الظلم والقهر والجبروت ..
فلا تنشغلوا بالتفكير .. كيف سينهي الله الباطل ليحق الحق ؟؟؟!!!
فالباطل زائل وإن طال الزمن ..
بل انشغلوا بالدفاع عن الحق فهو الباقي رغم أنف الطغاة والظلمة ..
قال تعالى: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ * فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيم }( الواقعه ٩٥)
إننا ونحن نواجه هذه الحملة الشرسة الغربية الاحتلالية، التي جعلت العالم الإسلامي مجرد هدف للقمع عبر منظماتهم التي اسسوها لمحاربة الاسلام بوصفه بؤرة للإرهاب ، والصقوا به تهمة عدواً يهدد النظام العالمي، مما جعل هذا مبررا للنظام الأمريكي الغربي بأن يتدخل في شؤون العالم الإسلامي لاستغلال خيراته وتغيير معتقداته وزعزعة استقراره .
إننا ونحن نواجه هذا العدوان السافر المتجرد من القيم والأخلاق الإنسانية والمخالف لجميع القوانين الدولية علينا أن نتذكر سنة الله في الطغاة والمستكبرين وكيف كان مصيرهم
ويكفي للعبرة للأحياء..
- فرعون: قتل الأطفال الذكور، وأذل بني اسرائيل، وطغى وتكبر حتى ادعى الألوهية، فأهلكه الله بالغرق.
- النمرود: ناصب العداء لنبي الله ابراهيم عليه السلام وادعى الألوهية، فأهلكه الله تعالى ببعوضة دخلت في رأسه.
- أبو جهل: حارب وزوجته أم جميل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وآذوه بكل ما يستطيعون، فأهلكه الله تعالى على يدي طفلين.
- أبو لهب: حارب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وألب عليه القبائل وحرض عليه الناس، فقتلته امرأة بعمود خيمة ومات متعفنا.
- مسيلمة الكذاب: ادعى النبوة ونزول الوحي عليه، واختلق بعض السور، فقتله وحشي بن حرب بحربته.
- شاوشيسكو: طاغية رومانيا، ظلم وعذب وقتل، فتم اعدامه بالرصاص مع زوجته بتهمة ارتكاب جرائم ابادة جماعية.
- موسوليني: طاغية ايطاليا، أقام حكما فاشيا في ايطاليا، فأعدمه الشعب مع عشيقته كلارا في ميلانو.
- ستالين: قائد روسيا وأكبر سفاح في التاريخ المعاصر، دموي من الدرجة الأولى، قتل بدس السم له.
- هتلر: القائد الألماني الملهم، أشعل الحرب العالمية الأولى والثانية وقتل فيها ملايين البشر، مات منتحرا.
حتى الطغاة الذين لم يموتوا، وتم سجنهم أو ابعادهم فهم يقينا بأنهم يتعذبون نفسيا وروحيا وعقليا وجسديا، قال تعالى :
{وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ ۚ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَىٰ} (طه ١٢٧).
لقد جعل الله تعالى الإسلام هو المخلص للإنسانية من كل انواع واشكال العذاب والاضطهاد والاستبداد والشقاء والكفر والشرك والطغيان، ويقينا جازما لا خلاص للإنسانية من هذا الجحيم الا بالإسلام وحده كما قال سبحانه وتعالى : {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا}(الفتح:٢٨).
يا أمة الإسلام بشرى لن يطول بكِ الهوان
قد لاح فجركِ باسماً فلترقبي ذاك الزمان
أبطالنا بجهادهم ومضائهم قصفوا الجبان
وبنو لمجدكِ سلماً بدمائهم بلغوا العنان
فلتهنئي يا أمتي ولى زمان الغائبين