facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بائعو الوهم على منصات الانتخابات .. كيف يُصنع السراب؟! ..


محمود الدباس - ابو الليث
06-09-2024 12:57 AM


في كل موسم انتخابي.. تتزين شوارعنا بوجوه جديدة وأخرى قديمة.. تتسابق الصور والشعارات لتملأ الفضاء.. تتسابق الوعود وتتعالى الأصوات.. بعضها يختبئ خلف الخطاب الديني.. وبعضها الآخر يجتذب قلوب الناس بالوطنية.. والتي تُضفي على الكلمات بريقاً زائفاً.. نسمع عن خطط لانتعاش الاقتصاد.. والقضاء على البطالة.. وكأن المرشح يملك عصاً سحرية ستغير واقعنا بضربة واحدة.. مع تمتمة ببعض الطلاسم.. ولكن في أعماقنا.. نعلم أن هذا الكلام لا يسمن ولا يغني من جوع..

نسمع الخطابات وكأنها تُلقى في الهواء.. كلمات جوفاء.. سرعان ما تتلاشى.. تُذكرنا بفقاعات الصابون.. تلمع للحظات.. ثم تختفي في لمح البصر.. تماماً كما اختفت وعود المرشحين السابقين.. لكنهم لا يدركون أن الناخب الأردني لم يعد ذلك الشخص البسيط.. الذي يمكن خداعه بالوعود الخيالية.. فقد سئم من سماع نفس الخطابات المتكررة.. والتي تعزف على أوتار العاطفة دون أن تقدم شيئاً حقيقياً.. وأصبح يرى هؤلاء المرشحين كمن يبيع الأمل الزائف.. يعرضون بضاعة باهتة لا يمكن لمسها.. ويتوقعون أن نصدقها!..

وكما قال أحد المرشحين في إحدى الدورات السابقة.. عندما سُئل عن كيفية التعامل مع قضية فلسطين وحق العودة.. أجاب بكل ثقة "لا أنا.. ولا الأقوى مني.. بيقدر على موضوع ال 48.. ولكن ال 67 اعرفوها من هالشارب".. هذا النوع من الخطاب يكشف عن مدى سطحية تفكير بعض المرشحين.. وكأنهم يظنون أن الناس لا يدركون حجم القضية وتعقيداتها.. وكأننا أمام مشهد مضحك.. في مسرحية تُعرض أمام جمهورٍ يظنون أنه ساذج..

لكن المرشح الحقيقي.. ذلك الذي يستحق أن نمنحه صوتنا.. هو من يمشي على أرض الواقع.. من يعرف أن التغيير ليس سحراً.. بل هو مسار طويل.. يبدأ بخطوة صغيرة.. لا يعِد بالقضاء على البطالة كلياً بين ليلة وضحاها.. بل يسعى لوضع برامج حقيقية لتخفيف العبء تدريجياً.. المرشح الواقعي لا يتحدث عن مشاريع خيالية.. بل يقدم خططاً قابلة للتنفيذ.. يدرك حدود صلاحياته كعضو في البرلمان.. ويعرف أن تأثيره الحقيقي يكمن في التشريع والمراقبة.. وليس في الوعود الخدمية.. التي تُثقل كاهله.. وتُضعف موقفه أمام الحكومة..

وهنا يكمن التحدي الأكبر.. المرشح الذي ينحني أمام ضغوط القواعد الانتخابية.. لا يستطيع أن يكون قوياً في مواجهة الحكومة.. يصبح أداة لتنفيذ طلبات صغيرة.. ويبتعد عن دوره الأساسي كرقم صعب تحت القبة..
أما الأحزاب.. فإن ضعف التكتلات الحزبية والبرامجية تحت قبة البرلمان.. يجعلها غير قادرة على تشكيل جبهة ضغط حقيقية.. وهكذا.. نبقى ندور في نفس الدائرة.. دون تغيير يذكر..

إنها مسؤوليتنا كمواطنين.. بأن نبحث عن مرشح يقدم برنامجاً واقعياً.. يتحدث بلغة العقل.. لا يملأ عقولنا بالسراب.. لأننا في نهاية المطاف.. نحن من يدفع الثمن.. ونحن من يعيش مع نتائج هذه الاختيارات..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :