سوفكس .. نحو رؤية ملكية في تعزيز البيئة الأمنية
د. أشرف الراعي
04-09-2024 04:24 PM
يمثل معرض سوفكس (SOFEX) الذي يُعقد في الأردن كل عامين أحد أبرز الأحداث الدولية في مجال الصناعات الدفاعية والأمنية، وقد انطلق المعرض لأول مرة عام 1996 بمبادرة من جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، عندما كان قائداً للقوات الخاصة الملكية.
ومنذ تأسيسه، أصبح المعرض منبراً عالمياً يُجمع فيه كبار الخبراء وصناع القرار العسكريين من مختلف أنحاء العالم بهدف تعزيز القدرات الأمنية والدفاعية للأردن والمنطقة بأسرها، وذلك من خلال عرض أحدث التقنيات والابتكارات في مجالات العمليات الخاصة والأمن القومي، لا سيما في ظل التقدم التقني الذي تشهده المنطقة والعالم من استخدامات أحدث التكنولوجيا والتقنيات المتقدمة والمتطورة وأنظمة الذكاء الاصطناعي.
إن معرض سوفكس يأتي في وقت تتزايد فيه التحديات الأمنية على المستويين الوطني والإقليمي، حيث يساهم في تعزيز قدرات القوات المسلحة الأردنية وأجهزة الأمن الأخرى من خلال تمكينها من الوصول إلى أحدث التكنولوجيا المتقدمة في مجال الدفاع؛ فعلى مر السنوات، حضر المعرض آلاف الشركات من أكثر من 50 دولة، مما يتيح لقواتنا المسلحة الباسلة الاطلاع على أحدث المعدات والأسلحة والتقنيات في العمليات الخاصة، مثل الطائرات بدون طيار، وأنظمة المراقبة المتقدمة، والأمن السيبراني.
كما يُعد المعرض أيضاً فرصة لتسليط الضوء على الصناعات الدفاعية المحلية، حيث يشارك فيه العديد من الشركات الأردنية التي تعرض منتجاتها وتقنياتها الحديثة، وهذه المشاركة تعزز من مكانة الأردن كدولة رائدة في تطوير الصناعات الدفاعية في المنطقة.
إن معرض سوفكس ليس مجرد حدث لعرض المعدات والتكنولوجيا؛ بل هو أيضاً فرصة لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي؛ حيث يشارك في المعرض كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين من مختلف دول العالم، مما يفتح الباب أمام تبادل الخبرات والمعلومات حول التهديدات الأمنية المشتركة وكيفية مواجهتها؛ ذلك أنه وتحت قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، يسعى الأردن إلى الاستفادة من هذه التجمعات الدولية لتعزيز الشراكات الاستراتيجية وتطوير قدراته الدفاعية والأمنية من خلال التعاون الدولي.
وفي دورته لعام 2022، حضر المعرض أكثر من 400 شركة دفاعية من 35 دولة، واستقبل حوالي 30,000 زائر، بما في ذلك وفود رسمية من نحو 100 دولة، وبالطبع إن هذه الأرقام تؤكد على الأهمية العالمية لسوفكس كمنصة للتعاون الدولي في مجال الأمن والدفاع؛ حيث يُعتبر الابتكار في مجال الدفاع والأمن من الركائز الأساسية التي يقوم عليها المعرض.
وهنا لا بد من الإشارة إلى رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني التي تركز على ضرورة مواكبة التطورات التكنولوجية السريعة والاستفادة منها لتعزيز الأمن الوطني، ومن هذا المنطلق، يقدم سوفكس مساحة لتبادل الأفكار والابتكارات بين مختلف الأطراف المعنية، مما يعزز من تطوير تقنيات جديدة قادرة على التصدي للتحديات الأمنية الحديثة.
فعلى سبيل المثال، يشهد المعرض عروضاً حية للتقنيات العسكرية الحديثة، بما في ذلك أنظمة الاستطلاع والمراقبة، والطائرات بدون طيار، والحلول الأمنية السيبرانية المتقدمة، وهذه التقنيات ليست مجرد أدوات دفاعية؛ بل هي جزء من استراتيجية أوسع لتعزيز القدرة على الاستجابة السريعة للتحديات الأمنية.
كما تشهد منطقة الشرق الأوسط العديد من التحديات الأمنية المتنوعة والمعقدة، بدءاً من الإرهاب والجريمة المنظمة إلى النزاعات المسلحة والهجمات السيبرانية؛ وفي هذا السياق، يُعَدُّ سوفكس جزءاً أساسياً من استراتيجية الأردن للتعامل مع هذه التحديات من خلال تعزيز قدراته الدفاعية والأمنية.
وبالتالي، وبرؤية جلالة الملك عبدالله الثاني، يلعب سوفكس دوراً محورياً في تطوير استراتيجيات وأدوات لمواجهة التحديات الأمنية الراهنة من خلال التعاون مع الشركاء الدوليين، كما يسهم المعرض في تعزيز القدرات الوطنية والإقليمية لمواجهة هذه التحديات بشكل فعال، وهذا التعاون يُترجم إلى اتفاقيات دفاعية ومشاريع مشتركة تعزز من قدرة الأردن والدول المشاركة على حماية أمنها القومي… من أجل مستقبل أفضل للأردن والمنطقة برؤية ملكية سامية في بناء منظومة أمنية قوية ومستدامة، قادرة على مواجهة التحديات الأمنية المعاصرة.