facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




من يُخذّل أحزاب اليوم عن أهل غزة مثل "نُعَيم"؟


داود عمر داود
05-09-2024 05:25 PM

كثيرون شبهوا الحرب الدامية ضد غزة، وما تتعرض له من حصار خانق، بـ "غزوة الخندق"، التي شنها على المدينة المنورة، في العام الخامس للهجرة النبوية، كفارُ مكة والأحزاب، الذين كانوا عبارة عن مجموعةٍ من القبائل العربية المختلفة، التي تحالفت مع مشركي قريش، بغرض احتلال المدينة والقضاء على المسلمين ودولتهم الفتية.

وقد سُميت تلك المعركة أيضاً بـ "غزوة الأحزاب"، التي فرضت فيها أحزاب الأمس حصاراً دام ثلاثة أسابيع على المدينة، تعرض خلالها المسلمون للأذى والمشقة والجوع.

"وثيقة المدينة":
عندما هاجر النبي، صلى الله عليه وسلم، من مكة إلى يثرب، عام 622 ميلادية، وأقام للمسلمين دولتهم، عقد ما سُمي بـ "صحيفة المدينة"، أو "وثيقة المدينة"، وهي عبارة عن دستور حكم العلاقة بين المسلمين وغيرهم من أهل "يثرب"، على أسس محددة، أولها تعايش الإسلام مع الأديان الاخرى، "لكم دينكم ولي دين"، وثانيها أن المسلمين وغيرهم في المدينة متحالفون مع بعضهم البعض، شريطة أن لا يغدر أحدهم بالآخر.

اليهود في كنف دولة الإسلام:
وقد عامل الرسولُ، صلى الله عليه وسلم، يهود المدينة أفضل معاملة كغيرهم، ومنحهم كافة الحقوق التي تمتع بها المسلمون، ولم يميز ضدهم، ولم يفرض عليهم الجزية. فعاش اليهود في كنف دولة النبي عليه الصلاة والسلام بأمن وأمان. وظل الأمر على حاله حتى غدر يهود المدينة، بالمسلمين في "غزوة الخندق". ولمَ لا يغدرون ... وشيمتُهم الغدرُ.

النتيجة طرد اليهود من المدينة المنورة:
وعندما حاصرت قريش والأحزاب المدينة غدر "بنو قريظة" بالمسلمين وخانوا العهد مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بتحالفهم مع المشركين. إذ أن علاقة المسلمين باليهود، بدأت تتوتر مع ازدياد أعداد المسلمين. ولما جاء المشركون لحصار المدينة، في "معركة الخندق"، قام المسلمون بتأمين الجهة الشمالية من المدينة المنورة عن طريق حفر الخندق، أما الجهات الاخرى فكانت تسكنها قبائل اليهود، التي كانت تحيط بالمدينة من باقي الجوانب. إذ كانت "قبيلة بني قريظة" تسكن طرف المدينة من جهة الشرق، بينما تسكن "قبيلة بني النضير" طرف المدينة من جهة الجنوب الشرقي، فيما كانت "قبيلة بني قينقاع" تسكن وسط المدينة المنورة وداخلها.

ولما كان المسلمون يربطهم ميثاق مع اليهود اطمأنوا أن المدينة محمية من كل الجهات ولا يستطيع المشركون دخولها. إلا أن المفاجأة كانت عندما غدر "بنو قريظة" بالمسلمين وكانوا ينوون إدخال المشركين الى المدينة من جهتهم.

"خذّل عنا يا نُعِيم":
وهنا تدخلت العناية الإلهية وأحبطت مؤامرة غدر اليهود بالمسلمين. وكان من لطف الله تعالى برسوله، صلى الله عليه وسلم، وبالمؤمنين، أن قيض لهم من قام بمهمة "تخذيل" المشركين واليهود عنهم. ومعنى "تخذيل" هنا هو "الإيقاع" بين الأحزاب واليهود، وتفريق صفهم، بحيث يدب الخلاف بينهم، وتفشل مؤامرتهم بالقضاء على المسلمين. وبلغة اليوم انهيار التحالف بينهم.

فقد جاء "نُعِيم بن مسعود بن عامر"، الذي كانت قبيلته "غطفان" تشارك مع الأحزاب، جاء إلى الرسول الكريم، وقال: يا رسول الله، إني قد أسلمت، وإن قومي لم يعلموا بإسلامي، فمُرني بما شئت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما أنت فينا رجلُ واحد، فخذل عنا إن استطعت، فإن الحرب خدعة".

تحريض اليهود على قريش والأحزاب:
فبدأ "نُعَيّمٌ" بيهود "بني قريظة"، إذ كان لهم رفيقاً وجليساً في الجاهلية. فقال: يا بني قريظة، قد عرفتم ودي إياكم. قالوا: صدقت، لست عندنا بمتهم. فقال لهم: إن قريشا وغطفان ليسوا كأنتم، البلد بلدكم ، فيه أموالكم وأبناؤكم ونساؤكم، لا تقدرون على أن تحولوا منه إلى غيره، وإن قريشا وغطفان قد جاءوا لحرب محمدٍ وأصحابه، وقد ظاهرتموهم عليه، وبلدهم وأموالهم ونساؤهم بغير مكان، فليسوا كأنتم، فإن انتصروا أصابوها، وإن كان غير ذلك عادوا إلى بلادهم، وخلوا بينكم وبين محمد ببلدكم، ولا طاقة لكم به إن خلا بكم، فلا تقاتلوا مع القوم حتى تأخذوا منهم رهنا من أشرافهم، يكونون بأيديكم ثقة لكم على أن تقاتلوا معهم محمدا حتى تهزموه. فقالوا له: لقد أشرت بالرأي.

تحريض قريش والأحزاب على اليهود:
ثم خرج "نُعَيّمٌ" حتى أتى قريشاً، فقال لأبي سفيان بن حرب، ومن معه من رجال قريش: قد عرفتم ودي لكم وفراقي محمداً، وإنه قد بلغني أمرٌ قد رأيت علي حقا أن أبلغكموه، نصحا لكم، فاكتموا عني؛ فقالوا: نفعل. قال: تعلموا أن معشر يهود قد ندموا على ما صنعوا فيما بينهم وبين محمدٍ، وقد أرسلوا إليه: إنا قد ندمنا على ما فعلنا، فهل يرضيك أن نأخذ لك من القبيلتين، من قريش وغطفان رجالا من أشرافهم فنعطيكهم، فتضرب أعناقهم ثم نكون معك على من بقي منهم حتى نستأصلهم؟ فأرسل إليهم: أن نعم. فإن أرسل إليكم اليهود يلتمسون منكم رهناً من رجالكم فلا تدفعوا إليهم منكم رجلا واحدا.

تحريض قبيلة "غطفان" على اليهود:
ثم خرج "نُعَيّم بن مسعود بن عامر" حتى أتى قبيلته غطفان، فقال: يا معشر غطفان، إنكم أصلي وعشيرتي، وأحب الناس إلي، ولا أراكم تتهموني؛ قالوا: صدقت، ما أنت عندنا بمتهم؛ قال: فاكتموا عني؛ قالوا: نفعل، فما أمرك؟ فقال لهم مثلما قال لقريش وحذرهم مثلما حذر قريش .

النتيجة: إفشال المؤامرة ضد المسلمين:
وكانت النتيجة أن تمكن "نُعَيّم بن مسعود بن عامر" من الإيقاع بينهم، فحرض قريشاً والأحزاب على اليهود، وحرض اليهود على قريش والأحزاب، وأوقع بينهم، فتفرق شملهم، وفشلت مؤامرتهم للقضاء على المسلمين.

عقوبة اليهود على الخيانة والغدر:
لذلك قام المسلمون بعد هزيمة الأحزاب في "غزوة الخندق" بحصار قبيلة "بني قريضة" حتى استسلمت، فقتلوا الرجال، وسبوا النساء والأطفال، عقاباً لهم على خيانة العهد. وبعد ذلك طرد المسلمون "بني قينقاع"، ثم "بني النضير"، من المدينة المنورة.

خلاصة القول: من يُخذّل أحزاب اليوم عن أهل غزة؟:

أما أهل غزة المحاصرون، لما يقرب من عام، فقد وجدوا شعوب الأرض قاطبة تتعاطف معهم بقلوبها، لكنهم تعرضوا للخذلان من كافة دول العالم وحكوماته، بما فيها حكومات الدول العربية والإسلامية. لا بل إن من الدول "الشقيقة" من تعاطف مع العدو ووقف معه وتأمر ضدهم، رغم تعرضهم للقتل والتجويع والحصار. فقد تخلى عن أهل غزة إخوانُهم، ولم ينصرونهم ولم يقدموا لهم العون. نسأله تعالى أن يقيض لغزة وأهلها من يُخذّل أحزاب اليوم عنهم، كما قيض "نُعَيماً" لرسوله الكريم. اللهم آمين.
داود عمر داود





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :